مائة عام على ميلاد عطية شرارة.. أول من مزج بين الآلات الشعبية والأوركسترا - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 11:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مائة عام على ميلاد عطية شرارة.. أول من مزج بين الآلات الشعبية والأوركسترا

أمجد مصطفى
نشر في: الخميس 23 نوفمبر 2023 - 8:05 م | آخر تحديث: الخميس 23 نوفمبر 2023 - 8:05 م

** درس على يد أساتذة من أرمينيا وإيطاليا واليونان.. واكتشفه عبدالوهاب واستعان به فى «حكيم عيون»
** ساهم فى وصول الموسيقى العربية إلى العالم.. وقام بتأسيس المعاهد والفرق الموسيقية فى دول عربية.. ولقب بموسيقار الثورة الليبية
يعتبر الموسيقار الراحل عطية شرارة أحد رواد الموسيقى العربية، وواحدا من الذين تركوا بصمات واضحة وكبيرة على الموسيقى المصرية، وكان صاحب فكر سابق لعصر، وهو من أوائل الذين وضعوا الموسيقى العربية فى إطار غربى بهدف الوصول بها إلى أبعد نقطة فى الكرة الأرضية، ومما لا شك فيه أن موهبته ورغبته فى التحرر من الشكل التقليدى للموسيقى العربية أدت إلى ما وصل إليه. وهذه الأيام تمر الذكرى المئوية لميلاد هذا الموسيقار الكبير، الذى ولد فى 18 نوفمبر 1922.. وفى السطور التالية نستعرض مسيرته.
تلقى عطية شرارة تعليمه الأولى بمدرسة النحاسين ببيت القاضى، ثم أكمل دراسته الثانوية بمدرسة شبرا، ثم التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى فى عام 1941، وتخصص فى العزف على آلة الكمان وتتلمذ على يد بعض الأساتذة والموسيقيين الأجانب والمصريين فى ذلك الوقت لدراسة الموسيقى الغربية مثل الأرمنى «أرميناك»، والإيطالى «ميناتو»، كما درس علوم التأليف الموسيقى على يد اليونانى «كوستاكى»، ومحمد عبدالرحمن، والدكتور محمود أحمد الحفنى الذى درس معه تاريخ الموسيقى، وتتلمذ فى الموسيقى العربية على يد الشيخ درويش الحريرى، هذا التنوع من الأساتذة جعله يختلف عن غيره فى تأليف الموسيقى الشرقية فى القالب الغربى، ولأنه كان مهتما بالدراسة لزيادة قدراته الفنية والثقافية، درس وتعلم فنون التوزيع الموسيقى على يد عبدالحليم نويرة وإبراهيم حجاج، استفاد كثيرا من الذين علموه وانعكس ذلك على أعماله وصبغ الموسيقى العربية بفكر به الكثير من التجديد، منها مؤلفته للكورال والأوركسترا (جبل عرفات) التى استخدم فيها آلة المزمار وهى آلة يصعب الكتابة الأوركسترالية لها، ويحسب له أنه أول من مزج الآلات الموسيقية الشعبية المصرية ضمن المؤلفات الأوركسترالية ومن أجمل وأهم مؤلفاته 2 كونشيرتو لآلة الكمان والأوركسترا.
بدأ شرارة العزف، وهو طالب بالمعهد مع الموسيقار محمد عبدالوهاب بأغنية حكيم عيون فى فيلم رصاصة فى القلب، ثم كتب مجموعة مقطوعات تقليدية قُدمت فى الإذاعة المصرية حيث كان عازفا بها قبل أن يعين قائدا لفرقة موسيقى الإذاعة، ثم يشرف على ركن الأغانى فى الإذاعة المصرية فى الوقت نفسه عمل عازف كمان مع أم كلثوم فى فرقتها وتوسطت له لإعفائه من التجنيد لارتباطه بالعمل معها رغم أنه لم يستمر فى فرقتها طويلا.
وقدم شرارة العشرات من الأصوات الغنائية من خلال ميكرفون الإذاعة ومن بينهم الثلاثى المرح ونجاة الصغيرة ونادية مصطفى وأحلام وشريفة فاضل وفاطمة عيد ومحمد الحلو ومحمد ثروت، بالإضافة لقيامه بتلحين أغنيات لفايزة أحمد وشهرزاد ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالغنى السيد وعادل مأمون.
واشتهر عطية شرارة بوضع الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام التى حملت توقيع مخرجين كبار مثل حسن الصيفى الذى حصل على نصيب الأسد بين أعمال الموسيقى التصويرية التى وضعها للسينما حيث قدم معه موسيقى خمسة أفلام هى «حسن وماريكا» و«قاطع طريق» و«زنوبة»، «نهاية حب»، «توحة»، كما وضع الموسيقى التصويرية لفيلمى «ساحر النساء»، و«ابن حميدو» للمخرج فطين عبدالوهاب، وتعاون مع المخرج حلمى رفلة فى فيلمى «عش الغرام» و«لحن السعادة» وقدم فيلمى «أهل الهوى» و«الغجرية» للمخرج السيد زيادة، وتعاون مع المخرج نيازى مصطفى فى فيلم «إسماعيل يس طرزان» بالإضافة لفيلمى «جسر الخالدين» و«حبيبى الأسمر» مع المخرج محمود إسماعيل، وفيلم «الحب الأخير» إخراج محمد كامل حسن، وفيلم «أحبك يا حسن» مع المخرج حسين فوزى.
كما قدم شرارة عددا من المسلسلات الإذاعية مثل «الملحمة المحمدية» ومسلسل «جمال
الدين الأفغانى» والصورة الغنائية «الورد والتمر حنة» بطولة إسماعيل شبانة وأحلام وأوبريت «علشان هنا قلبين» تأليف عبدالفتاح مصطفى والصورة الغنائية «معرض الثورة» تأليف فتحى قورة.
وإلى جانب تميزه فى الموسيقى الشرقية اتجه عطية شرارة للموسيقى البحتة ووضع الكثير من المقطوعات الموسيقية التى لعبتها أوركسترا القاهرة السيمفونى، حيث قام بتأليف الكونشيرتو العربى لآلات الكمان والناى والقانون والعود والتشيلو، كما قام بتأليف أكثر من 60 مقطوعة موسيقية أهمها ليالى القاهرة وليالى الإسكندرية وليالى المنصورة وليالى النور، وتوحة وفى عام 1980 كوّن فرقة سداسى شرارة والتى ضمت أبناءه بهدف تقديم مؤلفاته الموسيقية التى كتبها خلال مشواره الفنى ويشارك فى الفرقة حاليا أحفاده.
تلقى عطية شرارة تكريمات من كثير من الدول العربية والأجنبية باعتباره إحدى القامات الموسيقية البارزة، حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عام 1983 عن «الكونشيرتو الثانى للفيولينة والأوركسترا» بالإضافة لوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1985 ووسام العلوم والفنون والثقافة من الطبقة الثانية من السلطان قابوس فى احتفالية بسلطان عمان عام 2005 كما كرم فى مهرجان «اتجاهات عربية» الذى تقيمه دار الأوبرا المصرية.
(عطية شرارة مع الموسيقار عبدالوهاب)
ــ يحكى الدكتور حسن شرارة عن علاقة والدة بالموسيقار محمد عبدالوهاب قائلا: كان والدى يذاكر فى المعهد وفى نفس توقيت بروفة للموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى استمع لصوت كمان عطية شرارة، وقتها كان أنور منسى فى لبنان والحفناوى خارج مصر، فذهب نحو الصوت، وطلب عبدالوهاب من عطية شرارة أن يعيد التمرين، وبالفعل استعان به للعمل معه فى أغنية «حكيم عيون»، ونجحت بشكل كبير، وعرفته بعد ذلك أم كلثوم وعمل معها 4 سنوات، ثم أسس فرقة لنفسه وصاحب وقتها فريد الأطرش الذى قدم له عرضا سخيا وترك أم كلثوم.
(سنوات من الغربة)
ــ عاش عطية شرارة سنوات طويلة من الغربة يقول عنها شرارة الابن: والدى كان يكره الصراعات وكانت هناك العديد من الفرق منها فرقة أحمد فؤاد حسن وغيره، لذلك رفض أن يدخل فى مشاكل مع أحد، بالإضافة لظروف عائلية أخرى. لكنه استغل فترة الغربة فى عمل أشياء مفيدة لعدد من الدول التى عاش فيها، مثلا فى ليبيا أسس معهد موسيقى العربية وله تلاميذ كثر، والبعض يعتبرة فنان الثورة الليبية، حيث قدم أناشيدها وكانوا يعتبرونه ليبيًا، وفى تلك الفترة تغير والدى فكان متصوفا وأحب الطرق الصوفية وقابل شيخا تعلم على يديه الطريقة العلوية الشاذلية وأقام العديد من الجلسات فى بيته لذكر الله وقراءة الأوردة.
كما عمل فى كباريه الجزائر فى فرنسا بشكل منتظم، وعلى مدى 6 شهور، وكان يحضر فقرته الموسيقية كل النجوم العرب والمصريين، وكان رئيس بلدية باريس يحافظ على حضورها لأنه كان يقدم فقرة بالكمان لموسيقى الغجر، كما قابل كل كبار النجوم، الذين كانوا يترددون على باريس، وكان السبب فى أن يأتى بعضهم إلى مصر من بينهم وردة الجزائرية، وفايزة أحمد.
ويضيف حسن شرارة قائلا: والدى ــ رحمة الله عليه ــ له مؤلفات موسيقية شهيرة، وصاحب أفكار خاصة، كما أنه كان يكتب النوتة الموسيقية لألحان محمود الشريف ومحمد فوزى وغيرهما، لحن لعدد من المطربين والمطربات منهم شهرزاد ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالغنى السيد وعادل مأمون وعبدالغنى السيد.
(بداية الدعم عقاب)
أشار الدكتور حسن شرارة إلى فضل والده عليه شخصيا قائلا: كان يتابعنى من بعيد لبعيد دون أن أشعر، كان يأخذنى معه إلى مقر الإذاعة، ومن هنا أصبحت عازف كمان، فى البداية اشتريت «ربابة» من بائع فى الشارع وحاولت العزف عليها لكننى فشلت، فقررت أن أعزف على كمان والدى، وسرقتها منه ولكننى كسرتها، وعاقبنى 4 أيام، وكان عمرى وقتها 9 سنوات، ثم تعلمت فى معهد خاص على يد أستاذ يهودى اسمه «رودولف مينشه»، وتعلمت على يده، حتى افتتح معهد الكونسرفتوار وانضممت إليه، ثم ترك والدى مصر عام 1961 وعاش فى ليبيا فترة طويلة وكون فرقا موسيقية وأنشأ العديد من معاهد الموسيقى فى أماكن كثيرة، وسافرت معه ليبيا لمدة عام، وترك طرابلس وذهب إلى فرنسا ثم اتجه للشام وظل هناك فترة طويلة وترك مصر لمدة 19 سنة تركنى أتعلم بمفردى بعد مرحلة الثانوية وحصلت دراسات الكونسرفتوار على يد أحمد حجاج وبعض الأجانب حتى جاء الخبراء الروس وتعلمت على أيديهم معلومات كثيرة لم أكن أعرفها.
(سداسى شرارة)
تعددت الأجيال التى شاركت ضمن فرقة سداسى شرارة أبرزهم محمود كامل عازف العود، عبدالفتاح منسى، عظمة عازف الكونترباص، حمودة عازف الطبلة، جورج ميشيل عود. ثم انضم إليهم أبناء وأحفاد عطية شرارة فى أزمنة متفاوتة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك