ذكرى ميلاد أبو القاسم الشَّابِّي.. شاعر متفرد تتردد كلماته حتى اليوم - بوابة الشروق
الأحد 2 يونيو 2024 5:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى ميلاد أبو القاسم الشَّابِّي.. شاعر متفرد تتردد كلماته حتى اليوم

أسماء سعد
نشر في: الخميس 24 فبراير 2022 - 5:41 م | آخر تحديث: الخميس 24 فبراير 2022 - 5:41 م
أعماله تركت بصمة هائلة في ذاكرة الإبداع الشعري العربي

"إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ.. فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدر".. كلمات شعرية خالدة ارتبطت باسم الشاعر الكبير أبو القاسم الشَّابِّي، والذي تمر علينا اليوم ذكرى ميلاده الذي يعود إلى 24 فبراير 1909، وهو مايذكرنا بالأثر الهائل للشاعر الملقب بـ"شاعر الخضراء"، وماتركه في الوجدان الشعري العربي.

يملك أبو القاسم الشّابيّ شخصية متفردة في إبداع الشعر العربي، تعود إلى تمتعه بموهبة فريدة من نوعها، انعكست على إبداعاته المليئة بالمشاعر الإنسانية والخيال الفني وحب الوطن كما لم يخل شعره من حب الحياة، وكونه أحد أبرز شعراء تونس والعرب في العصر الحديث.

ولد أبو القاسم الشابي في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909في مدينة توزر بتونس، تخرج في جامعة الحقوق في ١٩٣٤ وتنقل بين المدن التونسية برفقة أبيه بحكم عمله كقاض، وحصل الشابي على شهادة ختم الدروس الثانوية وإجازة في الحقوق.

♦أسلوب استثنائي

بمطالعة أعمال أبو القاسم الشابي، يتبين لنا عذوبة الألفاظ، والتراكيب الشعرية التي تعلق سريعا في الذهن، والصور الحيوية، التي تثريها قدرته الفائقة على اختيار مفردات تحمل العديد من المعاني.

ورغم كون الشابي مريضًا بالقلب منذ طفولته وزيادة خطورة ذلك مع بداية مرحلة شبابه في 1929، إلا أن ذلك لم يترك إلا أثرا مميزا على أشعاره التي حملت جانب يغلب عليه الشجن في بعض الأحيان، وامتلاك روح المقاومة والرغبة في التحدي في أحيان أخرى.

هذا العملاق في ساحات الشعر، كان في الأصل ضعيف البنية صدمته أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة، والصدمة التي تلقاها بموت محبوبته الصغيرة، وإهماله بعدها لنصائح الأطباء، إلا أن كل ذلك لم يزد مخيلته الشعرية إلا التهابا وقدرة على التعبير.

♦ التأثير الأدبي

لايخفي على أحد أن تونس كانت من البلاد التي يميزها الطابع الرّومانسي الحالك، فجاء أبو القاسم الشّابيّ حاملا راية المذهب الرومانسي ليصبح أحد أعلام الرّومانسيّة العربيّة، حيث بذل سعيا حثيثا لتغيير الفكرة النمطيّة التي كانت تجعل من الشاعر مؤرّخاً وقاصّاً لأحداث عصره وعاداته وسلوكياته، فعمد إلى التّركيز على مشاعر الشّاعر وروحه وخياله، وقد ذكر الشّابيّ في شِعره ما يؤكّد هذه الفِكرة فقال:"عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ".

♦ أعمال قيمة

تحتفظ  ذاكرة الأدب العربي بما قدَّمه لها الشابي من قصائد منها: «إرادة الحياة»، و«صلوات في هيكل الحب»،حيث تمكن من أن يبني صرحا هائلا من إرث الإبداع الأدبي والشعري بخلاف رصيد من المقالات و الأعمال التي أظهرت تأثره بشُعراء المهجر، مِثل: جبران خليل جبران، ونعيمة، وإيليا أبو ماضي، بخلاف كونه ناشطًا في الخلدونية، والنادي الأدبي بقدماء الصادقية؛ إضافةً إلى أنه كان من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين عام ١٩٢٩م.

وظلت أعماله حاضره على الدوام، وكان أكثر قصائده تداولاً قصيدة إرادة الحياة التي يقول في مطلعها "إذا الشّعب يوماً أراد الحياة"، وذلك إلى جانب ديوان أغاني الحياة الذي مات قبل أن يقوم بطباعته، فطُبع بعد مماته، وكتاب الخيال الشِّعريّ عند العرب،كتاب صفحات دراميّة، وهو عبارة عن قصّة خياليّة تدور حول حياته،وكتاب رسائل الشّابيّ،  رواية المقبرة. كتاب جميل بُثينة، كِتاب شعراء المغرب الأقصى، كِتاب الهِجرة المُحمّديّة. مسرحيّة السِّكَير.

♦ كلمات خالدة

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ.. وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر.. إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ.. رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر.. وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ.. وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر.. وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

تعتبر تلك الكلمات من قصيدة إرادة الحياة من ضمن إبداعات الشابي المحفورة في وجدان الشعوب العربية، إلى جانب ما أورده بعنوان: كانَ في قلبيَ فَجْرٌ ونُجُومْ

حيث أبدع: كانَ في قلبيَ فجرٌ ونجومْ.. فإذا الكلُّ ظلامٌ وسَدِيمْ.. كانَ في قلبيَ فجرٌ ونُجومْ.. يا بني أُمِّي تُرى أَيْنَ الصبَّاح.. قَدْ تقضَّى العُمْرُ والفَجْرُ بعيدْ.. وطَغَى الوادي بمَشْبوبِ النواحْ.. وانقَضَتْ أُنشودَةُ الفَصْل السَّعيدْ.. أَيْنَ نايي هل تَرَامَتْهُ الرِّياحْ.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك