«بنات الباشا» لنورا ناجي.. نصوص أدبية مشوقة على موعد مع تحويلها إلى فيلم سينمائي - بوابة الشروق
الأربعاء 30 أبريل 2025 11:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

«بنات الباشا» لنورا ناجي.. نصوص أدبية مشوقة على موعد مع تحويلها إلى فيلم سينمائي

نورا ناجي
نورا ناجي
أسماء سعد
نشر في: الجمعة 28 أبريل 2023 - 7:18 م | آخر تحديث: الجمعة 28 أبريل 2023 - 7:18 م

«نصوص تفيض بالمشاعر الإنسانية والتفاعلات المرهفة، جرى التعبير عنها فى قالب روائى فريد»، هى رواية «بنات الباشا» الصادرة عن دار الشروق، للكاتبة والروائية نورا ناجى، حيث يحتفى الوسط الأدبى لتحويلها إلى عمل سينمائى، ليغادر النص صفحات الكتاب إلى محطة إبداعية فنية أخرى، حيث أعلنت الكاتبة نورا ناجى، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، تحويل رواية «بنات الباشا»، إلى فيلم سينمائى، من إنتاج شركة العدل جروب، سيناريو السيناريست محمد هشام عبية، وإخراج محمد العدل.

وعبرت نورا ناجى فى روايتها «بنات الباشا» عن العديد من التجارب الإنسانية والمشاعر المرهفة، التى جرى طرحها باستفاضة، من خلال ١٠ قصص لعشر سيدات، مركزهن كوافير شهير أو مركز تجميل فى حى هادئ، وحمل هذا الكوافير دلالة مكانية محورية، باعتباره محراب النساء وقبلة اعترافاتهن، ومنه يبدأن فى سرد حكاياتهن المشوقة، فالجميع يعانى من جرح نافذ فى قلبه وروحه، الجميع عانى من ظلم الأهل أو الزوج أو الظروف أو الحرب.

ووسط تلك الخطوط الروائية المتماسكة التى لها قدر كبير من الرهافة التى تم التعبير عنها بسلاسة واضحة، يظهر «الباشا» أمام تلك النماذج النسائية المتعطشة إلى مد يد العون لإنقاذهم من حالة الضياع والتشتت، فى نص روائى يشعر معه القارئ بأن جميع من ظهروا فيه يصلحون لأن يكونوا أبطال العمل.

تم افتتاح الرواية بخبر انتحار نادية، ومن ثم تم استعراض ما فعلته مع كل فتاةٍ وكيف استطاعت امتصاص أحزانهم، على الرغم من أن كل فتاة كانت بطلة قصتها، إلا أننى شعزر قوى يتسلل للقارئ بأن نادية هى شخصية محورية ولديها فائض ومخزون حقيقى من المشاعر التى يمكن من خلالها أن تمنح الدعم لجميع من حولها، كى يبدأوا من جديد ليروا فى أنفسهم استحقاقا للحب والحياة.

وقد مضت الكاتبة نورا ناجى فى رواية «بنات الباشا» لرصد قصص النساء اللاتى فقدن الأمل والرغبة فى الحياة، ليحتشد هذا العمل الأدبى المميز بالعديد من التساؤلات: ماذا لو كان هناك فتاة ترصد هذه الحكايات، وتحاول أن تمنح صاحباتها الأمل والحق فى الحياة؟ وماذا سيحدث لو تغيرت نهايات القصص واستطاعت هذه الفتاة أن تهزم الحزن والمرض والإحباط والخوف لديهن حتى لو كان فى هذا نهايتها هى؟

أسلوب نورا ناجى السردى فريد من نوعه، تشعر معه بأنك جالس مع أبطال العمل على طاولة واحدة، تشعر بكونهم حقيقين لأقصى درجة، تتلمس مشاعرهم ومدى صدق حكاياتهم، وهو ما ساهم فيه وجود ما يشبه «خط بيانى متصاعد» فى رسم الشخصيات وتعدد الأصوات الذى جاء كأحد أهم التقنيات المميزة لرواية «بنات الباشا».

تعد رواية «بنات الباشا» من الأعمال الأدبية التى تتميز بكثرة الأحداث والتى تمتد على 280 صفحة، مما يجعل القارئ يشعر بحالة من الانجذاب خلال قراءته فصول الرواية، حيث يحاول بذل قصارى جهده لعدم تفويت أى حدث مهم، مما تحويه الصفحات باستمرار، حيث تضم كل صفحة من صفحات هذه الرواية عددا كبيرا من الأحداث المثيرة التى تجعل القارئ فى حالة تأهب لمعرفة نهاية المفارقات المثيرة التى تخبئها الرواية.

لكل شخصية حكايتها المختلفة فى «بنات الباشا»، ولكن ثمة روابط مشتركة بين كل تلك الحكايات المشوقة، أولهما الألم، وثانيهما شخصية «الباشا»، فكل من «منى، نادية، جيجى، زينب» يعانين قدرا كبيرا من الألم والقهر، يتم التعبير عنه بلغة قوية تمتزج مع بعض العبارات الفلسفية شديدة العمق وكثيرة الأبعاد ولكنها مدروسة للغاية، تتحدث عن المكامن النفسية لأبطال الرواية، الأمر الذى غلف النص بحيوية طاغية وملموسة.

جرى حبك أحداث تلك الرواية، التى شكلت مادة خصبة لتحويها إلى عمل فنى سينمائى، بين حوادث «الانفجار والانتحار»، وسط ربط متقن بين الشخصيات بذكاء شديد، حيث تضمنت تسلسلًا زمنيًا ومكانيًا للأحداث، بالإضافة إلى التطور التدريجى للشخصيات، وتعدد الأصوات دون الخروج عن الإطار الرئيسى للحبكة، مع إمعان فى رصد الأبعاد الثلاثة لكل شخصية؛ النفسية والاجتماعية والشكلية.

يشار إلى أن نورا ناجى؛ هى صحفية وروائية مصرية، من مواليد طنطا سنة 1987. تخرجت فى كلية الفنون الجميلة، وتعمل مدير تحرير موقع «نواعم» النسائى، وتنشر مقالاتها فى موقع نون ومجلة فنون. عملت محرِّرة لقسم المرأة فى عدة صحف ومواقع مصرية وعربية، وصدرت لها ثلاث روايات: «بانا» عام 2014، «الجدار» عام 2016، و«بنات الباشا» عام 2017، التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس عام 2018، و«أطياف كاميليا» 2021، و«سنوات الجرى فى المكان» 2023، فضلا عن مجموعة قصصية «مثل الأفلام الساذجة»، وكتاب «الكاتبات والوحدة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك