في إطار حرص وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في مكتبة القاهرة الكبرى، على تسليط الضوء على أهمية حماية الحقوق الفكرية للمبدعين ودورها في تحقيق التنمية الثقافية والعلمية، وتنشيط الأجيال الجديدة على الابتكار والإبداع ضمن إطار قانوني يضمن لهم كافة حقوقهم، نظمت المكتبة تحت رعاية معالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وإشراف يحيى رياض يوسف، مدير عام المكتبة، احتفالية ثقافية بعنوان: "الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية".
تأتي هذه الاحتفالية ضمن الجهود المستمرة لتشجيع الوعي المجتمعي بأهمية حماية حقوق المبدعين والمخترعين في كافة المجالات، سواء الفنية أو الأدبية أو العلمية أو الصناعية، وتعزيز الملكية الفكرية كركيزة أساسية للتنمية الثقافية والاقتصادية. وشهدت الفعالية حضورًا متميزًا لمتخصصين في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية، من بينهم المستشارة الدكتورة جيهان فرحات، رئيس المجلس المصري للابتكار والإبداع، وخبيرة الملكية الفكرية والمحكم الدولي المعتمد، والدكتور أحمد ماهر رفاعي، رئيس الجمعية العلمية للملكية الفكرية. أدار اللقاء الكاتب يحيى رياض، مدير عام المكتبة، بحضور عدد من المهتمين بقضايا الملكية الفكرية.
وأكد المتحدثان على أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية في مصر، حيث تم التأكيد على أنها منصوص عليها في القانون المصري ولائحته التنفيذية. كما تم مناقشة التحديات والفرص المتعلقة بحماية حقوق الابتكار والإبداع وسبل نشر ثقافة احترام الحقوق الفكرية في المجتمع، بما في ذلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة. تم أيضًا التركيز على أهمية الملكية الفكرية وأنواعها المختلفة، والانتهاكات التي قد تتعرض لها، مع تسليط الضوء على مكانتها في التشريعات والقوانين، خاصة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة التي تضمن حماية المبدعين لمصنفاتهم الأدبية والفنية.
وفي جانب آخر، تم استعراض جهود بعض المؤسسات الكبرى والمنظمات الدولية، مثل دول الاتحاد الأوروبي، في دعم تقنيات رقمنة المعلومات لمكافحة الانتحال والسرقة الفكرية. كما تناول اللقاء بعض البرامج الإلكترونية الحديثة التي تتيح فحص المحتوى لمواجهة السرقات العلمية والفكرية، مؤكدين على أهمية رفع مستوى الوعي والمعرفة لدى المبدعين والمبتكرين لحماية أعمالهم من الانتهاكات الفكرية.
وفي ختام اللقاء، أكد المشاركون على ضرورة تفعيل التشريعات والقوانين المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، لحماية الفكر والإبداع من محاولات السرقة والتعدي. كما تناول الحوار دور هذه التشريعات في تحفيز المناخ الداعم للابتكار في مصر.
وقد خرج المشاركون في اللقاء بعدة توصيات هامة، أبرزها ضرورة تسجيل الأعمال الفكرية لحمايتها من السرقة أو النشر تحت مسميات أخرى، وتطوير برمجيات إلكترونية متخصصة للكشف عن الاقتباسات والسرقات العلمية والأدبية، إلى جانب نشر وتوضيح بنود قانون الملكية الفكرية لتوعية المجتمع بحقوقهم وواجباتهم القانونية. كما تم التأكيد على ضرورة زيادة الوعي لدى الباحثين والمفكرين وأصحاب المشاريع لمنع انتهاكات الحقوق الفكرية والأدبية والعلمية.