رحلة أنيس منصور من كتاب القرية إلى الفلسفة عبر «80 عاما في قطار الصحافة» - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحلة أنيس منصور من كتاب القرية إلى الفلسفة عبر «80 عاما في قطار الصحافة»

شيماء شناوي
نشر في: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 5:34 م | آخر تحديث: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 5:34 م

منذ 7 سنوات وفي مثل هذا اليوم صباح 21 أكتوبر 2011، غيب الموت عن عالمنا الأديب والفيلسوف أنيس منصور، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوي، وبعد أن ترك وراءه حياة حافلة من المواقف والاراء التي عبرت عن رأيه في كلًا منها، كما ترك إرثًا ضخمًا من المؤلفات التي أثرا بها المكتبة العربية والعالمية فكرا وفلسفة وثقافة.

وما بين مولده إلى رحيله، 94 عامًا من العطاء قدمهم أنيس منصور، نستعرض أهم محطاتها في التقرير التالي، الذي يبدء بالشيخ حافظ القرآن الكريم، مرورًا بالكاتب الصحفي صاحب العمود الأشهر«مواقف» إلى الكاتب العالمي والفيلسوف أنيس منصور.

• الشيخ أنيس منصور
ولد أنيس منصور في 18 أغسطس 1924، بمحافظة الدقهلية، لأب يعمل ناظر زراعة، حفظ القرآن وهو ابن 9 سنوات، بكُتاب القرية، الأمر الذي أثر في شخصيته، كما يقول ذلك في كتابه «عاشوا في حياتي»، لينتقل من حفظ القرآن الكريم إلى حفظ آلاف من أبيات الشعر العربى والأجنبى، فتكون مدخلَا له إلى قراءة الأدب وتحصيله.

• أنيس منصور والفلسفة بين «القاهرة» و«عين شمس»
كان أنيس منصور من الطلاب المتفوقين منذ صغره، وتمكن من الحصول على المركز الأول بين طلبة مصر في المرحلة الثانوية، حيث اشتهر بالنباهة والتفكير المنطقي السليم، حتى كان اختياره دراسة الفلسفة، فالتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتفوق فيه، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947م، وعمل أستاذًا في القسم ذاته لكن في جامعة عين شمس، قبل أن يتفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم.

• أنيس منصور «في صالون العقاد كانت لنا أيام»
لم يكن لأنيس منصور هم إلا شراء الكتب، والتي وصلت إلى قراءة 70 ألف كتاب، مما جعل عميد الأدب العربي طه حسين يلقبه بـ«أكبر قارئ في مصر»، وكانت لحظة التحول الحقيقي في حياته مع الكتب والفكر، هي حضوره لصالون الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، فقد كان بالنسبة له بمثابة بوابة على عالم آخر لم يعهده من قبل، وهذا العالم هو ما سجله في كتاب الأشهر؛ «في صالون العقاد كانت لنا أيام» حيث قدم فيه كواليس ما حدث في الصالون من مناقشات للعديد من الأفكار، والقضايا، ومنها مشاكل جيله وعذاباته وقلقه وخوفه وآراءه في مواجهة جيل العمالقة من أمثال «طه حسين، العقاد، توفيق الحكيم، سلامة موسى»، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة في مصر حينها.

• أنيس منصور «80 عامًا في قطار الصحافة»
كانت بوابة أنيس منصور لعالم الصحافة، هى مؤسسة أخبار اليوم، حين انتقل إليها مع كامل الشناوي، وتتلمذ على يد مؤسسيها مصطفى وعلي أمين، قبل أن يتركها إلى مؤسسة «الأهرام»، لمدة سنتين، يسافر بعدها مع كامل الشناوى إلى أوروبا، في نفس الوقت الذي قامت فيه قامت ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، وقام أنيس منصور بإرسال أول مواضيعه مرة أخرى إلى مؤسسة أخبار اليوم، والتي ظل يعمل فيها حتى عام 1976، ليصبح رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف، وبعدها أصدر مجلة الكواكب.

• أنيس منصور من «قطار الصحافة إلى سفينة الأدب»
شهدت علاقة أنيس منصور بالصحافة مراحل انقطاع كثيرة فقد كان يتركها ثم يعود إليها، وكتب هو عن ذلك يقول «أريد أن أكتب أدباً وفلسفة، فأنا لا أحب العمل الصحفي البحت، أنا أديب، كنت وسأظل أعمل في الصحافة»،ورغم ذلك كان واحد من أصغر رؤساء التحرير في مصر حيث تولى منصب رئاسة التحرير وهو لم يكمل عامه الـ30، كما تنقل بين أشهر المؤسسات الصحفية في مصر منها؛ «أخبار اليوم، آخر ساعة، الأهرام، الهلال، الجيل، هى، العروة الوثقى» حتى كلفه الرئيس السادات بتأسيس مجلة أكتوبر، ليكون رئيسًا لتحريرها ورئيسًا لمجلس إدارة «دار المعارف» حتى عام 1984، وخلال تلك الفترة لم تنقطع علاقته أنيس منصور بالأدب، بل لم تتأثر مطلقًا باننشغاله بالصحافة، فكان يكتب مؤلفاته الواحد تلو الأخر، غير أن لغته وأسلوبه الأدبي طغى على مقالاته الصحفية.

أنيس منصور والرئيس «أنور السادات»
مثلما كان محمد حسنين هيكل، هو الكاتب الصحفي الأقرب إلى شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، كان أنيس منصور، هو الكاتب الصحفي الأقرب لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات، فكان الصحفي الأول له والصديق المقرب وكاتم أسراره، وكان من الداعمين له في جميع مواقفه ومنها اتفاقية كامب ديفيد، وتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، لكنه مع الأسف رفض أن يفصح عن ما في خزانته من الأسرار والحوارات والوثائق والتسجيلات التي لا تقدر بثمن في فترة مهمة في تاريخ مصر الحديث.

أنيس منصور و«الجوائز»
حصد العديد من الجوائز، أبرزها «الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، وحصل على جائزة مبارك في الآداب، والجائزة التشجيعية من المجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، كما فاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، وحصل على لقب كاتب المقال اليومى الأول في الأربعين عامًا الماضية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك