في قلب المتحف المصري بالقاهرة، تقف مقصورة الإلهة حتحور شامخة كواحدة من أبرز وأروع القطع الأثرية التي تسرد فصلاً ثريًا من تاريخ العقيدة المصرية القديمة.
وبحسب بيان المتحف، تضم المقصورة تمثالاً فريدًا للإلهة حتحور، وتم اكتشافها خلال أعمال التنقيب التي أجراها عالم الآثار الشهير إدوارد نافيل "1844-1926" ضمن بعثة جمعية استكشاف مصر في منطقة الدير البحري بالأقصر.
وأضاف المتحف، أن المقصورة تعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث "نحو 1479–1425 قبل الميلاد"، وأكمل تشييدها ابنه الملك أمنحتب الثاني، وخُصصت لعبادة الإلهة حتحور في صورتها الحيوانية على هيئة بقرة، وهي هيئة ارتبطت بالجانب الغربي لطيبة، حيث نُحتت المقصورة داخل الجبل، في تصور مجازي يعكس خروج البقرة من الجبل، الذي كان يرمز إلى العالم الآخر في العقيدة المصرية.
تُظهر النقوش الدقيقة على المقصورة نباتات البردي إلى جانبي كتفي البقرة، في إشارة إلى أحراش الدلتا، موطن ميلاد الإله حورس.
كما تُجسد الملك في وضع تعبدي وهو راكع ويرضع من الإلهة، في مشهد يجسد العلاقة المقدسة بين الملك والإلهة، تم العثور على هذه المقصورة داخل معبد الملكة حتشبسوت في الدير البحري، وترجع إلى منتصف الأسرة الـ18 "حوالي 1450–1400 قبل الميلاد".
وأشار البيان، إلى أنها صُنعت من الحجر الجيري الملوّن، وتبلغ أبعادها: ارتفاع 225 سم، عرض 157 سم، وطول 404 سم. وتحمل رقم السجل العام 38575، ورقم السجل الخاص بالقسم الرابع 11549.
وتعرض المقصورة حاليًا في قاعة 12 بالطابق الأرضي في المتحف المصري، حيث تستوقف زوارها بجمال تفاصيلها وقدسيتها التي عبرت العصور.