السؤال الأكثر ترددا مع بداية فصل الشتاء وما يتبعه من تساؤلات عن أهمية تناول لقاح الإنفلوانزا وهل يضمن الوقاية من المرض؟
تشترك الإنفلوانزا ونزلة البرد فى أنهما مرضان فيروسيان يصيبان الجهاز التنفسى والذى يبدأ من الحلق والأنف ومجارى التنفس والقصبة الهوائية ثم أنسجة الرئة.
الفروقات تعود لخصائص الفيروسات المختلفة وطبيعة الأعراض التى تنشأ نتيجة لغزوها الجهاز التنفسى وتداعياتها.
فيروسات الإنفلونزا الموسمية تنقسم لثلاثة أنواع A - B - C تتنوع فيروسات المجموعة «A» لأنماط عديدة فرعية وفقا لتوليفات معينة من بروتينين مختلفين على سطح الفيروس بينما تنفصل إلى مجموعتين فى حالة الفصيلة «B» بينما يسبب النوع «c» دائما إصابات خفيفة نوعا ما لذا فمصل الإنفلوانزا غالبا ما يتم تصنيعه من المجموعة «B» و«A».
أما نزلات البرد فيسببها أكثر من ٢٠٠ نوع من الفيروسات لذا لا يمكن تصنيع لقاح واقٍ لها.
أعراض نزلة البرد تبدو أخف وطأة من أعراض الإنفلوانزا ففيها لا تزيد درجة الحرارة غالبا على ٣٨٫٥ درجة مئوية يرافق ذلك سيلان الأنف وألم بالحلق وسعال وعطس وإعياء وآلام فى العضلات وصداع، بينما أعراض الإنفلوانزا تبدو أكثر حدة فدرجات الحرارة قد تتجاوز ٣٩ درجة مئوية مع انسداد فى الأنف ونوبات من التعرق والرجفة وربما الإحساس بالبرودة مع الحرارة وصداع وسعال جاف حاد وغثيان وفقدان للشهية.
أما إذا أصابت الإنفلوانزا الطفل فيجب عرضه على الطبيب خاصة إذا ما تخطت الحرارة ٣٩ درجة مئوية وبدت الأعراض أكثر حدة كسماع أصوات صفير الرئة أو بدأ فى الشكوى من ألم فى الأذن أو تغيير فى وعى الطفل.
ولأن العدوى فى الحالتين فيروسية فإن المضادات الحيوية غير مجدية وإنما ينصب العلاج على الأعراض فيتباين بين مخفضات الحرارة ومسكنات الألم والسوائل ومراعاة عدم تناول مضادات السعال وأدوية الزكام والبرد للأطفال.
تلعب السوائل دورا مهما فى تخفيف آلام الإنفلوانزا ونزلة البرد لذا يجب تناول السوائل فى صورها المختلفة مثل أنواع الحساء خاصة حساء الدجاج الذى يقال إنه علاج أساسى لنزلات البرد فالبخار المتصاعد منه أفضل منبه للمجارى الهوائية والتنفسية لاختلاط البخار الساخن برائحة محتويات الحساء من بصل وتوابل خاصة الفلفل الأسود هى وصفة قديمة لكنها صالحة على مر الزمان