اختارت اللجنة العليا لمعرض الكتاب فى دورته الـ49، الكاتب المسرحى والأديب عبدالرحمن الشرقاوى ليكون شخصية المعرض، وذلك تقديرا لقيمته فى حركة الأدب والثقافة العربية، فهو واحد من رواد القصة والمسرحية الشعرية، والسيرة والتراجم، وصدرت له أربعة روايات هى «الأرض»، «قلوب خالية»، «الشوارع الخلفية»، و«الفلاح»، ومن أهم مسرحياته «الحسين ثائرا»، «الحسين شهيدا»، و«مأساة جميلة»، وكتب مؤلفات عديدة فى السيرة الإسلامية منها «محمد رسول الحرية»، «على أمام المتقين»، «ابن تيمية الفقيه المعذب»، و«الفاروق عمر»، وفى السطور التالية نلقى نظرة سريعة على أبرز اعمال الشرقاوى.

«مأساة جميلة»
مسرحية شعرية من 5 فصول قدم فيها عبدالرحمن الشرقاوى عام 1961، صورة كاملة وكاشفة عن الثورة الجزائرية، بلد المليون شهيد. وكفاح الشعب الجزائرى ومقاومته للاحتلال الفرنسى، وهى مأخوذة من قصة بطولة المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» والتعذيب القاتل الذى عانته فى معتقلات وسجون الاحتلال الفرنسى، وعرضت مسرحية «مأساة جميلة» للمرة الأولى على خشبة المسرح القومى المصرى، ولعب دور البطولة عايدة عبدالجواد، وقام بإخراجها الفنان حمدى غيث.

«الحسين شهيدًا»
يتناول عبدالرحمن الشرقاوى، فى مسرحيته الحسين شهيدا، قصة مقتل سيدنا الحسين بن على، وتلك الدماء التى سآلت منذ عصور، ولا تزال تشغل عقول الأمة الإسلامية إلى وقتنا الحاضر، مصور ذلك الصراع الدائر على السلطة باسم الدين، والفتن والقتل والدماء الذى لاحق تلك المذبحة وظل لعقود طويلة بعدها، ليجعل من تلك المأساة قضية الإنسان المدافع عن الحق والمقاوم بشجاعة للظلم والاستبداد والتسلط، فى كل زمان ومكان، وتم تحويل نص «الحسين شهيدا» إلى خشبة المسرح المصرى، بطولة عبدالله غيث، وسيمحة أيوب، وإخراج كرم مطاوع.

«عرابى زعيم الفلاحين»
اتخذ عبدالرحمن الشرقاوى من سيرة الزعيم أحمد عرابى قصة مسرحيته «عرابى زعيم الفلاحين» حيث تميزت بتجسيدها لعدد كبير من الشخصيات التاريخية والتنويرية المصرية فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
يصور الشرقاوى عبر فصول مسرحيته الشعرية الروح الوطنية المصرية الأصيلة كما تجسدت فى الصراع العنيف الذى دار بين الزعيم الوطنى الثائر أحمد عرابى ومن ورائه جموع الشعب المصرى وبين القيادة السياسية الخائنة ممثلة فى حاكم مصر آنذاك المدعوم بقوة الجيش البريطانى، سينتهى الصراع بالاحتلال الإنجليزى لمصر لكن تستمر جذوة الوطنية مشتعلة متوهجة عبر الزعامات المخلصة والرموز الفكرية التنويرية.

«الأرض»
ملحمة عبدالرحمن الشرقاوى الخالدة، والتى استطاع من خلالها تجسيد الظلم والاضطهاد الذى يتعرض له الإنسان من صاحب السلطة، وتأثير الشيوخ ورجال الدين على الناس لنيل رضى الحاكم، أو تفاديا لشره، ومدى فداحة الجهل على أصحابه، أختار «الشرقاوى» الريف والقرية المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين، ليجسد من خلاله التناقضات التى يعانى منها المجتمع، ليكشف أن أن الظلم هو السبب الأول والرئيسى الأول لقيام الثورات.
رواية الأرض تم تحويلها إلى فيلم مصرى للمخرج يوسف شاهين، ولعب أدوار البطولة فيه محمود المليجى، وعزت العلايلى، ونجوى إبراهيم، ويحيى شاهين، وتوفيق الدقن، وحمدى أحمد، وعبدالورث عسر، وعبدالرحمن الخميسى، وحصد الفيلم المركز الثانى ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء للنقاد فى الاحتفال بمئوية السينما المصرية.

«ابن تيمية.. الفقيه المعذب»
يسلط عبدالرحمن الشرقاوى، فى كتابه الضوء على سيرة الفقيه المعذب شيخ الإسلام ابن تيمية من جوانب متعددة منها: حياته واجتهاده فى تحصيل العلم، ومناقشاته مع علماء عصره، وقصة جهاده بنفسه وبعلمه فى صد الهجمات التتتاريه على الأمه.
بأسلوبه الشيق الذى يتميز بالسهولة، وبلغة أدبية رشيقة، يروى الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى، سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية، بطريقة تشعر معها وكأنك تشاهد حياته وعصره، بكل الفتن والصراعات الكبيرة به.