سعر الدولار يهزم الفوانيس المصرية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سعر الدولار يهزم الفوانيس المصرية

تحقيق ــ وفاء فايز:
نشر في: الإثنين 29 مايو 2017 - 10:47 ص | آخر تحديث: الإثنين 29 مايو 2017 - 10:53 ص

60% ارتفاعًا فى الأسعار عن العام الماضى.. وتجار: «إحنا بنخسر» وحركة البيع والشراء تراجعت للنصف

الورش تستعين بـ«ستات البيوت» لتركيب الفانوس بجنيه واحد
مواطنون: «الفانوس بـ50 جنيهًا.. ونشترى نص كيلو لحمة لأولادنا أحسن»
شعبة لعب الأطفال: الفوانيس المستوردة فى السوق بواقى استيراد أو مهربة.. وزيادة تكلفة مستلزمات الإنتاج سبب ارتفاع الأسعار
شهدت أسعار الفوانيس ارتفاعا كبيرا هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، وتراجع حجم المبيعات للنصف تقريبا بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، حيث زادت أسعار جميع مستلزمات صناعة الفوانيس مثل البلاستيك واللمبات وماكينات الصوت والخشب، الأمر الذى يهدد الصناعة المحلية.
ورصدت «الشروق» اختفاء ملحوظا للفوانيس المستوردة وإشباع الأسواق بالفوانيس والمنتجات المحلية، وذلك بسبب القرار رقم 232 لسنة 2015، الذى أصدره وزير التجارة والصناعة الأسبق، منير فخرى عبدالنور، بوقف استيراد فوانيس رمضان من كل دول العالم والاعتماد على الصناعة المحلية، فى سبيل التخفيف على المواطن وتوفير الدولار وتشجيع الصناعة المحلية.
وتنوعت أشكال الفوانيس المحلية بين الخشبية والصاج والمعدن والخيامية، وتتراوح أسعارها بين 20 و150 جنيها، ويبلغ سعر الفانوس الكبير الذى يحتوى على الخرز الملون نحو 90 جنيها، والفانوس الصغير (الميدالية) نحو 20 جنيها، والفانوس الخشبى الكبير نحو 120 جنيها، بينما نفس النوع الحجم الصغير نحو 65 جنيها، والفانوس (الشمعة والصدفة) نحو 100 جنيه، والفانوس المصنوع من الخيوط (المكرمية) للديكور فقط نحو 85 جنيها، بينما نفس النوع الحجم الصغير نحو 30 جنيها، والفانوس المصنوع من قماش الخيمة الرمضانية يتراوح بين 30 و150 جنيها وفقا لحجم الفانوس، والفانوس (الجاز) يتراوح بين 120 و130 جنيها، ومخدات رمضان ومخدة المسحراتى تتراوح بين 370 و445 جنيها.
ويبلغ سعر فانوس نحاس 100 سم 130 جنيها، وفانوس خشب 30 سم 35 جنيها، وفانوس خشب مزود بالأنوار والأغانى 30 سم 60 جنيها، وفانوس ملون 100 سم 125 جنيها، وفانوس نحاس أغانى 50 سم 125 جنيها، وفانوس نحاس 130 سم 150 جنيها.
«الشروق» حاورت عددا من أصحاب محال الفوانيس، الذين أكدوا أن معظم الفوانيس المطروحة فى المحال مصرية، وقال «م. س»، أحد أصحاب محال الفوانيس بمنطقة الظاهر، إن معظم الفوانيس المستوردة الموجودة لديه من الأعوام السابقة وتم تخزينها، تمهيدا لعرضها مرة أخرى فى شهر رمضان الحالى.
وأوضح «عصام. ص»، صاحب محل فوانيس بمنطقة شبرا، أنه يتم تهريب بعض ألعاب الأطفال للبلاد، ويستغل بعض التجار ذلك لاستيراد ألعاب ثم بيعها ضمن فوانيس رمضان، خاصة أنها مزودة بالأغانى والأنوار، ويرغب كثير من المواطنين فى شرائها لأبنائهم فى شهر رمضان كبديل عن الفانوس التقليدى».
وأضاف محمد مصطفى، صاحب محل بمنطقة وسط البلد، أنه يتم استيراد جميع مستلزمات الفوانيس التى يتم تركيبها داخلها، كالأخشاب واللمبات وماكينات الأغانى، مشيرا إلى ارتفاع أسعار اللمبة المستوردة من 3 لـ7 جنيهات، وماكينة صوت الأغانى البلاستيكية من 2 لـ10 جنيهات، فضلا عن ارتفاع تكلفة الألوان والبرونزات.
وأشار «حسين.ع»، تاجر جملة وأحد موزعى الفوانيس على المحال، إلى أن تعويم الجنيه تسبب فى رفع أسعار الفوانيس، مضيفا أن حركة البيع والشراء تراجعت للنصف، لعدم قدرة بعض أصحاب المحال والمواطنين على الشراء، وأوضح أن التجار غير مسئولين عن رفع الأسعار، قائلا: «كل شىء نستورده ارتفع ثمنه واحنا ملناش ذنب.. كيلو النحاس ارتفع من 60 لـ160 جنيها، وكيلو الصاج من 6 لـ16 جنيها، فضلا عن أسعار الحديد المرتفعة».
وداخل إحدى ورش صناعة الفوانيس بمنطقة عزبة النخل، أكدت هناء السقا، إحدى منتجات الفوانيس، تراجع حجم مبيعات الفوانيس هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، مضيفة: «تعرضنا لخسارة كبيرة بسبب ارتفاع كل مستلزمات الإنتاج البلاستيكية والصاج والخشب والحديد واللمبات وماكينات الصوت، والتى يتم استيرادها«، ولفتت إلى ارتفاع تكلفة لمبة الفانوس إلى 7 جنيهات وماكينة الصوت إلى 10 جنيهات.
وأضافت أنهم يعتمدون بشكل كبير فى الورشة على السيدات وربات المنازل لتقفيل وتركيب الفوانيس، ويتم دفع جنيه واحد عن كل فانوس يتم تركيبه، لافتة إلى أن هذه الصناعات تفيد معظم«ستات البيوت» للاستفادة منهن.
وأوضحت السقا أن بعض التجار تراجعوا عن استيراد الألعاب المستوردة بسبب ارتفاع أسعارها، حيث تصل تكلفة استيراد اللعبة الواحدة 75 جنيها، ولكى يتم بيعها ستطرح بـ120 جنيها، وهو ما لا يتحمله المواطنون بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأشار حسام فهمى، تاجر بمنطقة حدائق المعادى، إلى أن الفوانيس تُصنع بأشكال متعددة، فمنها على شكل شخصيات كرتونية محبوبة للأطفال مثل بكار وبوجى وطمطم، وأخرى على شكل سيارات وعرائس، فضلا عن الأشكال التقليدية القديمة التى تعبر عن التراث المصرى، موضحا أن 90% من الفوانيس المطروحة بالأسواق تصدر أصواتا غنائية مختلفة.
وأضاف فهمى أن أسعار الفوانيس تتفاوت وفقا لأحجامها ونوعية الخامة المصنعة منها، وتتراوح أسعار الفوانيس الصاج بين 30 و90 جنيها، والخشبية بين 20 و160 جنيها، فيما تبدأ أسعار الفوانيس الكبيرة 2 متر فأكثر من 250 جنيها وصولا إلى ألف جنيه، والتى تستخدم فى المحال التجارية الكبرى والفنادق والشركات.
من جانبه، أكد أحمد أبوجبل، رئيس شعبة لعب الأطفال والأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، أن قرار وقف استيراد الفوانيس أسهم فى تجديد وتطوير صناعة الفوانيس المحلية، لافتا إلى أن القرار يساعد على تخفيف الطلب على الدولار وتشجيع الصناعة المحلية، وطالب بضرورة تشجيعها وتطويرها والحفاظ عليها وتشغيل عمالة كثيرة.
وأضاف أبوجبل، لـ«الشروق»، أن قرارا آخر صدر فى مارس 2016 بمنع استيراد ألعاب الأطفال، مشيرا إلى أن جميع الألعاب المستوردة الموجودة حاليا هى بواقى المستورد سلفا، ولفت إلى أن السوق شهدت أشكالا مختلفة للفانوس المحلى خلال العام الماضى، أسهمت فى جذب المستهلك له.
ونفى أبوجبل ما تردد عن استيراد فوانيس لشهر رمضان هذا العام، لافتا إلى أن الموجود حاليا فى الأسواق هو باقى المستورد سلفا، أو الذى دخل إلى البلاد بشكل غير شرعى.
وقال بركات صفا، نائب رئيس شعبة لعب الأطفال بغرفة القاهرة، إن الفوانيس المصنعة محليا تستحوذ على نحو 80% من حجم السوق وارتفعت أسعارها بنحو 60% هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضى، بسبب ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج، لافتا إلى أن زيادة المعروض وتوافره سيعملان على خفض الأسعار، وطالب الجهات المعنية بالاهتمام بتشجيع الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر والمكملة.
وأضاف صفا أن قرار منع استيراد الفوانيس المستوردة دفع صُناعها لتطوير صناعاتهم لاجتذاب شريحة جديدة من المستهلكين، بدلا من الاعتماد على الشكل التقليدى (الصاج الثقيل)، الذى قلَّ الطلب عليه، وارتفعت أسعاره لتتراوح بين 50 و500 جنيه حسب الأحجام.
وأشار إلى أنه تم طرح فوانيس مختلفة هذا العام، منها البلاستيكية الملونة الخفيفة على شكل ألعاب محببة للأطفال وتضاء بالبطاريات الجافة، وتتراوح أسعارها بين 27 و55 جنيها، فضلا عن الفوانيس الخشب التى تتم صناعتها بواسطة منشار خشب «أركت» يقطع به مجموعة الأخشاب ثم يقوم بجمع كل قطعة على حدة وتركيبها، وتتراوح أسعارها بين 20 و150 جنيها حسب أحجامها، بالإضافة إلى الفوانيس الخرز، التى يتم صناعتها بالكريستال أو الخرز أو الأحجار الكريمة والفيروز ذات القيمة العالية، ويتراوح أسعارها بين 45 و140 جنيها حسب الحجم وعدد حبات الخرز، وتميل بشكل ملحوظ ربات البيوت إلى صناعتها.
وأوضح «صفا» أن الفوانيس المصنوعة من الأقمشة الخيامية تتراوح أسعارها بين 20 و100 جنيه، وشهدت تطورا كبيرا الفترة الماضية، حيث تم عمل زينة لتعلق على الحوائط ومفارش تزين بها الطاولات والولائم فى الموائد الرمضانية، بالإضافة إلى تصميم بعض المصممين مصغرات لعربات الفول وطبلة المسحراتى وعلب الحلوى والمصاحف، وغيرها من الديكورات المصنوعة كلها من الأقمشة الخيامية.
فى سياق متصل، قال مصدر مسئول، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشروق»، إن الصناعة المحلية لا تزال بحاجة للابتكار والتطوير، على الرغم من مزايا قرار منع استيراد الفوانيس وألعاب الأطفال، وتابع: «للأسف أذواق الأطفال تختلف، والاعتماد على الصناعات المصرية التى تميل للشكل التقليدى لا يحقق مبيعات كثيرة، بسبب رغبة معظم الأسر والأطفال فى شراء الألعاب الحديثة والمبتكرة والفوانيس ذات الأغانى والألوان والتى تتحدث بلغات مختلفة»، مشيرا إلى أن تكلفة هذه الأدوات الحديثة مرتفعة وتمثل عائقا أمام الكثير من التجار، واقترح السماح باستيراد الألعاب، مع تطوير وتشجيع الصناعة المحلية.
يأتى ذلك فيما أعرب عدد من المواطنين عن غضبهم من ارتفاع أسعار الفوانيس، وقال السيد صفوت إن أقل فانوس يبلغ سعره 50 جنيها، مضيفا:«أجيب فانوس ولا أشترى نص كيلو لحمة لأولادى أحسن!»، وأوضحت ليلى سمير، ربة منزل، أنها اشترت فانوسا لابنتها الصغيرة، على الرغم من ارتفاع أسعار الفوانيس، باعتبارها عادة سنوية، مشيرة إلى أنها اكتفت بشراء فانوس على شكل ميدالية بـ15 جنيها وفقا لقدرتها المادية، أما حمدية السيد فقد اشترت فانوسين لأولادها الصغار بـ100 جنيه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك