• قائمة «فى حب مصر» استقطبت مرشحى «الجبهة المصرية».. ورفضنا الانضمام لها لأن اختياراتها لا تمثل الواقع
• مرشحو «الوطنى المنحل» فى قوائمنا كانوا من المغضوب عليهم.. وأتحدى من يثبت وجود مرشح غير شريف فى الجبهة
• منافسون سرقوا أوراق مرشحينا فى شرق الدلتا.. وغياب صور البطاقة الشخصية سبب غير منطقى لاستبعاد قوائمنا
اتهم رئيس حزب مصر بلدى، قدرى أبو حسين، قائمة «فى حب مصر» باستقطاب مرشحى «الجبهة المصرية»، مضيفا أن سبب فشل التحالف هو تخصيص 4 مقاعد فقط لرؤساء الجبهة.
ولم يستبعد أبو حسين فى حواره مع «الشروق»، تزوير الانتخابات البرلمانية المقبلة، على غرار انتخابات 2010، معتبرا جنوب الصعيد أقوى قوائم الجبهة المصرية.
وأكد أبو حسين أن استخدام المال السياسى «نخاسة»، لافتا إلى أن الدستور هو سبب «العك» الذى نعيشه لما يحمله من مواد «ملغمة».
وإلى نص الحوار:
• ما هى أسباب فشل مفاوضات الجبهة المصرية مع قائمة فى حب مصر؟
ــ قائمة «فى حب مصر» هى من سعت للتواصل معنا منذ البداية، والجبهة المصرية رفعت لواء القائمة الموحدة مع جميع الأحزاب، وكانت تؤمن بذلك كما كانت هناك أرضية مشتركة للحوار، وبعد تأجيل الانتخابات البرلمانية فى المرحلة الأولى، تغاضينا عن كثير من تجاوزات القائمة باستقطاب مرشحينا، مثل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، ورئيس اتحاد العمال، جبالى المراغى، وكنا نتمنى وضع ميثاق شرف بين الأحزاب فى البداية لتفادى ذلك، ونحن لم نتوقف وسعينا للاستمرار وغفرنا لمن ذهب لقائمة «فى حب مصر»، وشكلنا 4 قوائم كاملة وقدمناها فى المرحلة الأولى.
وبعد تأجيل الانتخابات، أجريت اتصالات بين ممثلى الجبهة وممثلى القائمة، وكانت لدينا 3 شروط منذ البداية، وأولها أن نكون شركاء فى الاختيار، ثانيا مفاضلة القوى وتقييم المرشحين حسب معاير معينة، وثالثا التنسيق على المقاعد الفردية، وحضر اللقاء الأخير بين الطرفين الممثلان عن القائمة اللواء سامح سيف اليزل، ووزير الإعلام الأسبق، أسامة هيكل، فضلا عن ممثلى الجبهة المصرية، ولم نتطرق فى أى اجتماعات لنسبة مقاعد الجبهة المصرية داخل القائمة.
• وماذا حدث بعد ذلك؟
ــ فى آخر اجتماع أبلغونا أنه سيتم اختيار رؤساء أحزاب الجبهة المصرية فقط داخل القائمة بواقع 4 مقاعد وهذا ما رفضناه، فمن غير المقبول أن نترك أحزابنا معلقة، فنحن لسنا تكملة للقوائم بل شركاء فيها، لكنهم يراعون مصلحتهم فقط وليس مصلحة الآخرين، فقررت منفردا رفض الانضمام للقائمة، وما شجعنى على ذلك أن اختيارات مرشحى «فى حب مصر» تقليدية ولا تمثل الواقع، وهى مجرد إرضاءات لمرشحين بعينها.
• وهل هذا فقط سبب رفض انضمامكم للقائمة؟
ــ لا أقدح فى اختيار «فى حب مصر»، لكن بها اختيارات لا تتفق مع ظروف الطبيعة الجغرافية والسكانية للشعب المصرى، ولم يحدث أننى عاودت الاتصال بممثليها مرة أخرى كما يتردد، لكن هم من حاولوا الاتصال بعد انسحابنا، إلا أن أحد قيادات القائمة قال إنهم من رفضوا ضمنا، وهذا يجافى الحقيقة شكلا وموضوعا.
• لكن «فى حب مصر» بررت رفض مرشحى الجبهة لأن أغلبهم من الحزب الوطنى المنحل؟
ــ لو راجعنا أسماء 120 مرشحا على قوائم الجبهة المصرية، سنجد أن مرشحى الحزب الوطنى فى قائمتنا كانوا من المغضوب عليهم، وأتحدى من يثبت وجود مرشح غير شريف فى الجبهة.
فضلا عن ذلك، نحن تركنا لقائمة «فى حب مصر» اختيار مرشحينا، لكن اعتراضنا كان على عدم وجود تمثيل حقيقى لنا دون تفسير لذلك، فنحن كنا نهدف لخوض تجربة سياسية جديدة لا نكرر فيها الماضى.
• ولماذا تفاوضتم مع تيار الاستقلال مرة أخرى بعد خروجكم من «فى حب مصر» على الرغم من رفضكم فى البداية؟
ــ لم نتفاوض مع أحد، لكن كانت هناك اتصالات من الطرفين بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لقائمة موحدة، وطرحنا مبادرة للم شمل الأحزاب، وشاءت الأقدار أن نتفق مع تيار الاستقلال، وشكلنا تحالفا انتخابيا، فالجميع يعمل فى حقل واحد.
• ولماذا رفضت أوراق قائمتى الجبهة فى القاهرة وجنوب الصعيد؟
ــ عندما رجعت لأسباب رفض القائمتين أيقنت أنها لا ترتقى لذلك، فمن ضمنها عدم وجود صورة للبطاقة الشخصية، فضلا عن تأخرنا على موعد تقديم الأوراق، نحن لا نعمل فى سكة حديد، بل هى عملية سياسية ولسنا مرتبطين بموعد بالدقيقة، فنحن لدينا 120 مرشحا بأوراقهم، وما حدث معنا تعنت واضح، والقائمون على هذا الأمر يحتاجون إلى تعلم السياسة.
• أحد قيادات الجبهة صرح بأن الأجهزة الأمنية وراء رفض القائمتين، ما حقيقة ذلك؟
ــ لا أستطيع القفز على نتائج دون مقدمات، لكن الرفض غير منطقى، وهذا ما يجعل البعض يردد نغمة تدخل الأجهزة الأمنية، لكننى لا أمتلك دليلا على اتهام أحد.
• وما حقيقة سرقة أوراق مرشحى قائمة شرق الدلتا، كما أعلنت الجبهة المصرية؟
ــ بالمنطق، لا يوجد حرامى يسرق ملفات مرشحى انتخابات برلمانية، لكن السارق له هدف كلفه به بعض المنافسين لمنع تقدمنا بالقائمة.
• وما توقعاتك لفرص قوائمكم والقوائم الأخرى فى البرلمان؟
ــ لا أستطيع توقع فرص مقاعد القوائم الانتخابية الأخرى، بما فيهم «فى حب مصر» وربنا يعينهم، وفى الجانب الآخر يمثل جنوب الصعيد أقوى قائمة لدينا، تليها قائمة القاهرة، بينما قائمة غرب الدلتا ليست بقوة باقى القوائم، إلا أن هناك خطة وضعتها الجبهة لمنافسة القوائم الأخرى، ونحن نخاطب القاعدة العريضة من الشعب، وننادى بالوسطية والدولة المدنية وتطبيق العدالة الاجتماعية، وعدم الخلط بين الدين والسياسية، ولا نخشى منافسة أحد من القوائم الانتخابية أو مرشحى المقاعد الفردية.
مرشحونا مقبولون ونحن لم نقدم وجها كالحا يحسب على النظام السابق، ولن نستخدم المال السياسى قط، فنحن ضده ونعتبره «نخاسة»، فهناك مرشحون يصرفون الملايين على مقعد انتخابى ولا يحصلون عليه، وغيرهم لا ينفق شيئا ويفوز به نظرا لحب الناس له.
• أحد قيادات الجبهة المصرية قال إن حزب النور اتفق مع قائمة «فى حب مصر» على سحب قائمتين بضغوط أمنية.
ــ لا أميل لمثل هذه الأمور، ولا أمتلك الدليل والبرهان على صحتها.
• لكن كم عدد المقاعد الفردية التى سينافس عليها مصر بلدى فى الانتخابات؟
ــ سنخوض الانتخابات على 157 مقعد فردى على مستوى الجمهورية، وهناك مراجعة أخيرة لمرشحينا، نظرا للاستقطابات التى يلجأ إليها المنافسون، ونحن لم نضع ميزانية للدعاية الانتخابية، وسنعتمد على المؤتمرات والندوات فقط، وسنعطى قدر ما يحتاجه المرشح للإنفاق على حملته الانتخابية.
• ما رؤيتك للبرلمان المقبل، والخريطة السياسية داخل المجلس؟
ــ أشتم رائحة تزوير انتخابات 2010 فى الانتخابات المقبلة، فالبرلمان القادم سيكون فسيفساء وبالغ الحساسية، وما يحدث على الساحة الآن من «عك» سببه الدستور والقانون وليس الأحزاب، فكلنا نعمل وفق قانون بالغ السوء، وهناك مواد دستورية «ملغمة» وكتبت بحسن نية، لكنها لا تتناسب مع احتياجات الواقع الذى نعيشه، ولا يمكن أن نبرئ ساحة الدستور والقانون من هذا الوزر الكبير، لذا أدعو الله أن ينفخ فى صورة مجلس النواب المقبل.
• وما رأيك فى مطالبات بعض الأحزاب والسياسيين بتعديل الدستور؟
ــ فى البداية، لابد أن نحدد هل نسعى لدولة رئاسية أم برلمانية، ولابد أن يتسق الدستور مع ذلك، فالدستور لابد أن يخاطب الواقع لا يخاطب الأمل، ومن المهم أن نحدد هويتنا، وهل نحن مهيئون لنظام رئاسى أو برلمانى، فنحن حاليا فى نظام رئاسى، والدستور يميل للنظام البرلمانى بشدة، وبعض مواده بها خلل.
• ما تقييمك لأداء الحكومة وتورط بعض الوزراء فى قضايا فساد؟
ــ الحكومة مرتعشة الأيادى وغير مدركة للوضع الحالى، فلا يوجد منظور سياسى يحكمها، وأداؤها غير مرض للجميع، فنحن حتى اللحظة لم نضع استراتيجية حقيقية لمواجهة الفساد، ونتصور دائما أننا نستطيع محاصرة الفساد بكثرة أجهزة الرقابة وتغليظ العقوبات، وهذا أمر لا يحقق نتيجة، فالفساد يزداد ولا يقل لأننا لا نتبع بعد طريقة سليمة لمواجهة الفساد.
هناك حكومة «غير معلنة» تدير العمل، وهى الموظفون الصغار الذين بيدهم تعطيل أو تسيير العمل، فمعظم القطاعات تأتى بمسئولين ليس لديهم تراكم خبرة، وبالتالى يعانون ضعف المعلومات، وأغلبهم يعملون حسب المنحة والرشوة المقدمة من المواطنين.
نحن مطالبون بإعادة النظر فى اللوائح والقوانين، والهياكل التنظيمية، وتعديل أجور الموظفين لإبعادهم عن الرشوة، فلا يمكن أن تحدثنى عن قانون الخدمة المدنية وقانون الحد الأقصى غير مطبق، ولا نعرف سيطبق على أى فئة، فعلى القوانين أن تكون عادلة فى التعامل مع العاملين، حيث لا يمكن القضاء على الفساد دون النظر للمرتبات بصفة مستمرة.
• فى النهاية، ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى؟
ــ دون نفاق، أداؤه أكثر من رائع فى العلاقات الخارجية والدولية، حيث نجح فى إعادة الدور المحورى لمصر، كما أنه نفذ مهام رئيس الجمهورية بنسبة 100%.