عادت إلى الساحة الإعلامية الأمريكية مؤخرًا صورة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وزعيمة الأغلبية الديمقراطية المعارضة نانسي بيوليسي، والتي ظهرت فيها تصفق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بطابع بعث على السخرية، بينما كان يخطب في الكونجراس الأمريكي، فبراير الماضي.
وانتشرت الصورة مجددًا في وسائل الإعلام الأمريكية، بعد بدء بيلوسي في الإجراءات البرلمانية لعزل ترامب، مساء الثلاثاء، بعد الكشف عن المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يحرضه فيها على التحقيق مع نجل جون بايدن، منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ وهو ما يعتبر خرقًا صارخًا للقانون الأمريكي وأحد أسباب عزل الرؤساء.
ما قصة التصفيق؟!
انتشر فيديو التصفيق بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية، بعدما ظهرت بيلوسي وكأنها تسخر من خطاب ترامب، خلال خطابه السنوي المعتاد أمام الكونجراس الأمريكي، في فبراير الماضي، لكن الحقيقة كانت غير ذلك، حيث فسرت بيلوسي الفعل الذي قامت به على أنه ترحيب وليس سخرية، معبرة: "لم يكن الأمر ساخرًا كنت أريد من الرئيس الأمريكي أن يعرف أنه كان موضع ترحيب كبير".
وربما ما أثار الشبهات حول حسن نية بيلوسي، هو أن تصفيقها جاء بعد وعد ترامب، خلال خطابه، بأنه سيساعد في نبذ سياسات الانتقام، واغتنام التعاون والوفاق، لكنه عاد ليحذر الديموقراطيين المسيطرين على مجلس النواب، من توسيع تحقيقاتهم بشأن علاقاته مع روسيا، لافتًا إلى أن التحقيقات السخيفة والمنحازة تهدد اقتصاد أمريكا.
هذا بالإضافة لانتشار الفيديو بالتزامن مع قضية التخابر المتهم فيها ترامب بتلقي تمويلات من روسيا لحملته الإنتخابية التي جرت في عام 2016، والتي فاز فيها برئاسة البلاد، وحذر وقتها خبراء أمريكيون، من أن هذه القضية قد تتسبب في عزل ترامب، لما تتضمنه من سلسلة تحقيقات حساسة تقترب في اتهاماتها من الخيانة، وما زاد الأمر خطورة هو وجود النواب الديمقراطييون الذين يسعون للإطاحة به، بفضل سيطرتهم على مجلس النواب الأمريكي.
كما أن نانسي بيلويسي تعد بمثابة العدو اللدود لترامب، فهي تتزعم المعارضين في الكونجراس الأمريكي وتترأسه، ودائمًا ما توجه اتهامات وانتقادات لاذعة لترامب اعتراضًا على سياسياته غير المرضية للتيار المعارض، وكانت أبرز الخلافات بينها بينه تتمثل في ملف الهجرة واللاجئيين.
لماذا من المحتمل عزل ترامب؟
كشفت تفاصيل المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي أفرج البيت الأبيض عنها في نسخة مكتوبة، الأربعاء، أن ترامب "دفع مرارًا وتكرارًا" للتحقيق مع نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وابنه، بحسب "CNN" الأمريكية.
وأظهر نص المحادثة أن ترامب طلب من الرئيس الأوكراني العمل مع محاميه الشخصي، رودي جولياني، والمدعي العام الأمريكي ويليام بار بشأن هذه القضية، لكن بيان وزارة العدل الأمريكية، الصادر، الأربعاء، قال إن ترامب لم يطلب من بار العمل على هذه القضية.
وخلال المكالمة، وافق الرئيس الأوكراني بالفعل على طلب ترامب، وقال زيلينسكي: "بما أننا فزنا بالأغلبية المطلقة في برلماننا، فإن المدعي العام المقبل سيكون 100% رجلي، ومرشحي وسوف ينظر في الموقف على وجه التحديد إلى الشركة التي ذكرتها في هذه المسألة (الشركة التي يعمل فيها ابن بايدن)، مسألة التحقيق في القضية هي في الواقع مسألة التأكد من استعادة الأمانة حتى نعتني بذلك وسنعمل على التحقيق في القضية".
ويستند الديمقراطيون في الكونجرس على تلك المحادثات التي جرت في 25 يوليو الماضي، للمساعدة في تسهيل إجراءات عزل ترامب.
إقرأ أيضا:
ماذا قال ترامب بعد تسريب المكالمة التي قد تتسبب في عزله؟