الإسلام في بلاد الأفغان.. من أين بدأت القصة؟ - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 11:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام في بلاد الأفغان.. من أين بدأت القصة؟

المسجد الأزرق في أفغانستان
المسجد الأزرق في أفغانستان
إلهام عبدالعزيز
نشر في: الأحد 26 سبتمبر 2021 - 7:09 م | آخر تحديث: الأحد 26 سبتمبر 2021 - 7:09 م

ساعدت المساحة الشاسعة والظروف المناخية المختلفة لدولة أفغانستان، علي جعل هذا البلد موطناً لشعوب عديدة وقوميات مختلفة وثقافات متنوعة علي مر العصور.

ومن بين الشعوب الكثيرة التي سكنت أفغانستان كان العرب وما لهم من دور بارز في التاريخ الأفغاني، وفي السطور التالية نرصد من هم عرب أفغانستان الذين يعتقدونأنهم أول من نشر الإسلام في أفغانستان، حسب ما جاء في كتاب "مقدمة لمعرفة عرب أفغانستان"، للكاتب الأفغاني محمد نسيم القريشي، ومصادر أخرى.

عرب أفغانستان وظهور الإسلام

تزامن تاريخ هجرة العرب إلى أفغانستان مع ظهور الإسلام ودخل الإسلام أفغانستان تحت شعار الأخوة والمساواة وكان العرب حاملي رسالة الدين الجديد، ولايزال هناك عرب في أفغانستان يحملون ألقابا من قبيل الشرفاء والسادات والقرشيون وحسب الدستور الحالي لأفغانستان فإن العرب يشكلون رسميا إحدى مكونات الشعب الأفغاني.

هجرة العرب إلى أفغانستان

هاجر العرب إلى أفغانستان على ثلاث فترات رئيسية:

الأولى كانت مع ظهور الإسلام، وتصادفت مع فتح أفغانستان في عام 22 هجري، بجيش مكون من 20 ألف مقاتل بقيادة أحنف بن قيس مطاردا آخر الملوك الساسانيين يزدجرد الثالث ومنذ ذلك الحين بدأ العرب يدخلون أفغانستان بشكل فردي أو مجموعات صغيرة واستقروا فيها.

والهجرة الثانية للعرب إلى أفغانستان كانت عام 1917، بعد انتصار الثورة البلشفية مما أدى إلى هجرة الكثير من العرب السنة من سكان دول آسيا الوسطى الخاضعة لموسكو وأغلبيتهم من مدينة بخارا في جنوب أوزبكستان إلي أفغانستان ليتمكنوا من ممارسة طقوسهم الدينية بحرية ودون اضطهاد، حتي بلغ عددهم حوالي 30 ألف عربي مسلم كانوا يسكنون مدينة بخارا وحدها في منتصف القرن التاسع عشر من الميلاد.

أما الهجرة الثالثة، انطلقت في ثمانينيات القرن الماضي وفي تلك الفترة انتقل الكثير من العرب إلى أفغانستان ليساندوا الافغانيين في الحرب ضد قوات الاتحاد السوفيتي، وبعد خروج الجيش السوفيتي، أقام الكثير من العرب في أفغانستان وكونوا أسر وعوائل.

العرب الحاليين

ظلت أكثر من 900 أسرة عربية في قريتي خوشال آباد ويخدان في مقاطعة دولت آباد بمحافظة بلخ الأفغانية وينسبون أنفسهم للخليفة عثمان بن عفان، ويتكلمون باللغة العربية كلغة أم واللغة الدارية، الفارسية الأفغانية، كلغة ثانية، كما يوجد قليل من العرب في منطقة تسمى خلم ويسمون أنفسهم الأقلية العربية كما تسكن أكثر من 1000 عائلة في منطقة حسن آباد بمحافظة جوزيان.

مجلس تنسيق عرب أفغانستان

يشكل العرب في أفغانستان رابطة باسم، مجلس التنسيق لعرب أفغانستان، ويرأس هذا المجلس الحاج ملا عزت الله عاطف وهو مندوب كابل في المجلس الوطني الأفغاني، وطلب المجلس مؤخراً من دائرة الأحوال الشخصية أن تذكر قومية العربي الحامل لبطاقة الهوية الإلكترونية مثل سائر المواطنين من القوميات الأخرى الذين تذكر قومياتهم في بطاقاتهم.

يتواجد العرب بشكل ملحوظ في 43 ولاية من ولايات أفغانستان ومنها کابول وبلخ وننغرهار وقندوز وسربل وفاریاب وجوزجان وتخار وبدخشان ومیدان وردك وبروان وكابیسا وبغلان وسمنغان وهيرات وغزني وقندهار وهلمند ولغمان ونورستان وبکتیا وخوست وبادغیس وغور ولوغر وكنر وهناك تواجد نسبي للعرب بسائر الولايات، حسب تقرير مجلس تنسيق عرب أفغانستان.

أفغانستان والقوميات المتعددة

وتحدث الكاتب الأفغاني محمد نسيم القريشي في كتابه مقدمة لمعرفة عرب أفغانستان، عن الشعوب التي سكنت هناك، قائلاً : كان بلدنا العزيز أفغانستان نظراً لخصائصه التاريخية مسكناً لشعوب مختلفة من الطاجيك والبشتون والأوزبك والهزارة والتركمان والبلوش والعرب والنورستانيين والبشئي وغيرهم حيث عاشت هذه القوميات والشعوب عدة قرون في هذا البلد وتزاوجت فأحدثت تغييرات في الخصائص التاريخية لكل منها حسب الظرف التاريخي أو المكاني.

أفغانستان قبل الإسلام

وقال الكاتب الأفغاني، محمد نسيم قريشي في كتابه الظروف الإجتماعية لأفغانستان في فترة ظهور الإسلام فيقول: كانت أفغانستان بلداً متشتتاً اجتماعياً آنذاك، ولم تكن هناك سلطة مركزية وكان البلد ينقسم بين حكومات محلية عدة وهي بدورها تعزل الناس في مجموعات صغيرة منفصلة عن بعضها البعض لغرض استدامة حكمها.

وأضاف القرشي إلى أن الأديان والمذاهب المختلفة كالزرادشتية والبوذية وغيرها هي الأخرى تفصل الناس عن بعضها وهذا الأسلوب للحكم ولسيطرة الأديان صنف الناس في تصانيف مختلفة إلى جانب سيطرة النظام الإقطاعي وملوك الطوائف زاد من حدة الاختلاف بين فئات المجتمع وحسب ما ذكره الجغرافيون العرب كان آنذاك سبعة عشر حاكما محليا في أفغانستان وكان كل منهم يعتبر نفسه هو الملك".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك