حقق رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي فوزا صريحا في الانتخابات البرلمانية المبكرة، حسبما أعلنت الهيئة الانتخابية في البلاد يوم الأحد.
وحصل حزب "فيريفيندوسيا" (حركة تقرير المصير) ذو الميول اليسارية بزعامة كورتي على 4ر49% من الأصوات بعد فرز جميع الأصوات تقريبا، ليبقى على مسافة قريبة جدا من الأغلبية المطلقة في ثاني انتخابات تشهدها الدولة البلقانية هذا العام.
ومع ذلك، من المرجح أن يتلقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته دعما كافيا من الأحزاب التي تمثل الأقليات العرقية الصغيرة لضمان أغلبية حاكمة في البرلمان، وفقا لبوابة "كوهان دوت نت" الإخبارية.
وقاد أنصار الحزب الحاكم سياراتهم في العاصمة بريشتينا في مواكب احتفالية، مطلقين أبواق السيارات بينما أضاءت الألعاب النارية السماء.
وكان قد تم الدعوة للانتخابات المبكرة بعد أن فشلت انتخابات 9 فبراير في إفراز أغلبية برلمانية قابلة للعمل.
وعلى الرغم من حلول حزب تقرير المصير في المركز الأول في ذلك التصويت، إلا أن محادثات الائتلاف مع أحزاب المعارضة انهارت، مما دفع الرئيسة فيوسا عثماني إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة.
وقال كورتي في خطاب قصير بثه التلفزيون: "بعد انتخابات نزيهة وديمقراطية وحرة، نحن اليوم أكثر انتصارا مما كنا عليه في بداية فبراير/شباط".
وجاء الحزب الديمقراطي الكوسوفي المنتمي ليمين الوسط في المركز الثاني بنسبة 21%، بينما حصلت الرابطة الديمقراطية لكوسوفو المنتمية لتيار الوسط على 6ر13%، وفاز تحالف مستقبل كوسوفو المحافظ بنسبة 7ر5%.
وبموجب النظام البرلماني في كوسوفو، يجري تخصيص 20 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 120 مقعداً لمجموعات الأقليات العرقية: 10 للصرب و10 أخرى للأقليات الأخرى بما في ذلك البوشناق والأتراك والغجر (الروما).
وكانت كوسوفو، التي كانت مقاطعة تابعة لصربيا سابقاً، قد أعلنت استقلالها في عام 2008 عقب انتفاضة وتدخل من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 1999. وقد اعترفت بها أكثر من 100 دولة، لكن صربيا وروسيا لم تعترفا بها، وتعتبر مرشحا محتملا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ويتعقد مسار البلاد نحو عضوية الاتحاد الأوروبي بسبب حقيقة أن خمس دول أعضاء - وهي إسبانيا واليونان وقبرص ورومانيا وسلوفاكيا - لم تعترف باستقلالها.
برنامج كورتي الإصلاحي
وقاد كورتي، الذي يتولى رئاسة كوسوفو منذ عام 2021، برنامج إصلاح طموح حقق نتائج مختلطة.
وقد ألغى المؤسسات الموازية التي تدعمها بلجراد في شمال البلاد، الذي يحد صربيا ويسكنه الصرب بشكل حصري تقريبا.
وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من الاتحاد الأوروبي، الذي دعا إلى اتباع نهج حذر وفرض عقوبات على بريشتينا تم سحبها جزئيا هذا الشهر.
وحتى الآن، لم تتبلور الإصلاحات التي وعد بها كورتي إلا بشكل جزئي. ويشتكي النقاد من أن القوانين الجديدة المصممة للحد من الفساد لم تنفذ بفعالية بعد.
وعزا المراقبون نجاح حزب تقرير المصير إلى جهود التعبئة الناجحة للحزب.
ويعتقد أيضا أن موعد الانتخابات بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة قد ساعد في ذلك، حيث عاد العديد من مواطني كوسوفو الذين يعملون في الخارج - والذين ينظر إلى الكثير منهم على أنهم يدعمون حزب كورتي - إلى ديارهم لزيارة أقاربهم خلال العطلات.