أكثر ما يسعد الكاتب، هو حالة التفاعل والتجاوب من جانب قرائه مع مايكتبه، وأن يكون في صدارة صفوف القراء والمتفاعلين مع النص الأدبي "طفل" شغوف ومغرم بالقراءة، تكون السعادة مضاعفة، وهو ماجرى مع الكاتبة رحمة ضياء، والتي كانت بطلة مشهد جرى خلاله لقاء مبهج وشيق مع أحد قرائها في جناح دار الشروق بصالة 1 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
"كانت أول رواية اقرأها في حياتي، اشترتها من فلوس أول شغل ليا"، بتلك الكلمات الرقيقة، كشف الطفل يوسف عن وقوعه في إعجاب نص الكاتبة رحمة ضياء، رواية "النقشبندي" الصادرة عن دار الشروق، حيث تحدث بشغف عن أن هذا العمل هو أول رواية يقرأها في حياته، وأنه قد اشتراها بأول مبلغ حصل عليه مقابل عمل قام به.
خطف الطفل يوسف أنظار الحضور، حينما حرص على أن يكشف للكاتبة رحمة ضياء عن تلك القصة التي أثارت إعجاب الجميع، حيث اهتم يوسف أن يحكي لها مقدار حبه لما تكتبه، وأنه قد أصر على أن يحصل عليها من ماله الخاص.
"أعجبتني رواية النقشبندي وشجعتني أن أقرأ مزيد من الروايات الأخرى"، من تلك الكلمات استشعر الحضور، مقدار صدق يوسف، الذي أظهر إعجابه برواية النقشبندي، فقررت نانسي حبيب مسؤول النشر بدار الشروق، أن تشجعه على المضي في طريقه نحو القراءة، واستكمال مشوار النهم في الأعمال الروائية الواحد تلو الآخر، وقررت أن تكافئه بأن يحصل مجانا على أي إصدار يعجبه من إصدارات دار الشروق كهدية، ليفاجئ يوسف الجميع بأنه اختار الرواية الثانية لرحمة ضياء "سيدة القرفة".
وقد أثار الطفل يوسف حماس الكاتبة نورا ناجي، والتي بادرت بمنحه أحدث أعمالها، رواية "سنوات الجري في المكان" هدية منها.
وكانت رواية "النقشبندي" قد فازت بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول عام 2021، وجاء في حيثيات الفوز: «الرواية تحاولُ بناءَ سيرة مُتخيَّلة للمُنشد الصوفي الشهير؛ الشيخ سيد النقشبندي، وهي سيرة لم يتم تناولها من قبل. قدمت الكاتبةُ النص الفائز بإحكام لُغوي واضح، يمزج الواقع بالخيال بطريقة مُقنعة على الصعيد الفني. يكشف النص عن جهد كبير بذَلته الكاتبة خلال مراحل البحث وعبر التناول الفني المُتميز لشخصيات العمل» قبل أن تصدر عن دار الشروق عام ٢٠٢٢.