ذكرى ميلاد «الأستاذ هيكل».. منارة صحفية خالدة وأيقونة دولية مرموقة - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى ميلاد «الأستاذ هيكل».. منارة صحفية خالدة وأيقونة دولية مرموقة

أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 23 سبتمبر 2022 - 5:19 م | آخر تحديث: الجمعة 23 سبتمبر 2022 - 5:19 م
أحد رواد العمل الصحفي وصاحب تأثير بالغ في الحياة السياسية والفكرية

أيقونة العمل الصحفي الأكثر تأثيرًا في أوساط الصحافة بمصر والعالم العربي خلال الـ60 عامًا الأخيرة، هو الكاتب والمفكر السياسي الدولي صاحب البصمة الأوضح في الفكر والحياة السياسية خلال الفترة ذاتها، هو الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي تحل علينا اليوم ذكرى ميلاده الـ99، حيث ولد في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر من العام 1923، بقرية باسوس بمحافظة القليوبية.

قضى الأستاذ هيكل قرابة 7 عقود من عمره، في رحلة تفرد وإبداع وريادة للأرتقاء بالعمل الصحفي والإعلامي والسياسي، وكان واجهة مشرفة وقامة صحفية بلغت مكانة دولية مرموقة بشكل غير مسبوق، وقد حاز عبر مسيرته الطويلة علامات مضيئة من النجاحات في مهنة الصحافة والإعلام، كما أثرى خلالها الحياة السياسية، وترك رصيدا هائلا من المؤلفات الرصينة والقيمة التي أصبحت ذخيرة صفحية وثقافية للأجيال القادمة، وثق من خلالها بتفرد كامل، تاريخ مصر والمنطقة.

♦ بدايات واعدة

تشكلت ملامح المسيرة الممتدة للأستاذ هيكل، منذ بدايات تلقيه التعليم بعدما انتقل مع أسرته للقاهرة، حيث اتجه في وقت مبكر لدراسة وممارسة الصحافة، والتحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" كمحرر تحت التمرين فى قسم الحوادث عام 1943 ثم فى القسم البرلماني، ثم اختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة برؤية مصرية، وذلك قبل أن تم تعيينه عام 1945 كمحرر بمجلة آخر ساعة التى انتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى جريدة أخبار اليوم.

امتلك هيكل علامات الإجادة والتفوق مبكرا، فأصبح مشروع صحفي استثنائي، حيث تنقل بين عدة بلدان في العالم لإفادة أخبار اليوم بالمواد الصحفية الثرية، وتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان وأفريقيا والشرق الأقصى حتى كوريا، ثم استقر فى مصر عام 1951، وذلك قبل أن يصل لمرحلة تولى منصب رئيس تحرير "آخر ساعة" ومدير تحرير "أخبار اليوم"، ليصبح حينها أحد أركان العمل الصحفي شديد القرب والتأثير في مجريات السياسة المصرية.

♦ منارة صحفية مضيئة

بلغت أهمية الاستاذ هيكل إلى آفاق استثنائية، وتحول من صحفي ماهر، إلى قيادة صحفية فذة، إلى منارة للفكر والصحافة، ينتظر الرأي العام المصري والعربي بشغف شديد، مقاله الشهير «بصراحة» لمعرفة أين وكيف تسير الأمور فى الدولة والمنطقة، حيث شهد له الجميع بأنه غرد متفردا ليحفر اسمه بحروف من نور في مهنة البحث عن المتاعب، يسير عكس تيار الصحافة التي تعتمد على الذاكرة، ليصل بها إلى حد صحافة التوثيق والتدقيق والمعلومات شديدة الموثوقية، مستعينا بصرامة فائقة فى النظام والمواعيد داخل بيئة مهنية صحفية يشيع فيها الارتكان للأهواء وعدم الالتزام بأي نظام.

ولم يكن الأستاذ هيكل ساعيا وراء المناصب المرموقة، وإنما هي التي تسعى خلفه وتنشد خبراته ورؤيته ومنظوره المتفرد للأمور وحسن تقديره، حيث بلغ منصب رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام عام 1956، وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمدة 17 عاما، وقد ساهم "هيكل" فى تطوير جريدة الأهرام حتى أصبحت واحدة من الصحف الـ10 الأولى فى العالم.

♦ عبقرية صحفية وسياسية

أظهرت علاقة هيكل مع الرئيسين عبدالناصر والسادات، قدر الأهمية البالغة التي تمتع بها هيكل على أصعدة عدة، وأن اعتزازه برأيه، قد كان له عواقب تحملها الأستاذ هيكل على الدوام بشجاعة كبرى، انطلاقا من قدره الرفيع، وما امتلكه من مقدار للثقافة وسعة الإطلاع، جعلته نافذة رؤساء الدول وكبار المسؤولين على العالم وما يجرى فيه من تفاعلات.

أظهر الأستاذ هيكل عبقرية وشمول في الاقتدار، المهني والصحفي والفكري والسياسي، حيث ترك بصمته على تغطيات تاريخية لوقائع جرت خارج حدود القطر المصرى فى وقت كان هيكل يكاد ينفرد فيه بتغطية موسعة لأحداث دولية بارزة بينها انقلابات سوريا وإيران، واغتيال الملك عبدالله فى القدس ورياض الصلح فى عمان، وحرب كوريا وحرب الهند الصينية الأولى.

أصبح بعدها هيكل فاعلا أساسيا فى الحياة السياسية، حيث تم تعيينه وزيرًا للإعلام فى عام 1970، وقد أضيفت إليه وزارة الخارجية لمدة أسبوعين فى غياب وزيرها الأصلى محمود رياض، قبل أن يصبح أحد أهم وألمع مؤرخي التاريخ العربي الحديث خاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث سجل سلسلة من البرامج التأريخية، وقد أصبح الأب الروحي لتجربة صحيفة «الشروق» منذ انطلاقها عام 2009.

وفقدت مصر أحد أهم رموزها في الصحافة والفكر والثقافة، حينما رحل الأستاذ محمد حسنين هيكل عن عالمنا قبل 6 سنوات في 17 فبراير 2016، عن عمر ناهز 93 عاما.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك