أمضى مئات من المتطوعين ومن الشرطة عطلة عيد الشكر في التنقيب بين حطام أشرس حرائق تشهدها ولاية كاليفورنيا الأمريكية بحثا عن رفات الضحايا، في حين هطلت أمطار من المتوقع أن تعوق جهودهم.
وأودى حريق أطلق عليه (كامب فاير) بحياة ما لا يقل عن 83 شخصا ولا يزال مصير 563 شخصا مجهولا داخل وحول باراديس التي يقطنها نحو 27 ألف نسمة والتي التهم الحريق جزءا كبيرا منها منذ نشوبه قبل أسبوعين.
وقال كوري هونيا قائد شرطة مقاطعة بيوت كاونتي في رسالة بالفيديو نشرها على الإنترنت يوم عيد الشكر ”لم نأخذ اليوم عطلة“، مضيفا أن نحو 820 شخصا منتشرون بالموقع للبحث بين الرماد والأنقاض عن أي بقايا بشرية.
وقال هونيا ”هذا موقف صعب علينا جميعا“.
ويتوقع هطول أمطار غزيرة من شأنها إعاقة جهود البحث داخل وحول باراديس التي تقع على بعد 280 كيلومترا شمال شرقي سان فرانسيسكو. ومن المتوقع أن يصل منسوب الأمطار لما بين عشرة سنتيمترات و15 سنتيمترا بحلول مطلع الأسبوع.
وتثير الأمطار خطر حدوث انهيارات وتدفقات طينية في مناطق جردتها الحرائق من الخضرة على منحدرات وسفوح التلال والتي عادة ما تثبت التربة.
وقال سكوت مكلين المتحدث باسم إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إن حوالي 900 من العاملين في المطافئ تمكنوا من السيطرة على الحريق وبخاصة بعد هطول الأمطار في الأيام الأخيرة، مضيفا أنه أمكن احتواء الحريق بنسبة 90 في المئة.
وفتحت المخازن أبوابها في مدينة تشيكو التي تقع على بعد كيلومترات قليلة غربي باراديس لتوفير مأوى للسكان الذين فقدوا بيوتهم. وأعد الطاهي الشهير خوسيه أندرس وآخرون من ممتهني الطهي مئات الوجبات للنازحين بمناسبة عيد الشكر.
وساعد أيضا العاملون في الإطفاء الذين أخذوا استراحة من العمل في تقديم الوجبات.
ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة سبب حريق كامب فاير الذي دمر أكثر من 13500 منزل.
وأعلنت السلطات يوم الأربعاء الماضي، احتواء حريق آخر في كاليفورنيا بنسبة مئة في المئة هو حريق (وولزي فاير) الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وهدد جيب ماليبو الفاخر المطل على البحر بالقرب من لوس انجليس.
وأثارت الأمطار في شمال كاليفورنيا والمرجح أن تصحبها في بعض المناطق رياح تصل سرعتها إلى 72 كيلومترا في الساعة مخاوف من أن تتحول الوديان إلى أنهار من الطين.