فاز فيلم The Father بجائزتى أوسكار في الدورة الـ 93، حيث فاز بطل العمل أنتونى هوبكنز بجائزة أفضل ممثل في الفيلم، وفاز العمل بجائزة أفضل سيناريو مقتبس، وهو من بطولة الممثلة الإنجليزية أوليفيا كولمان، ومأخوذ عن نص مسرحي لمخرجه الكاتب الفرنسي فلوريان زيلر.
نشرت الكثير من التقارير والمراجعات عن الفيلم عند عرضه في السينما مطلع عام 2020، ومن بينها حوارات أجريت مع زيلر، الذي خاض بهذا الفيلم تجربته الإخراجية الأولى، ومنها ما ذكره لموقع "سينيروبا" الإنجليزي.
كُتب النص الأصلي للفيلم -المسرحية- باللغة الفرنسية عام 2012، وعرضت في العديد من البلدان، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى كريستوفر هامبتون، الذي يترجم أغلب مسرحيات زيلر في إنجلترا.
يروي زيلر أنه كان من بين أحلامه الكبرى أن يعمل مع النجم السينمائي أنتوني هوبكنز، واتجه نحو فكرة تحويل النص إلى عمل سينمائي عندما شعر برغبة حقيقية وواعية في صنع فيلم؛ بهدف الاقتراب قدر الإمكان من تلك المشاعرالإنسانية المرتبطة بعمر الشيخوخة، ورأى أن هوبكنز سيد التعبير وأفضل وسيلة لنقل حالة القلق وعدم اليقين التي تملء العمل، وبالنسبة له هو أعظم ممثل على قيد الحياة اليوم.
يقول زيلر: "بدأت أحلام اليقظة حول هذا الفيلم، وكان الوجه الذي استمر في الظهور لي هو أنتوني هوبكنز، كنت أحلم بالعمل معه، وقررت أن أصنع الفيلم باللغة الإنجليزية، وكنت أشعر في كل لحظة أنه حلمًا من غير المرجح أن يتحقق، لأنني فرنسي، لكنني عملت على السيناريو بهدف إرساله إليه، ولهذا سميت الشخصية أنتوني، وأرسلته إلى وكيله، وانتظرت بضعة أسابيع، وفي أحد الأيام، ظهر رقم غير معروف على هاتفي، وكان وكيله يتصل بي ليقول إن هوبكنز يريد مقابلتي".
حافظ زيلر بالتعاون مع هامبتون على مبدأ السرد الرئيسي، وهي السمة المميزة للمسرحية، أي سرد هذه القصة من الداخل، ودفع الجمهور إلى متاهة من عدم اليقين أثناء المشاهدة، ووضعهم في موقف نشط للغاية لمحاولة فهم ما يحدث، والانغماس التام في المتاهة الذهنية لهذه الشخصية المُسنة.
وسعى زيلر إلى نقل فوضى الإنسان بصريًا، هذا الرجل المسن؛ لذلك بحث عن العمل على الديكور والطريقة التي يمكن بها الوصول إلى هذه النتيجة، عبر الشقة التي يعيش فيها البطل وكأنها من الشخصيات الرئيسية للفيلم، على حد وصفه.
قال زيلر أيضا: "كان اقتناعي منذ البداية أن الجمهور ذكي، لم أرغب في تقديم شيء سهل جدًا ومباشراً، بالنسبة لهم، وأردت أن يكون الفيلم أشبه بالألغاز حيث يتعين على المشاهد بذل جهد لفهم الأحداث".
وخرجت عناوين الصحف العالمية معبرة عن الإعجاب الشديد بالفيلم، خاصة أداء هوبكنز، وذكر في إحداها "أنتوني هوبكنز يقود دراما مدمرة للخرف"، و"أنتوني هوبكنز يقدم صورة قاسية ومثيرة لما تشعر به عندما تفقد إحكام قبضتك على الواقع بأداء يستحق الأوسكار"، بحسب "الجارديان" البريطانية.
وذكر في مراجعة الصحيفة: "الفيلم تجربة مشاهدة صعبة، وغالبًا ما تكون قاسية جدًا، ليس فقط بسبب رواية القصص الممزقة والحكاية الإنسانية، ولكن بسبب الأداء الرئيسي القوي من هوبكنز".