«هل سأستخدم الفيتو؟ مئة في المئة»، جاءت هذه الكلمات على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهددا بإمكانية استخدامه الفيتو بعد أن تقدم البرلمانيون الديموقراطيون بمشروع قرار بالكونجرس لمنع إعلانه حالة الطوارئ الوطنية، على أن يجري التصويت عليه في مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل.

وفي إطار ذلك تستعرض «الشروق» في الأسطر التالية الحالات التي اقترب فيها ترامب من استخدام حق «الفيتو»، وماذا يحدث في حال استخدامه.

- القدس عاصمة إسرائيل

لجأت واشنطن إلى حق الفيتو لأول مرة منذ أكثر من ست سنوات في مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين 18 ديسمبر 2017، ضد مشروع قرار اُممي تقدمت به مصر بناء على طلب السلطة الفلسطينية، يدين قرار ترامب حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ويقضي أن تغيير وضع القدس ليس له أي أثر قانوني، ويجب سحبه.
ووافق أعضاء المجلس الأربعة عشر الباقون عليه، فيما وصفت الرئاسة الفلسطينية الفيتو الأمريكي بأنه "استهتار" بالمجتمع الدولي.

- إنهاء دعم السعودية

هددت إدارة ترامب، يوم الثلاثاء 12 فبراير الجاري، باستخدام حق «الفيتو» ضد محاولة في الكونجرس لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي، الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.
والذي من شأنه أن يضر بالعلاقات في المنطقة ويضعف قدرة الولايات المتحدة على منع انتشار التطرف العنيف.
وجاء ذلك في ضوء تطور الخلافات بين ترامب والكونجرس بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه المملكة العربية السعودية على ضوء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول.

- إعلان الطوارئ الوطنية

أعلن ترامب استخدام حق الفيتو، أمس الجمعة، ضد مشروع قانون تم تقديمه من قبل الأعضاء الديمقراطيون في الكونجرس، لمنع إعلانه حالة الطوارئ الوطنية في البلاد، والذي وصفوه بأنه "استيلاء غير دستوري على السلطة".

وقبل أسبوع، لجأ ترامب إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية للتصدي لاجتياح المخدرات والعصابات وتجار البشر والمهاجرين غير الشرعيين الحدود الأمريكية مع المكسيك، ومن أجل تجاوز الكونجرس الذي وافق فقط على توفير 1.4 مليار دولار وهو ربع المبلغ الذي يطلبه ترامب لبناء الجدار والبالغ 5.8 مليار دولار، وهو الخلاف الذي أدى مؤخرًا إلى تطبيق أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.

ماذا سيحدث؟

بعد استخدام ترامب لحق «الفيتو»، لا يوجد حل أمام نواب الكونجرس لوقف حالة الطوارئ، سوى أن يحصلوا على أصوات الأغلبية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما يبدو مستحيلا في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، والحل الأخير أمام الديمقراطيين المعارضين هو اللجوء إلى القضاء برفع دعاوى قضائية ضد قرار الطوارئ وهى معركة طويلة الأمد.