كان للتجار المصريين والسودانيين دور كبير فى دخول الإسلام إلى دولة أوغندا، أو «جوهرة إفريقيا» كما كان يطلق عليها الرحالة والمكتشفون.. فلم يكن نشاط التجار قاصرا على حمل الهدايا والبضائع إلى ملوك القبائل الأوغندية فحسب، بل كان لهم نشاط دعوى ملحوظ، كللوه بإقناع الملك داود الثانى ملك القبيلة باعتناق الاسلام، ليشق الاسلام منذ ذلك الحين طريقه بين القبائل الأوغندية، والتى تأثرت كذلك بدور الحملة المصرية لاستكشاف منابع النيل فى القرن التاسع عشر، وهى الحملة التى لعبت دورا مهما فى نشر الإسلام عبر إرسال العلماء إلى هناك للمشاركة فى العمل الدعوى.
ويحدثنا عن طقوس شهر رمضان فى هذا البلد الافريقى الاستوائى، الطالب الأوغندى الأزهرى حسن داوود، والذى مر على إقامته فى مدينة البعوث الإسلامية، نحو العام، ويقول داوود: «تشتهر أوغندا بين البلدان الإفريقية ببلد الأقزام والتماسيح وتقع مباشرة على خط الاستواء لذلك يتساوى فيها دائما الليل والنهار، ولا تتغير فيها ساعات الصوم عن أى عام، فعدد ساعات الصوم لا يزيد عن 12 ساعة، ما يعنى أن مواعيد الإفطار والسحور فى شهر رمضان، كل عام لا تتغير أبدا».
ويضيف داوود: «يعتبر الموز هو المصدر الأساسى للغذاء فى أوغندا ويتناولونه فى وجبات الإفطار والسحور، وتتصدر المائدة دائما شوربة الموز.. ويتم أيضا استخدام الموز وجبة غذائية تعرف بـ (الماتوكى) وهى عبارة عن موز مطبوخ، تعد من أشهر الأكلات التى تعرف بها أوغندا.. كما أن هناك أيضا الأفوكادو والفول السودانى المطبوخ».
وتمتاز أوغندا التى يسكنها أكثر من 10 ملايين مسلم بأنها البلد صاحب أغرب العادات فى شهر رمضان والتى تثير الدهشة فى كل العالم الاسلامى، ومن بينها أن الرجال فى قبائل (اللانجو) الأوغندية، اعتادوا ضرب زوجاتهم على رءوسهن قبل الإفطار، فتنهض بعدها المرأة لإعداد الإفطار برضاها.. كما أن من تلك الغرائب أيضا، أن الأطفال يجتمعون عند غروب الشمس للنداء على الكبار فى كل منزل للإفطار فى المنزل المختار، وتقام فيها الموائد داخل المساجد فقط.. كما لن تجد فى أوغندا المسحراتى، بينما يخرج المحتفلون بالطبول فى الشوارع وتزين الشوارع بزينة كالتى تنتشر فى شوارع مصر.