مارس ينقضى وبطاقات «التموين الورقية» تلفظ أنفاسها.. والمعذبون فى «المكاتب» يبحثون عن «الذكية»
على مدى عامين كاملين، لم ييأس سمير السيد، ولم ينقطع عن التوجة لمكتب التموين التابع له فى حى إمبابة «مرة أسبوعيا» للسؤال عن بطاقة التموين الإلكترونية، بعدما تقدم بأوراقه كاملة، وتأكد الموظفون من انطباق شروط استحقاقه الدعم.
وفيما ينتظر سمير صدور بطاقته «أول مرة»، يتردد حسين مصطفى على مكتب تموين الهرم «منذ عام ونصف العام»، بصفة شبه أسبوعية للسؤال عن «بدل فاقد البطاقة»، الذى تقدم للحصول عليها بعد ضياع بطاقته الإلكترونية.
ومثل سمير وحسين، الآلاف من المواطنين الذين تمتلئ بهم مكاتب التموين، وتزداد أعداهم يوما بعد يوم، فى رحلة البحث عن البطاقة، خاصة مع تقارب انتهاء أيام شهر مارس، وتخوفهم من انتهاء العمل بالبطاقة الورقية، دون الحصول على البطاقة الذكية؛ ومن بين هؤلاء الآلاف سنية عدلى، ربة منزل، والتى قالت لـ«الشروق»: «تعبت من اللف على المكتب والسؤال عن بطاقتى»، وتضيف سنية أنها لم تحصل على بطاقة التموين منذ أكثر من عامين، وأنها تقدمت بأوراق البطاقة لمكتب الشرابية التابع لها، معربة عن تخوفها من عدم إصدار بطاقتها الذكية قبل نهاية مارس الحالى.
مصدر مسئول بوزارة التموين، قال معلقا على أوضاع من التقتهم «الشروق»: تم استخراج 15 ألف بطاقة ذكية للمواطنين بمحافظة القاهرة فقط على سبيل المثال، وكذلك إصدار 17 ألف بطاقة ذكية لمواطنى محافظة الجيزة، وذلك بدلا من البطاقات الورقية، وبدل الفاقد والتالف»، مضيفا أنه تم تسليم هذه البطاقات للمواطنين بمكاتب التموين التابعين لها. وأضاف: «سيتم استخراج المزيد من البطاقات الذكية الفترة المقبلة، للانتهاء من جميع البطاقات الورقية بنهاية شهر مارس الجارى»، لافتا إلى أنه لن يتم العمل بأى بطاقة ورقية بعد نهاية الشهر.
ولفت المصدر إلى أن «الشركات المنفذة للبطاقات تقاعست عن دورها الفترات الماضية، ما تسبب فى تأخير إصدار البطاقات الذكية للمواطنين منذ عام 2015»، مضيفا أنه سيتم فتح باب إضافة المواليد فى نهاية شهر أبريل المقبل، بعد الانتهاء من البطاقات الورقية واستخراج بطاقات ذكية بدلا منها للمواطنين.