مطالبات مصرية ألمانية بدعم الجامعات العابرة للحدود لمحاربة التطرف والعنصرية
«مشربتش من نيلها» و«3 دقائق» تتردد فى مدينة أولم الألمانية أثناء الاحتفال
أحيت الأكاديمية الموسيقية التابعة للجامعة الألمانية بالقاهرة، احتفالية جامعة «أولم» حفلا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، و15 عاما على تأسيس الجامعة الألمانية فى القاهرة، على أنغام أغنيات «ما شربتش من نيلها» و«3 دقائق»، والتى حازت على إعجاب وتفاعل الحضور المصرى والألمانى. وشدد عدد من المسئولين المصريين والألمان، على دور الجامعة الألمانية فى مصر فى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحين أن الأخيرة نجحت فى أن تكون جامعة عابرة للحدود، وأن دور ألمانيا فى دعم العلاقات داخل إفريقيا والشرق الأوسط، وتبنى مشروع جديد بإنشاء جامعة بحثية فى كينيا.
وقال رئيس جامعة أولم ميخائيل فيبر خلال الاحتفالية بحضور وفد مصرى، إن جامعة أولم تبلغ من العمر 50 عاما ويدرس بها 10 آلاف طالب وطالبة، وعدد أعضاء هيئة التدريس بها 230 أستاذا وتحتوى على 65 برنامجا دراسيا، مشيرا إلى أن تمويل الجامعة عام 2016 بلغ 90 مليون يورو، وأنها تحتل المركز رقم 1 فى ألمانيا والثالثة أوروبيا والثامنة على المستوى العالم، بالنسبة للجامعات الشابة تحت الـ 50 عاما.
وأضاف: «عدد خريجى جامعة أولم يبلغ 2000 طالب سنويا، فى حين تضم مدينة أولم من الشركات البحثية العملاقة مثل (Audi وBMW وNokia)، وهناك العديد من الصناعة التكنولوجية الموجودة فى محيط الجامعة»، مؤكدا أن مقاطعة بادن فورتمبرج تعد رابع أكبر مقاطعة بحثية فى أوروبا.
وتابع: «الجامعة بها كليات (الطب والرياضيات والاقتصاد والعلوم الطبيعية وهندسة الكمبيوتر وعلم النفس)، و13% من طلاب الجامعة من خارج ألمانيا»، لافتا إلى أنه خلال السنوات الأخيرة هناك عدد لا بأس به من البرامج التى تدرس باللغة الإنجليزية بالجامعة، وأن 85% من الطلاب الملتحقين بهذه البرامج الجديدة ألمان.
واستكمل: «هذا مهم للغاية فى غزو السوق العالمية ونريد زيادة التميز البحثى لنا وهذا يأتى بشخصيات طلابية متميزة وتنمية المهارات وهذا ما تقوم به الجامعة الألمانية بالقاهرة وتعد واحدة من الاهتمامات والاتجاهات القوية لدولة ألمانيا»، مشيرا إلى أن رسالة الجامعة الخاصة بالبحث العلمى هى زيادة التميز البحثى، منوها إلى وجود برامج مزدوجة مع جامعات أوروبية اخرى لمراحل الماجستير والدكتوراه.
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة الدكتور أشرف منصور، إنه سعيد بالوقوف فى جامعة أولم، وحصوله على درجة الدكتوراه منها، مستدركا: «قضيت هنا فى أولم فترة من أفضل فترات حياتى الأكاديمية، وما زلت مرتبطا بجامعة أولم حتى الآن».
وتابع منصور: «الاحتفال باليوبيل أمر مهم للغاية وذو قيمة كبيرة، وفرصة ممتازة للنظر إلى الوراء لرؤية ما تم تحقيقه، وما تبقى لتقييمه وتحقيقه، ووضع خطط مستقبلية»، مشيرا إلى أن الجامعات تؤسس للبقاء لفترة أطول بكثير من عمر أى إنسان، وأن الجامعة الألمانية بالقاهرة نجحت خلال فترتها التاريخية أن تكون جامعة عابرة للحدود.
وأوضح أن الجامعات العابرة للأمم تحتاج إلى العديد من العناصر المهمة الأخرى بجانب العلم مثل «الانفتاح والتسامح والأمل والإيمان بالرؤية والعمل النبيل والاستعداد للتعلم والاحترام والتفاهم وتقبل وتقدير الاختلافات»، ملمحا إلى أن عدد طلاب الجامعة الألمانية البالغ 12 ألف طالب فى تزايد مستمر. وكشف أن الجامعة الألمانية لديها شراكة مع 66 جامعة ألمانية ومعهد بحثى سواء للدراسة أو الأبحاث العلمية المشتركة، كما تمتد علاقات التعاون الأكاديمى والعلمى إلى 14 بلدا مع 19 جامعة فى جميع أنحاء العالم، فضلا عن التعاون الاستراتيجى مع كبرى شركات ومؤسسات الصناعة الألمانية مع 27 شركة. وأشار إلى أن الجامعة الألمانية وصلت إلى كل محافظة فى مصر وأتاحت التعليم الألمانى التميزى لكل طالب فى كل محافظة وفى كل قرية فى مصر، من خلال عدة برامج للمنح للمتفوقين والموهوبين دراسيا، وأنه يتم الوصول إلى الطلاب الأفارقة وغيرهم فى المنطقة من خلال منح دراسية خاصة.
وقال وكيل لجنة التعليم فى مجلس النواب هانى أباظة، فى كلمته: «التعاون العلمى بين مصر وألمانيا له تأثير كبير على البلاد بشكل إيجابى، ونأمل فى توطيد العلاقات الثنائية، باعتبارها أحد أعمدة نجاح الأمة»، متابعا: «نأمل أن يكون هناك تعاون وثيق مع شركائنا من البرلمان الألمانى، للاستفادة من التجربة الألمانية فى مجال التعليم والتكنولوجيا».
وأضاف أباظة أن التعاون بين جامعتى الألمانية وأولم فى قطاع التعليم والبحث العلمى له قيمة كبيرة لتأسيس المجتمع المدنى الحديث، ونشر ثقافة السلام ودعم روح الكفاح ومواجهة الارهاب والعنصرية، مشيرا إلى أن التعاون سيدعم مصر نحو تحقيق التقدم، وأن التعليم حق مكتسب للجميع، والمعرفة هى البوابة الرئيسية للمستقبل الباهر.
وذكر الدكتور عز الدين أبو الستيت، أمين مجلس الجامعات الخاصة، أن هناك عددا من الجهات الألمانية وعلى رأسها جامعة أولم دعمت إنشاء الجامعة الألمانية فى مصر، ولعبت دورا بارزا فى تحويل حلم الجامعة العابرة للحدود لقصة نجاح، مضيفا: «بعد تأسيسها استمر التعاون بين الجامعتين بتأييد من الهيئة الألمانية للتبادل العلمى ودولة ألمانيا ومؤسساتها وحققت الجامعة الألمانية جسرا ثقافيا مهما بين مصر وألمانيا».
وقال السفير الألمانى بالقاهرة جوليوس جورج، إن الاحتفالية تأتى بالتزامن مع الاحتفال فى مصر بالعام العلمى المصرى الألمانى الذى نظمته هيئة التبادل العلمى الألمانية منذ أسبوعين فى القاهرة، مضيفا: «بفريق عملكم هذا كل يوم تضيفون للعلاقات المصرية الألمانية وهذه الشراكة الممتدة عبر السنوات توضح ما حققتموه وهذا التبادل بين الأشخاص يبرهن على ما يمكن أن يتمنى به البشر وتحقيقه».
وأوضح السفير الألمانى بالقاهرة، أن الجامعة الألمانية بالقاهرة حددت معايير جديدة وقوية للبحث العلمى، وأن الشراكة بين الجامعتين الألمانية وأولم ترمز للعالمية فى التعليم، مكملا: «الاستراتيجية التى تتبناها ألمانيا تؤكد أنه لا يمكن أن تواجه أى بلد التحديات التى يعانى منها العالم دون وجود علم وبحث علمى، ويتم ذلك عن طريق الجامعات العابرة للأمم والمزج بينها فى إفريقيا وأوروبا».
وأشار جوليوس إلى أن ألمانيا تنظر بجدية لإفريقيا ومنطقة شمال إفريقيا خلال الفترة الحالية، وتسعى لتحقيق بحث علمى لتعميق دورها فى إفريقيا، لافتا إلى أن الجامعة الألمانية مذكورة على مواقع جامعة أولم الإلكترونية على أنها ما زالت مشروعا وهى تقدم برامج تعليمية أكثر من جامعة أولم نفسها وبها عدد طلابها أكبر، قائلا: «الجامعة الألمانية بالقاهرة أكبر مشروع تعليمى عابر للأمم خارج حدودنا».
وقال رئيس قسم التعليم العالى فى وزارة الخارجية الألمانية رونالد ميونيخ: إن الجامعات العابرة للحدود خطوة مهمة لسياسة التعليم الألمانية وتحقيق الانفتاح والتعاون بدول العالم، مضيفا: «الجامعة الألمانية بالقاهرة تمثل نموذجا مهما للتعليم العابر للأمم بالنسبة لألمانيا، وأن خريجى الجامعة بالقاهرة يبنون الجسور بين مصر وألمانيا وهم بثقافتهم وحضارتهم مهيئون للتعامل مع الثقافتين ويلعبون دورا مهما لإيجاد حلول مشتركة للتحديات المشتركة».