قال الدكتور محمود المتيني أستاذ جراحة الكبد وعميد كلية الطب ورئيس برنامج زرع الكبد بجامعة عين شمس، إن مصر دولة رائدة على مستوى العالم في زراعة الكبد من متبرع حي، مشيرًا إلى إجراء 3500 جراحة زرع كبد خلال 16 سنة.
وأضاف «المتيني»، خلال المؤتمر الذي عقدته الجمعية المصرية لزراعة الكلى والكبد، والجمعية المصرية لزراعة الأعضاء، للإعلان عن دراسة جديدة، أن عدد المراكز المرخص لها إجراء عمليات زرع الكبد 14 مركزاً، وقامت جامعة عين شمس بإدراج هذه الجراحة، وحالياً يتم إجراء 120 حالة سنويًا.
وأشار إلى أهمية هذه الدراسة العالمية في إشراك المانحين الأحياء - لأول مرة - في 13 دولة، بما في ذلك مصر، فرصة لتحسين نوعية حياة مرضى زرع الكبد، من خلال استخدام أدوية حديثة تحافظ على وظائف الكلى ويمنع ارتجاع الأورام إذا كانت سبب الجراحة.
ولفت إلى أن نتائج زراعة الكبد تتراوح بين 85 إلى90٪، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي للفشل الكبدي هو فيروس «سي» وأورام الكبد.
وقال رفعت كامل أستاذ الجراحة وزرع الكبد في جامعة عين شمس والرئيس المنتخب لجمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء، إن هناك توجه من الدولة لتشجيع نقل الأعضاء من حديثي الوفاة، في السنوات العشر القادمة، وسنحتاج إلى إجراء ما يقرب من 10 آلاف عملية جراحية لزرع الكبد.
وتابع «كامل» في كلمته بالمؤتمر: "على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للقضاء على فيروس «سي» لا تزال الأورام الكبدية الخبيثة تشكل التحدي الأكبر والسبب الرئيسي لنحو 25٪ من عمليات زراعة الكبد في مصر".
وقال دكتور جمال سعدي أستاذ أمراض الباطنة والكلى بجامعة القاهرة ورئيس المنظمة الدولية لمؤسسات الكلى، إن مرض الكلى تحدي كبير في مصر، حيث يقوم 60 ألف مريض بغسل الكلى مقابل 1500 مريض تقريبًا يجرون عمليات زراعة كلى سنويًا.
وقال دكتور محمد بكر الأستاذ الفخري لأمراض الكلى - مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة - إن مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة شارك في تجربة دراسة «ترانسفورم» الدولية، حيث شملت 25 مريضًا من الذين تمت لهم عملية زرع من متبرع حي، وكانت النتائج مطابقة للنتائج العالمية.
وأضاف «بكر»، أنه يتلقى معظم مرضى زرع الكلى تقريبًا العلاج المثبط للمناعة للمساعدة على منع رفض الجسم للعضو الجديد، ولكن مع زيادة استخدام الأدوية المثبطة للمناعة تتزايد فرص الإصابة بالعدوى.
وأشار إلي أن النتائج المعلنة خلال الدراسة، أثبتت فاعلية البروتوكول العلاجي القائم على العقاقير الحديثة لمرضى زراعة الكلى الذين تعرضوا في السابق لجرعات منخفصة لمثبطات المناعة، خاصة أنه من المعروف أن هذه المثبطات سامة للكلى، وقد تسبب أمراض مصاحبة تصيب القلب والأوعية الدموية أو أورام خبيثة على المدى الطويل.
وتوضح البيانات أنه بسبب مضاعفات مثبطات المناعة، يظل 50% فقط من مرضى زرع الكلى على قيد الحياة لفترة تزيد عن 10 سنوات بعد إجراء عملية الزرع.
ولفت إلى التركيز على النتائج طويلة المدى؛ لضمان نوعية حياة أفضل، وتابع، "تضم الدراسة 2000 مريض تمت متابعتهم لمدة سنتين مع وضع أهداف مركبة لتقوية و توثيق نتائج الدراسة، وقد تم الإعلان عن نتائج المرحلة الرابعة في المؤتمر الأوروبي لزرع الأعضاء في برشلونة في سبتمبر الماضي، وسيتم الإعلان عن النتائج الكاملة من خلال سلسلة من المؤتمرات ستعقد خلال 2017-2018".
وشدد دكتور ماهر فؤاد أستاذ الكلى ورئيس قسم زرع الكلى في الجمعية المصرية لأمراض وزرع الكلى، على أنه من الضروري أن يقوم مرضى زرع الأعضاء بمتابعة منتظمة لضمان الكشف المبكر عن أي مضاعفات يمكن علاجها واتخاذ إجراءات تصحيحية، ومن المهم للمرضى أن يلتزموا بنمط حياة محدد وأن يكونوا حذرين من التعرض للأمراض المصاحبة الأخرى، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، لأنها تؤثر بشكل سلبي على وظائف الكلى.
ونوه بأن بروتوكول العلاج المناعي يختلف من مريض لآخر مع الأخذ في الاعتبار عوامل عدة مثل سن المريض، ومدى التوافق بينه وبين المتبرع، ودرجة كفاءة الكلى بعد الزراعة.