في إطار التحضيرات لمفاوضات السلام التي من المقررعقدها في السويد، الشهر المقبل، أجرى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، جولة في اليمن، التي تشهد معارك ضارية بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية والإمارات، انطلقت الأربعاء الماضي، من العاصمة اليمنية صنعاء، لتنتهي في مدينة الحديدة.
وتسعى الأمم المتحدة، من خلال مبعوثها، إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين في اليمن، بعد أن فشل جريفيث في المحادثات الأخيرة، التي جرت سبتمبر الماضي، في مدينة جنيف السويسرية، بسبب رفض جماعة الحوثي حضورها.
وتستعرض الشروق حصاد الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي في اليمن...
العاصمة صنعاء
وصل مبعوث الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، الأربعاء الماضي، للعاصمة اليمنية صنعاء، ليلتقى مع زعيم الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس اللجنة الثورية العليا، محمد على الحوثي، الذي أعرب بعد مباحثاته مع المبعوث الأممي عن أمله في ألا تنتهي الهدنة في البلاد بعد زيارة المبعوث، مشيرا الى إنهم يتطلعون إلى وجود سلام عادل.
مدينة الحديدة
توجه جريفيث بعد العاصمة صنعاء الى مدينة الحديدة، الجمعة، للاطلاع عن قرب على الوضع هناك، ولعقد مفاوضات مع الحوثيين حول دور أممي رئيسي في ميناء المدينة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، ويعتبر شريان الحياة بالنسبة للمواطنين هناك، حيث تمر منه المؤن والأغذية الأساسية للمدينة كلها، كما التقى مع زعيم الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي، وناقش معه بعض التسهيلات؛ لعقد مفاوضات السلام، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الجناح السياسي للحوثيين.
بيان جريفيث
أعلن جريفيث في بيان أصدره الجمعة، عن نتائج زيارته لليمن، والتي توصلت لعقد اتفاق مع الحوثيين بخصوص إجراء مفاوضات لقيام الأمم المتحدة بدور رئيسي في ميناء المدينة، قائلا "نعتقد أن مثل هذا الدور سيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي الذي ييخدم الشعب اليمني ونأمل أن يسهم ذلك في زيادة قدرة وفاعلية الميناء".
وتمر عبر الميناء غالبية السلع التجارية، والمساعدات الموجهة إلى ملايين اليمنيين، في بلد فقير تهدد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال.
واستكمالا لمفاوضات التهدئة في اليمن، اتجه المبعوث الأممي السبت، الى العاصمة السعودية، قادما من اليمن، وذلك للقاء بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية، حيث يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعدد من الوزراء اليمنيين في الرياض.
يشار الى أن المعارك اشتدت في مدينة الحديدة، مطلع نوفمبر الجاري، بسبب عجز القوات الحكومية عن منع قوات الحوثي من التقدم للمدينة، بعد ان استقدم الحوثييون قوات جديدة إلى معقلهم، ووضعهم قناصة على أسطح المنازل؛ الأمر الذي أدى لفرار عشرات الأسر، حسبما أفاد مصدر في القوات الموالية للحكومة وسكان محليون، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مشاركتها في المفاوضات التي لم يحدد وقتها حتى الآن.
وكانت الأمم المتحدة قد رعت 3 جولات من المفاوضات بين الأطراف اليمنية، فشلت جميعها في التوصل لحل يرضي جميع الأطراف؛ ما أدى لإستمرار الحرب 4 سنوات، أدت لمجاعة، نتج عنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
يذكر أن حرب اليمن بدأت في 2014 بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في بداية 2015، دعما للحكومة اليمنية آنذاك، وذلك بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.