المومياوات وشواهد القبور.. كيف حضر الفن الجنائزي في متحف بيروت الوطني؟ - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 12:50 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المومياوات وشواهد القبور.. كيف حضر الفن الجنائزي في متحف بيروت الوطني؟

بيروت - محمد حسين
نشر في: الخميس 25 أبريل 2024 - 10:57 ص | آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2024 - 10:57 ص

تاريخ ونشأة ومحتويات متحف بيروت الوطني

ضم الطابق السفلي لمتحف بيروت الوطني جناحا خاصة للفن الجنائزي، حيث عرض من خلاله مجموعة مقتنيات عثر عليها في مناطق تنقيب أحاطت بمواقع المقابر والمدافن التي يمتد تاريخها من العصر الفينيقي وحتى الحقبة العثمانية.

-شواهد القبور

وبرز بالجناح الجنائزي مجموعة كبيرة لشواهد القبور، تلاحظ منها بشكل كبير سيطرة الطابع العثماني بزخارف وتكوينات فنية بديعة، فضلا عن تفاصيل غاية بالإبهار، حيث وجد أن الشواهد التي تكون لقبر سيدة يتواجد أعلاها ما يشبه التاج، أما في حالة أن المدفون رجلا فإن أعلاه يوجد ما يشبه العمة.

وتحتوي الشواهد في بعض الأوقات على مظاهر جمالية أخرى، مثل نحت الضفائر على قبور السيدات، ونحت نماذج للنياشين التي حصل عليها المتوفى في حياته كنوع من التكريم.

-أكبر مجموعة توابيت
كما تواجدت صالة عرضت من خلالها مجموعة كبيرة للتوابيت المصممة على صورة البشر، وتتكون من صندوق سفلي مجوف ومغطى بغطاء ينقل قليلا ملامح الجزء العلوي من الجسم والساقين.

وتقع ضمن آثار مدينة يعود صيدا اللبنانية، ويعود تاريخها للعصور الفينيقية قبل آلاف السنين.

- مومياوات قاديشا

ومن بين المعروضات كانت مومياوات تم اكتشافها في عام 1989 في وادي قاديشا المدرج على قائمة منظمة يونسكو للتراث العالمي، والذي شكل ملجأ للمسيحيين الموارنة المضطهدين.

وعثر في مغارة على 8 مومياوات محنطة طبيعيا وملابسها عليها، ومنها ما حيك من الحرير، وهي على حالها منذ القرن الثالث عشر.

وعثر إلى جانب المومياوات على كتابات باللغتين العربية والسريانية لتراتيل ونصوص دينية تشير إلى أنهم كانوا مسيحيين لجئوا إلى هذه المغارات.

كما عرضت مقتنيات جنائزية أخرى على طقوس الدفن في عهد الفينيقيين، وصولا إلى العهد البيزنطي الذي تؤرخ له واجهة قبر مزين بوجه لمريم العذراء يعود إلى العام 440، ويعتقد بأنه أقدم تصوير لوجه العذراء يعثر عليه في لبنان، حسب تصريح لإدارة المتحف نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وتواجد قبر منحوت في الصخر اكتشفه صدفة فلاح في منطقة صور جنوب لبنان في العام 1937، وهو يحمل نقوشا مستوحاة من الأساطير الدينية اليونانية.

ويعتبر أقدم معروضات هذا القسم سن لإنسان "هوموسابيانس" الذي عاش في أرض لبنان منذ 70 ألف سنة قبل الميلاد.

-تاريخ متحف بيروت

وبدأت محطة تأسيس المتحف الوطني في بيروت بقطع أثرية كان قد جمعها في العام 1914 الضابط الفرنسي ريمون ويل تم العثور عليها في بيروت وجوارها، فقرر وضعها في مبنى المرسلات الألمانيات في شارع جورج بيكو، حيث اتخذت قاعة العرض صفة متحف مؤقت .

وفي العام 1923، تألفت لجنة تأسيسية جمعت التبرعات بهدف بناء متحف على طريق الشام قرب مركز سباق الخيل.
وبعد دراسة العروض المقترحة لهندسة البناء، تم اختيار المشروع المقدم من المهندسين أنطوان نحاس وتيار لوبرإنس – رينغي، واستغرقت الأشغال 7 سنوات امتدت من العام 1930 حتى عام 1937.

وتم تدشين المتحف في 27 مايو عام 1942 في حضور الرئيس اللبناني ألفرد نقاش.

وفي 1975، ومع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، أغلق المتحف أبوابه أمام الجمهور من الزوار، وعند انتهاء الحرب في العام 1991، كان الخراب هائلا في المتحف وفي المديرية العامة للآثار، وبدا المتحف كجرح ينزف، فمن السقف والشبابيك المخلعة تتسرب مياه الأمطار، حيث كان الوضع خطيرا نظرا لارتفاع درجات الرطوبة داخل المستودعات على مدى 15 عاما، وعدم توافر شروط الحفظ الملاءمة.

من جهة أخرى، أتى حريق ناتج عن قصف المبنى الملاصق للمتحف على قسم كبير من أرشيفه "خرائط، صور"، وأتلف حوالي 45 صندوقا من القطع الأثرية إضافة إلى تجهيزات المختبر بكاملها.

وتركزت أعمال الترميم بين العامين 1995 و1997، على إعادة تأهيل مبنى المتحف "الإنارة، التكييف، الصوت، نظام الحماية، تركيب المصاعد، تركيز الواجهات، تجفيف طبقة المياه الجوفية، إضافة إلى توثيق القطع الأثرية وترميمها".

وشهد المتحف افتتاحا جزئيا في نوفمبر 1997، بغرض إحياء الذاكرة التاريخية للشعب اللبناني وصلته بماضيه.

وجرى الافتتاح في نهاية عام 1999، وعرضت فيه أكثر من 1300 قطعة أثرية من فترات مختلفة بدءا من عصور ما قبل التاريخ وصولا إلى الحقبة العثمانية.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك