تعرضت، أمس، مقار أحزاب سياسية كردية عراقية معارضة لمسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان العراق، فى عدة مدن لهجمات من قبل مجهولين، وذلك بعد ساعات من إعلان بارزانى تنحيه، بعد أقل من شهر على تنظيم استفتاء لانفصال الاقليم عن الحكومة المركزية فى بغداد.
وطالب سعدى أحمد بيرة، المتحدث باسم المكتب السياسى لـ«الاتحاد الوطنى الكردستانى»،اليوم، حكومة إقليم كردستان العراق بالتحقيق فى حادث حرق مقار حزبه فى قضاء زاخو بالإقليم.
وأعرب بيره، فى مؤتمر صحفى اليوم، عن «قلق الاتحاد الوطنى حيال حرق مقاره فى زاخو»، مشيرا إلى أن «حرق مقار الأحزاب ليس فى الثقافة الأصيلة للكرد... جميعنا كوادر حزبيون ونعلم كيف تكون السيطرة، ويجب إنهاء ظاهرة وثقافة حرق المقار»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكان أكثر من 60 محتجا اقتحموا مبنى البرلمان، ودخلوا قاعة الاستقبال فى المبنى، إذ لم تستطع القوات الأمنية منعهم وقاموا بمهاجمة الصحفيين المتواجدين فى المكان، مرددين شعارات ضد أعضاء فى البرلمان الذين اساءوا للبارزانى.
من جانبها، أدانت حكومة إقليم كردستان ما تعرضت له مقار بعض الأحزاب من إحراق، واتهمت من قاموا بذلك بالسعى للنيل من الاستقرار الداخلى للإقليم وإشاعة الفوضى.
وقال مجلس وزراء الإقليم فى بيان: «يبدو أن البعض استغل الأوضاع الحالية للوصول إلى مآربه، وإشاعة الفوضى فى بعض مناطق الإقليم»، مؤكدا أن «الحكومة ستتصدى للقائمين بتلك الأعمال، وستخضعهم للمساءلة القانونية».
وفى بغداد، دعت الحكومة العراقية، اليوم، إلى الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة فى مدن إقليم كردستان، وألا تنعكس الخلافات السياسية فى الإقليم على المواطن الكردى.
وقالت الحكومة فى بيان: «نتابع عن كثب تطورات الأحداث فى إقليم كردستان، وما حدث من اعتداءات على مقار حزبية وإعلاميين ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات فى أربيل ودهوك، وهو أمر يضر بمواطنينا فى الإقليم وبالوضع العام»، مؤكدا أن «الحكومة الاتحادية حريصة على استتباب الأوضاع فى جميع محافظات العراق، وتعمل من أجل المواطنين وحماية مصالحهم».
وفى سياق متصل، خرج الآلاف من مؤيدى برزانى، مساء أمس، فى مدن أربيل ودهوك وسوران وزاخو ومناطق أخرى فى إقليم كردستان احتجاجا على تنحيه، وطالبوه بالعدول عن قراره.
ورفع المتظاهرون شعارات بالكردية والعربية والإنجليزية جاء فيها (وجودك هو وجود لكردستان) و(وجود الرئيس بارزانى وجود الهوية الكردية)، كما رفعوا أعلام كردستان وصور بارزانى، فيما أكد المتظاهرون بأنهم لن يقبلوا بمغادرة بارزانى رئاسة الإقليم وسيبقى فى نظرهم رئيسا لكردستان.
وكان بارزانى قد أعلن فى رسالة وجهها إلى برلمان الإقليم، أمس «رفضه الاستمرار فى منصبه، أو تعديل قانون رئاسة الإقليم، أو تمديد فترة رئاسة الإقليم».
كما أكد بارزانى فى خطاب تليفزيونى لاحق، أنه «لم يتوقع الخيانة الكبرى من بعض الأطراف فى الإقليم، وتسليم كركوك إلى الحكومة الاتحادية». مضيفا أن «الشعب الكردى لا صديق له غير جبال كردستان».