محمد حبيب يكشف في مذكراته (7): «الخيانة» تفاصيل مؤامرة عزت ومرسي وحامد لاختيار مرشد جديد بـ «المزاج» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد حبيب يكشف في مذكراته (7): «الخيانة» تفاصيل مؤامرة عزت ومرسي وحامد لاختيار مرشد جديد بـ «المزاج»

الشاطر وبديع وعاكف ومالك
الشاطر وبديع وعاكف ومالك
إعداد ــ محمد سعد عبدالحفيظ:
نشر في: الإثنين 23 فبراير 2015 - 12:57 م | آخر تحديث: الإثنين 23 فبراير 2015 - 12:57 م

يرصد النائب الأول لمرشد الإخوان الأسبق الدكتور محمد حبيب فى هذه الحلقة خيوط المؤامرة التى قادها ضده محمود عزت أمين عام الإخوان فى هذا الوقت ومحمد مرسى أمين القسم السياسى ومحيى حامد عضو المكتب.

حبيب اكتشف أثناء وجوده فى مكتب الإرشاد فى اغسطس 2009 أن قادة المكتب يرتبون لانتخاب مرشد جديد خلفا لمهدى عاكف، من خلف ظهر النائب الأول، وهو ما اعتبره خيانة تقطع الطريق عليه حتى لا يتم تصعيده مرشدا عاما للجماعة.

وإلى تفاصيل المؤامرة:

قبل إجراء انتخابات مكتب الإرشاد واختيار المرشد الجديد بأربعة أشهر وضعت يدى على مؤامرة شارك فى نسج خيوطها أساسا ثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد، هم د. محمود عزت، د. محمد مرسى، ود. محيى حامد، وذلك لاختيار مرشح لمنصب المرشد ..شخصية يرضون عنها وتنسجم مع توجهاتهم وأمزجتهم فى المرحلة القادمة ..كانت الشخصية التى وقع عليها الاختيار هى الأخ جمعة أمين..لكنه لم يلق قبولا حين عرض اسمه على المهندس خيرت الشاطر (الذى كان فى السجن آنذاك)، وعلل رفضه بعدم ورع الرجل فيما يتعلق بالذمة المالية، فانصرفوا عنه لآخر وهو الدكتور محمد بديع.

وقد تعددت المصادر والروايات، وتجمعت الخيوط لدى فى أغسطس 2009 حول الذى جرى الترتيب له بليل ..وما كان لمثلى أن يأخذ بمصدر واحد حتى لا أقع فى مصيدة خبر غير موثق أو دليل ضعيف، فالأمر جد خطير ويحتاج إلى تدقيق ..والحقيقة أن ما توصلت إليه هالنى وأفزعنى وأقض مضجعى وأذهب النوم من عينى ..فهذا السلوك لا يليق بقيادة جماعة عقدية يتمثل رأس مالها الحقيقى فى الصدق والشفافية والأمانة والصراحة والوضوح، وعدم اللجوء للتصرفات الخلفية واللاأخلاقية التى تؤخذ على التشكيلات السياسية أو الحزبية.

تفاصيل المؤامرة

كنت أتصور من هؤلاء الإخوان (بدلا من خيانة الأمانة) أن تنصرف عنايتهم واهتماماتهم إلى تحديد المعايير التى يتم على أساسها اختيار المرشد الذى يصلح لهذه المرحلة، بغض النظر عمن يكون، وأن يتم هذا الأمر بصدق وإخلاص وتجرد وموضوعية، بعيدا عن أى غرض أو هوى، وبعيدا أيضا عن أى استغلال لمواقعهم وصلاتهم بمفاصل الجماعة..كنت أرى أنه من الأهمية بمكان أن تنصرف جهودهم إلى:

1) تحديد الصلاحيات والمهام الرئيسية والدقيقة التى يضطلع بها المرشد على جميع المستويات والمجالات والميادين، داخليا وخارجيا.

2) تحديد المواصفات التى يجب أن تتوافر فى شخص المرشد لكى يكون مؤهلا ليقوم بهذه المهام.

كنت أتصور أيضا أن تعرض هذه المعايير على أعضاء مجلس الشورى العام، وأن يأخذوا فرصتهم فى التعرف على بعضهم، ولو أدى هذا الأمر إلى أشهر، حيث إنه متعلق بقيادة سوف يكون لها أثرها على الجماعة والرأى العام لعقود.

كنت أتصور كذلك ألا يمارس ضغط أو توجيه من أى نوع على أعضاء مجلس الشورى، وألا ترتكب أعمال التشويه والاغتيال المعنوى فى حق أشخاص بعينهم، فهذا وذاك سلوك غير أخلاقى لا يتسق أبدا مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية الأصيلة ..وإذا كان البعض اعتقد أن هذه مبررات ضرورية ولازمة للحفاظ على أهداف قد يراها نبيلة، فتلك هى الميكيافيلية بعينها..حيث إن الهدف النبيل لابد أن تواكبه وسيلة شريفة.

كنت أرى هذا البعض وهم يتصرفون أو يتحدثون بطريقة مريبة وغريبة، فكثيرا ما كنت أشاهد اثنين أو ثلاثة من هؤلاء الإخوة يتناجون فى ركن قصى بصوت غير مسموع، فإذا ما اقتربت منهم، توقفوا عن الكلام..لم ألتفت إلى ذلك فى بادئ الأمر، فالثقة بين الإخوان هى الأصل، وقد حاول خصوم الجماعة فى فترات كثيرة من تاريخها أن ينفذوا إليها من هذه الزاوية..زاوية زرع بذور الشك فى القلوب..وقد نجحوا أحيانا، لكنهم أيضا فشلوا فى كثير من الأحيان..كنت أعى هذه القضية جيدا..لكن ما كان يحدث أمامى ورأيته بعينى رأسى مرارا، جعل علامات استفهام كثيرة تثور فى نفسى..ورغم ذلك توقفت عن الاسترسال فيما تستدعيه هذه العلامات لأتثبت، إذ لابد فى هذه القضية بالذات من الدليل القاطع..لم أسع إلى شىء، ولم أحاول ولو من قبيل الفضول أو حب الاستطلاع أن أقف على ما يفعلون، خاصة أن صلاحياتى وسلطاتى كنائب أول تخول لى ذلك..ثم عرفت أن هناك لقاءات كثيرة تتم بعيدا عن المركز العام لا أعلم عنها شيئا، لكن تأتينى أخبارها قدرا ودون سعى منى، أو لجان ـ لابد لتشكيلها من موافقة مكتب الإرشاد ـ تنشأ وتناقش أمورا وتتخذ قرارات، والمكتب والنائب الأول فى غيبة عنها..وأناس من الإخوان يسافرون إلى أو يأتون من الخارج ولا إشارة عن ذلك من قريب أو من بعيد.

المواجهة

لقد واجهت المرشد والأمين والأعضاء بهذا كله..لكن ردود الأفعال كانت هزيلة ومتهافتة ومضحكة..والعجيب أنهم أنكروا حدوث مثل ذلك، وهو ما أثار إحساسى بالغثيان، إذ من الصعب على الإنسان أن يكتشف خيانة إخوانه ـ الذين يؤاكلونه ويشاربونه ـ لقيم أصيلة تربينا عليها وندعو الآخرين للالتزام بها..كيف تسنى لهؤلاء الإخوان الذين يبحرون معك فى نفس القارب وإلى نفس الوجهة، ويسيرون معك على نفس الدرب الوعر أن يفعلوا ذلك؟؟..صعب على الإنسان أن يجد رفاقه الذين أحبهم وآثرهم على نفسه ووثق بهم، يظهرون شيئا ويبطنون شيئا آخر، حتى ولو كان الهدف يقتضى ـ فى تصورهم ـ ذلك..إن التاريخ القديم والحديث حافل بمآس وفواجع..وتاريخ الإخوان نفسه يحتوى من الأحداث والوقائع ما يجعل الإنسان يقف أمامه حائرا..مذهولا..مدهوشا.

لقد قضيت أياما وليالى، لا يعلم عددها إلا الله، وأنا أفكر فى مصير الجماعة على يد هؤلاء..إن أفراد الصف الذين يمتلئون حماسا وتدفقا واستعدادا للبذل والعطاء، ويرون فى هذه الجماعة منقذا وموصلا إلى الجنة لا يعلمون شيئا عما يجرى..ولا يجب أن يعلموا..فماذا أقول لهم؟ وما أثر ذلك عليهم؟

تساءلت بينى وبين نفسى: إذا كان هذا هو شأن أعلى مستوى قيادى فى الجماعة، فهل من الممكن أن يكتب لها التوفيق والنجاح؟ وما هى القيم التى يعلمونها أو يورثونها لأفراد الصف؟ وهل يتسنى لمثل هذه النوعية من القيادة أن تقوم بدورها فى انتشال الشعب من وهدته؟ بالطبع لا، وألف لا..
ربما يكشف عن هذا التدنى اللاأخلاقى، ما حدث بعد ذلك من وقائع أغرب من الخيال..

لا أنكر من جانبى أنى كنت أتوقع ـ وكان الجميع إخوانا وغير إخوان يتوقعون ـ اختيار أعضاء مجلس الشورى العام لى كمرشد، لكن من خلال إجراءات صحيحة وسليمة، خاصة أن هذا كان أمرا طبيعيا وعاديا..فالنائب الأول للمرشد عادة ما يصبح مرشدا..لكنى مع قدر من التفكير والتأمل، وفى لحظة من لحظات الصدق مع الله، واجهت نفسى وقررت حسم هذا الأمر..وقمت بكتابة استقالتى من كل المواقع التى أشغلها، ووضعتها فى حقيبتى حتى تكون ملازمة لى فى حلى وترحالى..وقلت فى نفسى سوف تجعلنى هذه الاستقالة قويا غير خاضع لأى ضغط، من داخل النفس أو من خارجها، فضلا عن تحرير النية وجعل العمل خالصا لله..فذلك أجدى وأكثر نفعا...

أخى القارئ أرجو ألا تغتر كثيرا بما قد تقع عليه عيناك أحيانا..لا تغتر بالعيون الدامعة، أو الجفون المسبلة، أو الأكف المرتعشة، أو الأصوات المتهدجة، أو الدعوات المتضرعة..فلا يدرى أحد كنه ما تحتويه القلوب.

إن ما رأيته من إخوانى: المرشد، والثلاثة الذين وضعوا المؤامرة، والدائرة الثانية المتواطئة معها، وضعنى أمام خيارات ثلاثة:

ــ إما أن أنفجر فى وجه الجميع وليكن بعد ذلك ما يكون.

ــ أو أغادر المكتب فى صمت تاركا القوم يفعلون ما يريدون.

ــ أو أظل على حضورى متجاوزا ما يحدث وكأنى لا أرى شيئا.

وقبل أن أحدد ما سوف أتخذه من مواقف، قررت الابتعاد ولو لفترة عن هذا الجو، حتى أستطيع أن أفكر بهدوء..وفعلا غادرت القاهرة إلى أسيوط فى بداية الأسبوع الأخير من رمضان 1430 هـ وكان ذلك تحديدا فى 14 سبتمبر 2009.

كنت أنوى العودة إلى القاهرة بعيد عيد الفطر مباشرة، لكن مشكلات خاصة بأولادى أهمتنى وأقعدتنى..وقد جعلت هاتفى صامتا حتى لا أرد على أحد..اتصل بى المرشد وبعض أعضاء المكتب، فلم أرد..واتصل بى بعد فترة الدكتور بديع، فرددت عليه ووعدته بالحضور إلى القاهرة، لكنى لم أتمكن.

تصعيد العريان

فى هذه الفترة وتحديدا يوم الخميس 24 سبتمبر 2009، توفى الأستاذ محمد هلال رحمه الله عضو مكتب الإرشاد..ولما كانت الوفاة فى الدقهلية، لم أستطع حضور صلاة الجنازة أو العزاء.

وفى أول اجتماع ـ لم أكن فيه حاضرا ـ طرح الأستاذ المرشد على الإخوة أعضاء مكتب الإرشاد موضوع عضوية الدكتور عصام العريان للمكتب..فها هى الفرصة التى انتظرها مدة عام ونصف العام قد جاءته على طبق من فضة، ولن يكون فى هذه الحالة فى حاجة إلى التحايل على المكتب بإضافة اسم الدكتور مصطفى الغنيمى..لقد ظن المرشد ـ وبعض الظن ليس إثما ـ أن أعضاء المكتب سوف يلبون له رغبته هذه المرة، خاصة أن الولوج إلى عضوية المكتب من حق الأخ عصام..إن المرشد يعلم عن يقين مدى رفض وكراهية الإخوة الأعضاء للدكتور عصام، كما يعلم عن يقين أيضا أن رغبته "أوامر"، وأن أعضاء المكتب سوف يسارعون، بل يتسابقون إلى نيل "رضاه" بتنفيذ هذه الرغبة! ألم يقل إن مجلس الشورى الدولى سوف ينتخب الشخص الذى اختاره المرشد ليكون نائبا ثالثا لمجرد علم المجلس أن هذه هى رغبة المرشد، بغض النظر عن مخالفة اللوائح والنظم..والقيم ؟!

غير أن الإخوة الأعضاء الحاضرين آنذاك، خيبوا ظنه وعصفوا برغبته، بل ضربوا بها عرض الحائط..تحنن الرجل إليهم، فلم يزدهم ذلك إلا مكابرة وإصرارا على الرفض..فقبول الدكتور عصام كعضو مكتب إرشاد دونه خرط القتاد، والمسألة لديهم ـ على حد قول بعضهم ـ مسألة مبدأ لا يساومون عليه!!

وخرج الأستاذ المرشد من الاجتماع غاضبا وغادر إلى البيت على أمل ألا يعود..لقد خذله الإخوة أعضاء المكتب، وهم الذين ناصروه أثناء نظر مشروع تعديل اللائحة منذ أكثر من ثلاثة أشهر!!

ذهب إليه الأعضاء فى محاولة لاسترضائه، ولكن دون التنازل بطبيعة الحال عن موقفهم الرافض، فتعامل معهم المرشد بقسوة وغلظة.

ولا أدرى كيف تسرب الخبر إلى وسائل الإعلام بهذه السرعة.. اتصل البعض بالمهندس الحاج حلمى عبدالمجيد كى يقوم بالوساطة بين المرشد وبين أعضاء المكتب..لكن الوساطة فشلت، حيث كان الحاج حلمى يرى أن على أعضاء المكتب محاولة استرضاء المرشد وأن يكونوا أكثر مرونة فى تطبيق اللائحة..لكن الأعضاء وضعوه فى موقف حرج للغاية، قرر بعده ألا يتوسط فى الأمر، بل ويأخذ موقفا ضد أعضاء المكتب، حتى إن الأخ محمود عزت ـ كما روى لى ـ طلب الذهاب إليه فنصحه بألا يفعل!

وفى مساء الأربعاء 7 أكتوبر 2009 اتصلت بالأخ مسعود "سكرتير المرشد" وقلت له إنى بخير وبصحة جيدة، وألا يقلقوا على وسوف أنزل إلى القاهرة قريبا..وقلت له أيضا أن يبلغ الأستاذ المرشد بذلك..استبشر الأخ مسعود، وقال: ما رأيك لو اتصلت به أنت لتبلغه بذلك؟ فقلت: لا..أبلغه أنت.

والحقيقة أنى لم أكن على استعداد أن أتحدث إلى المرشد، لأنى كنت ـ ولا زلت ـ أعتبره أساس المشكلة كلها، وهو السبب وراء ما أصاب المكتب والجماعة..لقد نصحت له كثيرا وبذلت معه جهودا مضنية لتصحيح الكثير من الأوضاع، لكنه لم يكن يستجب لأى شىء.

اتصل بى الأخ مسعود وأبلغنى أنه أوصل الرسالة للأستاذ، فقال له: أريده أن يتصل بى. فقلت: فليتصل بى هو..ولما كنت أعلم أن الأخ مسعود لن يقوى على ذلك، وأنه سيتصل بالأخ محمود عزت ليقوم بالأمر بديلا عنه..وقد صدق ما توقعت، فقد اتصل بى الأخ عزت متصورا أنى نزلت إلى القاهرة، فأخبرته أنى ما زلت فى اسيوط. قال: إن الأستاذ حريص على الحديث معك، وأنه يستعجل عودتك، وقد كلف الأخ بديع بالاتصال بك، واعتقد أنه فى الطريق إليك الآن، ورجانى أن اتصل بالأستاذ. فقلت: اتصل به أنت. وقد حدث، إذ بعد ثلاث دقائق اتصل بى الأستاذ، وقال بصوت مأزوم واهن: محمد..هل أنت آت إلى القاهرة أم لا؟ قلت: آت إن شاء الله قريبا. قال: أنا أريد أن آخذ إجازة من اليوم..ولذا لابد من حضورك..ثم أردف: أنا تعبان. فقلت: سأكون فى القاهرة بعد يوم أو يومين بإذن الله.

غنى عن البيان أن أهلى وأولادى كانوا يعيشون عذاباتى وقلق ى طوال الأيام، بل الشهور الفائتة..كانوا يستشعرون مدى الضغوط النفسية والعصبية التى عانيتها بسبب تصرفات المرشد..كان رأيهم ألا أسافر إلى القاهرة، وأن أدع المرشد يعالج مشكلاته بنفسه مع المكتب، وأنه آن الأوان أن يتحمل الرجل تبعة مواقفه..كفى ما أحدثه من تشويه لصورة الجماعة..قلت: ليس من طبيعتى أن انتهز فرصة ضعف الرجل، وليس من شيمتى أن أدير ظهرى لمن يستغيث بى..ثم إن دورى كنائب أول للمرشد يقتضى أن أحل محله أثناء غيابه. قالوا: هل نسيت ما صنعه معك؟ قلت: لم أنس، لكن إدارة شئون الجماعة تستلزم أن نتجاوز ماحدث، وأن نرتفع فوق ذواتنا. قالوا: إن ما حدث لم يكن خطأ فى حقك، بقدر ما كان خطأ فى حق الجماعة..وما لم تكن هناك وقفة جادة، سوف يبقى الحال على ما هو عليه..وعموما أنت صاحب قرارك، ونحن لا نملك سوى النصح.

غضبة عاكف

فى يوم الخميس 8 أكتوبر 2009 اتصل بى مساء الدكتور بديع وأخبرنى أنه قادم إلى بعد صلاة الجمعة..وفعلا، جاءنى هو والدكتور الكتاتنى..حكيا لى بالتفصيل ما حدث من الأستاذ المرشد فى جلسة المكتب بشأن الدكتور عصام، وأن الأستاذ عازم على ألا يعود! وبالتالى لابد من حضورى لتحمل مسئولياتى كنائب أول. قلت: لا بأس..لكن بشرط أن يكون الأستاذ فى بؤرة الضوء ومركز الصورة، وألا نتخذ قرارا فى الأمور الحرجة إلا بعد مشورته وأخذ رأيه..ثم لابد أن نكون على صلة مستمرة به لإحاطته بكل ما يجرى. فأمنا على كلامى..وجرى بيننا حوار طويل حول الأستاذ وإدارته للمكتب وتصرفات بعض الأعضاء بما يوجع القلب، وأنه إذا لم يحدث استدراك لهذا كله، فسوف يحبط العمل، ولن يكتب له النجاح. قال الأخوان: إذن تسافر معنا الليلة لترأس هيئة المكتب غدا. قلت: أمهلانى يوما..وسوف أسافر السبت ( 10 أكتوبر 2009 ) إن شاء الله، وأكون فى المكتب الأحد.

كنت أعلم من خلال معرفتى بطبيعة الأستاذ المرشد أنه عائد لا محالة، وأن المسألة لن تعدو كونها "زوبعة فى فنجان"، وأن التخوف أو القلق من عدم العودة ليس واردا على أى نحو..فكثيرا ما كان الرجل يغضب، ويترك المكتب، ونتصل به لاسترضائه، ويعود وكأن شيئا لم يحدث..صحيح أن ما وقع من أزمة بينه وبين المكتب هذه المرة كان فوق تصوره، إلا أنه لم يكن ليبتعد عن إخوانه، ولو حاول ما استطاع إلى ذلك سبيلا..وهذه خصلة طيبة فى المرشد يحمد عليها وتحسب له.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك