أعاد النيجيري أديمولا لوكمان الهدوء إلى أجواء أتالانتا بعد أشهر صعبة عاشها النادي واللاعب معًا، بعدما قاد فريقه للفوز بثلاثية نظيفة على آينتراخت فرانكفورت خارج الديار، في الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا، في ليلة أكد فيها النجم الدولي أنه عاد إلى مساره الصحيح، داخل الملعب وخارجه.
شهدت المباراة واحدة من أفضل نسخ أتالانتا هذا الموسم، إذ فرض الفريق سيطرته الكاملة في ألمانيا وخرج بثلاثة أهداف حملت توقيع لوكمان وإيدرسون وشارل دي كيتيليري، إضافة إلى ثلاث كرات ارتطمت بالقائم والعارضة، لتعلن عن هيمنة هجومية واضحة تحت قيادة المدرب الجديد رافاييل بالادينو، الذي حصد أول انتصار له بعد الخسارة من نابولي 3-1 في ظهوره الأول.
عودة لوكمان جاءت متزامنة مع استعادة الثلاثي الهجومي الشهير الذي حسم لقب الدوري الأوروبي في 2024، بعد اكتمال تعافي جيانلوكا سكاماكا من إصابته القاسية في الرباط الصليبي.
وظهر التناغم سريعًا بين لوكمان وسكاماكا ودي كيتيليري، وهو ما عبّر عنه النجم النيجيري بقوله: "اللعب مع لاعبين بهذه الجودة يجعل الأمور أكثر سلاسة. علينا الحفاظ على هذا الإيقاع ونقله إلى الدوري".
بالادينو من جانبه أعاد التأكيد على فلسفته الهجومية التي تعتمد على الجرأة والضغط العالي، وهي أفكار لمسها اللاعبون سريعًا وظهرت بوضوح في أداء الفريق أمام فرانكفورت.
وقال لوكمان تعليقًا على الطريقة الجديدة: "المدرب لديه رؤية واضحة لكرة هجومية ممتعة، وهذا انعكس في الأهداف التي سجلناها. الروح القتالية والضغط جزء من هوية أتالانتا، وعلينا الاستمرار في ذلك".
لكن الجانب الأكثر حساسية جاء خلال مداخلة باولو دي كانيو في الاستوديو التحليلي، عندما طرح سؤالًا مباشرًا على لوكمان بشأن قدرته على إعادة بناء علاقته مع الجماهير بعد صيف كان مليء بالأزمات حاول فيه اللاعب بكل قوة الانتقال إلى إنتر ميلان، لكن الصفقة انهارت رغم إصراره على الرحيل.
لوكمان ردّ بحذر وهدوء، قائلًا: "ما حدث قد حدث. كانت هناك الكثير من الأمور.. بعض الناس يعرفون جزءًا منها، لكن هناك أمور أخرى لا يعرفونها."
ثم أضاف: "الآن ليس وقت الحديث عن الماضي. الوقت الآن للعمل والانتصارات. تركيزي بالكامل مع الفريق، ونحن نعمل كل يوم كي نصبح أقوى".
تصريحاته كشفت عن وجود تفاصيل غير معلنة ربما لعبت دورًا في الأزمة، لكنها عكست كذلك رغبة حقيقية في تجاوز المرحلة وفتح صفحة جديدة مع النادي والجماهير.
أتالانتا بدوره يبدو أنه بدأ يتنفس من جديد مع بالادينو، ومع استعادة لاعبيه الأساسيين، بينما يحاول لوكمان إثبات التزامه تجاه الفريق عبر الأداء قبل الكلمات، في انتظار ما إذا كانت هذه المصالحة الصامتة ستكتمل مع نهاية الموسم.