بعد إغلاق شاطئين جراء ارتدائه.. «الشروق» ترصد 10 أعوام من الجدل الفرنسي حول «البوركيني» - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 3:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إغلاق شاطئين جراء ارتدائه.. «الشروق» ترصد 10 أعوام من الجدل الفرنسي حول «البوركيني»

إنجي عبدالوهاب:
نشر في: الجمعة 28 يونيو 2019 - 2:03 م | آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2019 - 2:03 م

بين كونه حرية شخصية أو رمزًا للتشدد لا يزال «البوركيني» يثير جدلًا في الأوساط الفرنسية طفا على السطح منذ العام 2016، عقب حادث الدهس الشهير الذي وقع في مدينة "نيس"؛ إذ ينظر البعض لحظره أنه اعتدائًا على الحريات، فيما يعتبره البعض الأخر ضرورة للحفاظ على مباديء علمانية الدولة التي يكفلها القانون والدستورالفرنسي.

وعقب إعلان عمدة مدينة جرونويل إغلاق مسبحي «جين بورن» على إثر تجمهر بعض الناشطات داخل هذا المسبح اعتراضًا على حظر ارتداء البوركيني، تستعرض الشروق جانبًا من محطات الجدل حوله والذي بدأ قبل 10 أعوام في السطور التالية:

أصدر رئيس بلدية مدينة جرونوبل الفرنسية بيانا يعلن فيه إغلاق مسبحين في مدينته رغم موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد، أمس، على إثر ضجة أثارتها مجموعة من النساء اللاتي أصررن على السباحة بالبوركيني في هذين المسبحين، الأحد الماضي، رافعات لافتات مناهضة لحظره وفق حملة حقوقية دشنتها مجموعة "تحالف المواطن".

وتناهض بعض المنظمات الحقوقية حظر البوركيني، وتعتبره تميزًا ضد النساء، الأمر الذي يثير جدلًا في الأوساط الفرنسية حتى أن أريك سيوتي، ممثل الحزب الجمهوري اليميني علق عليه قائلًا: "لا مكان للبوركيني في فرنسا"، بحسب ما أورته فرانس 24.

زي الشاطيء الإسلامي "بوركيني" ظهر في عام 2004 على يد المصممة الأسترالية عاهدة زانيتي، ذات الأصول اللبنانية، وبدا مثيرًا للجدل منذ ظهوره، خاصة في الأوساط الأوروبية التي تعتبره رمزًا للإسلام السياسي، وإشارة إلى التشدد الذي يتعارض ومباديء العلمانية في بلادها.

 

 

- جدال عمره 10 أعوام مدينة

أمًا في فرنسا، التي تضم أكبر عدد من مسلمي أوروبا، فالجدل بشأن هذا الموضوع مستمر منذ 10 أعوام، فحظر البوركيني على الشواطي الفرنسية إشكالية متجددة؛ إذ بدأت في مايو 2009 بعدما طُردت إحدى النساء من حمام سباحة بمدينة "نيس" جراء ارتدائها له لأسبابًا، قال رئيس البلدية آنذاك إنها "تتعلق بالنظافة الشخصية"، فضلًا عن عدم سماح القوانين الفرنسية بالسباحة بملابس يحظر ارتدائها في بعض المناطق العامة.

كان الحادث ضمن الجدال الدائر حول إمكانية ارتداء الحجاب أو حظره في فرنسا وفق القانون الذي تم إقراره في العام 2004 لمنع المعاملات الدينية في المؤسسات التربيوية وبناءًا عليه تم حظر ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، الأمر الذي فتح المجال أمام انسياب قوانين أخرى مشابهة إلى الفضاء العام تأكيدًا على مبدأ علمانية الدولة، وهو ما تم إقراره بقانون فرنسي جديد في العام 2010، حين بادرت فرنسا بالتصويت على قانون يحظر ارتداء الحجاب في الفضاء جرى تطبيقه منذ العام 2011، في سابقة كانت الأولى من نوعها في الفضاء الأوروبي ذو الطابع العلماني، ومنذ ذلك الحين تصاعد الجدال الدائر حول ارتداء الحجاب عامة وزي البحر الإسلامي (البوركيني)؛ لتنقسم الأوساط الفرنسية إلى فريق يؤيد حظر ارتداءه باعتباره رمزًا للإسلام السياسي المتشدد، وفريق أخر يعتبره مساحة شخصية لا يجب المساس بها.

- عمدة «ويسو» يجدد الحظر

تجدد حادث طرد مرتديات البوركيني من الشواطي الفرنسية في العام 2014 عقب تحركات لبعض الأصوات اليمينية الرافضة لتواجد المهاجرين على الأراضي الفرنسية، ومطالبتها بحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة لا سيما الشواطيء ومدرجات المسارح، ففي مطلع يوليو 2014 حظر عمدة مدينة «ويسو» الفرنسية ارتداءه عقب منعه سيدتين محجبتين من ارتياد شاطي ويسو الاصطناعي لحضور مناسبة سنوية تقام به كل عام، متخذًا قرار بحظر الحجاب على شواطيء المدينة كافة، الأمر الذي نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية.

فيما دافع ريشار ترينكيه عن طرده للمحجبتين، قائلاً: "إنه يتمسك بإرساء مباديء العلمانية، في سياق الحفاظ على الأمن العام، وأن ارتداء البوركيني يتعارض ومبدأ التعايش مع الأخر" وبحسب تعبيره، اعتبر بعض المدافعين عن الحريات وعلى رأسهم جماعة «مناهضة معاداة الإسلام CCIF» طرد المحجبتين اعتداء على حريتهن الشخصية في اختيار الزي الأنسب لهن، ثم علقت المحكمة الإدارية في فرنسا قرار عمدة ويسو عقب جدال دام لنحو إسبوعين.

- حادث الدهس وتصاعد وتيرة الجدل

وعقب حادث الدهس الشهير الذي قام به متطرف من أصول تونسية في مدينة نيس في يوليو 2016 وأسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة نحو 400آخرين، أثناء احتفال فرنسا بعيدها الوطني، تصاعدت وتيرة الإسلاموفوبيا ولتطفو على السطح مجددًا دعوات منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة خوفًا من "انتشار الإرهاب"، وتزايدت المطالبات بحظر ارتداءه في الأماكن العامة بقوانين أكثر صرامة، فمنذ ذلك الحين حظر عمدة مدينة نيس ارتداء الحجاب بها، وتم حظر ارتداء البوركيني على شواطئها وفق قرار رسمي يقضي بتغريم المخالفات للقرار، الأمر الذي قوبل بتأييد كبير من اليمين المعارض لتواجد المهاجرين على الأراضي الفرنسية، فيما قوبل بالرفض من بعض قوى اليسار والمنظمات الحقوقية.

 

 

- 20 مدينة تقرر حظر ارتداءه

في أغسطس 2016 وبعدما قرر عمدة مدينة "كان" حظر ارتداء البوركيني داخل شواطئ المدينة أيضًا، اتبعت القرار نحو 20 مدينة فرنسية أخرى كـ"فيلينيوف لوبيت"، و"كورسيكا"، حتى تحولت أنظار العالم إلى فرنسا في 24 أغسطس2016، عقب حادث إجبار رجال الشرطة في مدينة نيس سيدة محجبة على خلع البوركيني أمامهم بطريقة اعتبرها المدافعون عن الحريات "مهينة"، وبها "تعد صارخ على الحرية الشخصية" لتنقسم الأوساط الفرنسية حول حظره إلى فريقين.

وفي مايو 2018، بدأ تحالف مواطني "جرينيول" حملة إلكترونية للمكالبة بحق النساء في اختيار الزي الذي يتناسب معهن من دون تمييز ودعا إلى توقيع عريضة لمناهضة حظر البوركيني في المدينة شارك فيها أكثر من 600 مسلمة وأخريات لحث عمدة جرينوبل، إريك بيول، على تغيير القواعد التي تحكم ملابس السباحة العامة في المدينة، لكن وعقب عدم استجابته قامت بعض الناشطات بالاحتشاد لدى أحد المسابح بالمدينة مرتديات البوركيني، الأمر الذي آثار جدلًا في الأوساط الفرنسية واعتبره، ماتيو تشاموسي، عضو جزب الجمهوريين خطوة تقدمية للإسلام السياسي وتراجع لقضية المرأة.

ليتأجج الجدل حول ارتداء البوركيني مجددًا وتنقسم الأوساط الفرنسية حول حظره بين فريق يراه اعتداءًا على الحرية الشخصية للمسلمات، وأخر يوجب حظره حفاظًا على علمانية الدولة، وهو جدل لم تتمكن السنوات الـ10 السابقة من إنهائه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك