في الوادي الجديد، حيث تزدهر زراعة نخيل البلح، بدأ المزارعون في "تقويس" عراجين البلح أو ما يعرف بـ"الدلاوة" بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، انتظار لنمو الثمار قبل جنيها في شهري سبتمبر وأكتوبر.
ويمر النخيل حاليا بمرحلة تقويس عراجين البلح، والمعروفة بين الأهالي بمسمى الدلاوة أو تذليل عراجين البلح، وهو مسمى واحاتي قديم ولازال المسمى المعروف بين الأهالي.
ويقول منتصر حرباوي، أحد مزارع النخيل بمدينة الخارجة بالوادي الجديد، في حديثه لـ"الشروق"، إن "عرجون البلح في هذه الفترة بدأ في مرحلة النمو وبدأنا عملية الدلاوة، فالعرجون تحمله ثلاثة أفرع من الجريد تسمى الأم والخالة والعمة، حتى يكبر وينضج وتبدأ مرحلة الجني".
وأضاف أن زراعة نخيل البلح موروثة من الأجداد وتجود زراعتها في أراضي المحافظة الصحراوية، حيث يتميز الأهالي بخبرات الاهتمام بنخيل البلح وخاصة البلح الصعيدي النصف جاف.
ويطلق الأهالي مسمسيات الأم والخالة والعمة على فروع الجريد الثلاثة، التي تحمي العرجون وتحمله حتى ينمو، ويتكون هذا الثلاثي، من "الأم" وهي الجريدة الملاصقة للعرجون، بجوارها لأعلى "الخالة" وإلى الأسفل قليلا تسمى "عمة" للعرجون، وذلك التشبيه القديم الموروث من الأهالي يشبه تربية الطفل الصغير حتى ينمو وينضج.
ومن خلال هذا الثلاثي يتم "دلاوة العرجون" أو تقويسه بطريقة فنية حتى ينضج ويأخد شكل القوس لضمان عدم تعرضه للكسر في مرحلة النضج وارتفاع وزن العرجون.
وتابع حرباوي، أن الفترة الحالية هي ذروة مرحلة "الدلاوة" وخاصة في فترة ارتفاع درجات الحرارة لضمان مرونة العرجون أثناء تلك المرحلة، موضحا أن المراحل التي يمر بها النخيل تبدأ بمرحلة التقليم والطرح والتلقيح، وحاليا فترة التقويس بعدها مرحلة التكييس وصولا إلى مرحلة الجني في منتصف شهر سبتمبر حتى نهاية أكتوبر، وهي فترة تسمى "الدميرة".
من جانبه، أوضح الدكتور عماد فودة، الباحث الأول بالمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح التابع للبحوث الزراعية بالوادي الجديد، إن تقويس عراجين البلح من المراحل الهامة للحفاظ عليها من الكسر، وهو عبارة عن ضم شماريخ العرجون إلى بعضها وثنيها إلى أسفل وتنكيسها مع ثني العرجون بأكمله وميله إلى الأمام ليصبح محملا فوق الجريد.
وأكد أهمية هذه العملية في ظل أن شماريخ العرجون تتشابك عندما تنمو بثمارها بعد التلقيح مع الخوص والأشواك؛ ما يعرض الثمار للتلف، بالإضافة إلى تعرض أعناق العراجين للكسر عندما يزداد وزن ما تحمله من ثمار بمجرد بدء النضج؛ الأمر الذي يؤدى إلى عدم القدرة على تكييس العراجين ويؤدي إلى صعوبة جنى الثمار.