وصفت الهيئة العليا لشئون العشائر في قطاع غزة، المشاهد المروعة لغرق خيام النازحين بمياه الأمطار بأنها "وصمة عار على جبين الإنسانية"، مُطلقةً نداء استغاثة عاجلا.
وحذرت الهيئة، في بيان عاجل لها، من أن عشرات الآلاف من العائلات، وخاصة الأطفال وكبار السن، يواجهون الآن خطر الموت غرقا وتجمدا بعد أن حولت الأمطار الغزيرة مناطق الإيواء إلى أوحال وبرك مائية.
كما حملت الهيئة العليا للعشائر الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي "المسئولية الكاملة والمباشرة" عن تفاقم الأوضاع، مشيرة إلى أن نقص مواد الإيواء والحصار المستمر هو ما فاقم الكارثة.
وأوضحت الهيئة أن الأوضاع المأساوية ناجمة بشكل أساسي عن سياسات التهجير القسري إلى مناطق مكتظة، ومنع إدخال مواد الإيواء المقاومة للعوامل الجوية ومعدات الصرف الصحي اللازمة، مما أدى إلى تحويل المنخفض الجوي إلى "كارثة إبادة جديدة" تضاف إلى أعباء العدوان.
وتُشير الهيئة بخطورة بالغة إلى أن تجمعات المياه الراكدة واختلاطها بمياه الصرف الصحي في مناطق النزوح المكتظة قد أدى إلى تفاقم كارثة صحية، متمثلة في الانتشار السريع للأمراض والأوبئة، خاصة بين الأطفال، مثل أمراض الجهاز التنفسي الحادة، والأمراض الجلدية، وحالات الإسهال والجفاف، محذرةً من خروج الوضع الصحي عن السيطرة في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الأدوية والمطاعيم الأساسية.
وأكدت الهيئة أن المشاهد التي فيها ينام النازحون في المياه الباردة بعد فقدان ما تبقى لهم من أغطية ومساعدات أساسية، لا يمكن السكوت عنها.
طالبت الهيئة العليا لشئون العشائر بضرورة التحرك الدولي الفوري، داعية المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، إلى ما يلي:
إعلان حالة طوارئ إيوائية: والدعوة إلى الضغط الفوري لفتح ممرات آمنة وإدخال عاجل لكميات ضخمة من الخيام المضادة للماء والوحدات السكنية المتنقلة (كرافانات) لإنقاذ الأرواح.
توفير الإغاثة اللوجستية والطبية: إدخال فوري لمعدات شفط المياه والوقود اللازم لتشغيل آليات الإنقاذ، وتوفير أغطية شتوية وإمدادات طبية لمواجهة الأوبئة المتوقعة وإغاثة المصابين بالأمراض الجلدية والتنفسية.
وقف العدوان وفتح المعابر: ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود لـ"إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يفتك الشتاء بأرواح من نجوا من القصف".