قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر تخوض معركتين ضد العنف والإرهاب ومعركة التنمية والبناء، وكل هذا يحتاج التضافر والتعاون حتى ننطلق لأيام الافتخار، مضيفًا أنه علينا أن تذكر كل شهداء الوطن في حادث الواحات، وشهادة القمص سمعان شحاتة، وشهداء مصر في سيناء.
وأكد البابا، في عظته الأولى منذ عودته من رحلة رعوية وعلاجية في ألمانيا، خلال العظة التي جرت في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، ببيت الكرمة بكنج مريوط التابعة لإباراشية البحيرة، أمس الأربعاء، أن من كل أسرة شهيد خرج منها بطل، وبالأبطال تحيا الشعوب، متابعًا: "نذكرهم جميعًا بالخير مسلمين ومسيحيين، ونعلم أن الرباط القوي يربط بين الجميع فمصر بها شعب واحد، ونذكر وحدتنا"، مشيرًا إلى أن في أزمنة الشهداء كانت الكنيسة تنمو وتتقدم وكان شهداء العصور الأولى في ألم وتعب.
وأوضح أن زيارته إلى ألمانيا جاءت على خلفية دعوة الكنيسة الألمانية البطاركة الأرثوذكس، للحديث عن موضوع "المسيحية في الشرق الأوسط.. التحديات والمستقبل"، وما أُطلق عليه احتفالية 500 سنة على الإصلاح اللوثري، فهو أمر تحتفل به ألمانيا، مستطردًا: "الجميع يعلم أن لوثر، لا يهمنا في الشرق، وهو موضوع يخص الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة البروتستانتية، وليس لنا علاقة بعصور الإصلاح، ومن السخافة الشديدة أن يتصور البعض أن 4 من البطاركة وهم بطاركة الكنيسة السريانية والأرمنية والهندسة، يتركون كراسيهم ليحتفلوا بموضوع كهذا، والجميع صدق وبدأوا يفترون ولم يفهموا أننا نقدم لمسيحيي الشرق الأوسط، فنحن أكبر كنيسة في الشرق الأوسط وإذا لم تسند أخواتها فى البلاد الأخرى هتسند مين".
واستعرض البابا، في عظته التي حملت عنوان "الألم وصانع الخيرات"، الآلام التي يتعرض لها الناس وهى آلام الحياة التي تعد هبة وعطية تصنع من الإنسان شخصًا قويا ناضجًا، مؤكدًا أن الألم ينقي الإنسان مثل أيوب، كان بارًا ولكن كان عنده خطية الاعتزاز بالذات، ولكن وقع في تجربة صعبة ولكنه تنقى داخليًا.
وفي سياق آخر، قال البابا، إنه يعاني من آلام شديدة في الظهر عطلته عن أي شيء، ونصحه الأطباء بعمل فحوصات في ألمانيا، ولذا سافر قبل ميعاد المؤتمر بأسبوع للخضوع لفحوصات طبية وهى مستشفى مخصصة لجراحات العمود الفقرى، مضيفًا: "طلبوا مني راحة تامة لا تقل عن أسبوعين وساستكمل الزيارة في المستقبل".
وكان "تواضروس"، قد قال في خطاب رسمي، لأسقف عام كنائس الولايات المتحدة الأمريكية والنائب البابوي في أمريكا الشمالية الأنبا كاراس، إنه سيعود خلال الشهور المقبلة لإنجلترا؛ لعمل جراحة بحسب نصيحة طبيبه الخاص.
وأعلنت الكنيسة بمارس الماضي سفر البابا إلى النمسا، للعلاج من آلام وصفتها بالمبرحة في الظهر والساق، موضحة: "لم تصلح معه الأدوية والمسكنات"، وكان مقرر أن يخضع للعلاج بالمستشفى التي يوجد بها الملف الصحي له منذ أعوام في النمسا عقب زيارته الأخيرة لليونان، إلا أن حادث تفجير الكنيسة البطرسية، في ديسمبر الماضي، أدت لقطعه الزيارة.
وكشف البابا في سبتمبر قبل الماضي، تفاصيل حالته الصحية، قائلًا: "هناك شائعات يتداولها البعض عن سفري لكندا لكنني سافرت للنمسا، لتعرضي لآلام في العين والحلق والزور وآلام في ظهري"، حسبما قال خلال لقاء ببرنامج البابا وأسئلة الشعب أذاعته وقتها قناة "مارمرقس" القبطية.