قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالرفض (فيتو) ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة؛ ما افسح المجال لتمريره، يوم الاثنين، بموافقة أغلب الأعضاء عليه، وبترحيب من مصر.

ويبقى قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في انتظار التطبيق لوقف شلال الدم المستمر بقطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر بسبب حرب الابادة الإسرائيلية على القطاع.

ونصت أهم بنود مشروع القرار على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي لوقف دائم ومستدام، وبالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع بأكمله، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديمها.

* مشروع قرار أمريكي فاشل لوقف إطلاق النار

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تقدمت قبل أيام بمشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة لكنه قبل الرفض من الصين وروسيا اللاتان قالتا إن مصطلحات القرار غير واضحة وتعطي اسرائيل مهلة لارتكاب المزيد من المجازر بحق أهالي القطاع، فيما وافقتهما الخارجية المصرية نفس الرأي.

نص مشروع القرار الأمريكي على تعبير (العمل على) وقف إطلاق النار؛ ما يعني استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع رغم الموافقة على القرار من مجلس الأمن.

* كيف يؤثر قرار وقف إطلاق النار بغزة على نتنياهو وحكومته؟

قالت الدكتورة حنان أبو سكين أستاذ العلاقات السياسية بالمركز القومي للبحوث، إن القرار وقف إطلاق النار المؤقت خلال رمضان سيؤثر على الداخل الإسرائيلي بمزيد من المعارضة الإسرائيلية ضد نتنياهو، بزعامة يائير لابيد.

وتابعت أبو سكين في تصريحات خاصة لـ"الشروق" أن المعارضة ستنظر لنتنياهو باعتباره يعرض مصالح إسرائيل مع الولايات المتحدة للخطرر، بالإضافة لضغط وزيري الحكومة المتطرفين للأمن والمالية إيتمار بن غفير وسموتريتش اللذين لا يأبها بضرورة الحفاظ على العلاقات مع أمريكا.

كما سيمثل تراجع بعض الدول عن إرسال أسلحتها إلى إسرائيل مثل كندا وإيطاليا، ذريعة تستغلها المعارضة الإسرائيلية ضد نتنياهو.

إلى ذلك، فإن تفرد نتنياهو بإدراة المشهد السياسي يخلق شاحنات سياسية، ويؤدي دائما لاختلاف وجهات النظر في إدارة الحرب الدائرة في غزة ليس في الحكومة فقط ولكن داخل مجلس الحرب نفسه، فعلى سبيل المثال لم يأخذ مشورة مجلس الحرب "الكابينت" في سفر وفد إسرائيلي لامريكا.

وأوضحت أبو سكين أن الوزير جدعون ساعررئيس حزب "أمل جديد"، استقال من حكومة نتنياهو؛ لأنه يريد أن يكون عنصرا مؤثرا في الانتخابات القادمة، وينفض اتهامات عنه المرتبطة بتورط نتنياهو الأضرار بمصالح إسرائيل

وترى أبو سكين أن الحكومة نتنياهو يمكن ان تضعف في حال استقالة الوزير بيني جانتس منها، ولكن لن تسقط إلا بعد انتهاء الحرب على غزة، حتى برغم التظاهرات المستمرة من الشارع الإسرائيلي ضد نتنياهو والتي تطالبه بالرحيل وحل الحكومة وإجراء انتخابات عامة مبكرة.

* توتر "عابر" مع أمريكا

من ناحية أخرى، قالت أبو سكين إن انسياق نتنياهو لشركائه المتطرفين في الائتلاف الحكومي أدى إلى توتر علاقته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

لكنها أشارت الى أن ذلك يبقى "زوبعة في فنجان"؛ لأن إسرائيل تعتبر الحليف الرئيس للولايات المتحدة بناء على إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الذي وقعه ترامب في عام 2022، الذي أكد على التحالف الاستراتيجي وضمانات استمرار التسليح والتفوق، بالإضافة لوجود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.