ينصح الخبراء بالمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون؛ للوقاية من عدوى فيروس كورونا، لكن اليمنيون بعد سنوات من الحرب، فقدوا رفاهية الحصول على ماء نظيف -إن وجد من الأساس- ورغم عدم ظهور حالة وحيدة مصابة بالمرض في اليمن، إلا أن الوضع قد يصبح كارثة حقيقية إذا دخل الوباء البلد التي تصفها الأمم المتحدة بـ"صاحبة أفظع كارثة إنسانية في الوقت الحالي".

ونقلت "فرانس 24" عن منظمة "أطباء بلا حدود"، أن معظم شعب اليمن الذي يعتمد 80% منه على الإعانات، لا يملك المياه والصابون.

وتقول كارولين سيجن، مديرة برنامج "أطباء بلا حدود" في اليمن والأردن والعراق: "نحن قلقون للغاية، وننصحهم في اليمن بغسل أيديهم جيدا، لكن المشكلة أن ليس لديهم ما ينظفون به أيديهم".

وبحسب منظمة الطفل للأمم المتحدة، يفتقر 18 مليون يمني، بينهم 9 ملايين طفل، لتواجد منتظم من المياه، بينما يفتقر ثلثي الشعب اليمني لوجود مواسير تضخ المياه لمنازلهم، وفقا لليونيسيف.

وفي محافظة حجة، تعاني أسرة الطفل "محمد" من عدم وجود مواسير مياه في منطقتهم، ليقوم محمد وأخته كل صباح، بزيارة البئر العكر الذي يبعد عن المنزل 3 كيلومترات؛ لجلب الماء.

يقول "محمد"، إنه يجهز حماره عند الـ7:30 صباحا، ليذهب للبئر وينتظر في طابور طويل حتى يستطيع ملء الدلو من خرطوم متسخ في البئر، ليعود 10:30 صباحا للمنزل، وليس أمام العائلة بديلا عن الماء الملوث ليشربوا ويطبخوا طعامهم منه.

ويقول بسمارك سوانجن، مسئول التواصل باليونيسيف في اليمن، إن سنوات من إهمال قطاع المياه والصرف باليمن لتعقيم وفلترة المياه هناك، أدى لوباء الكوليرا عام 2017، وقد تتجدد تلك الكارثة الوبائية مجددا إذا ظلت ندرة المياه كما هي دون أن تنحسر.

ويقول الطبيب محمد عقل، في مركز الجودة الصحي بمحافظة حجة، إن المركز يتلقى يوميا أكثر من 300 حالة مصابة بأمراض تسمم بسبب الماء الملوث من الآبار.

ويقترب الكورونا من اليمن مع ظهور 1700 حالات إصابة، و4 وفيات في دول الخليج الـ6 المجاورة له، وتزامنا مع قيام ميليشيا الحوثي بإيقاف المدارس والمطارات في العاصمة اليمنية صنعاء؛ تحسبا لانتشار الوباء.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أنها غير قادرة على التعامل مع ظهور كورونا في اليمن، مضيفة في بيان لها، أن المستشفيات والمؤسسات الطبية المتهالكة باليمن غير قادرة على استيعاب العديد من الحالات إذا انتشر المرض.

وغردت منظمة الصليب الأحمر يوم الأحد على موقع التواصل "تويتر"، قائلة: "ننصح الأشخاص دائما بغسل أيديهم تجنبا لكورونا، لكن المشكلة في اليمن أن نصف الشعب اليمني لا يجد ماء يغسل أيديهم به".