أثري: افتتاح متحف المركبات الملكية إضافة جديدة لخريطة السياحة في مصر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أثري: افتتاح متحف المركبات الملكية إضافة جديدة لخريطة السياحة في مصر

القاهرة - أ ش أ:
نشر في: السبت 31 أكتوبر 2020 - 11:07 ص | آخر تحديث: السبت 31 أكتوبر 2020 - 11:07 ص

قال الأثري ولاء الدين بدوي مدير عام متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، إن متحف المركبات الملكية ببولاق أبو العلا، الذي يفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، يعد من أندر المتاحف في العالم بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره الذي بدأ منذ عام 2001 وتوقف عدة مرات وتم استئناف العمل به فعليا منذ عام 2017 بتكلفة 63 مليون جنيه، حيث سيمثل إضافة جديدة لخريطة السياحة في مصر.

وأضاف بدوي عن تاريخ المتحف -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- أن متحف المركبات الملكية يعد أحد الروائع التاريخية المصرية بل هو واحد من أندر المتاحف التاريخية في العالم إذ لا يتوفر هذا النوع من المتاحف إلا في بلاد قليلة مثل النمسا، فرنسا، البرتغال، روسيا وإنجلترا، ويقع المتحف في واحد من أشهر شوارع العاصمة وهو شارع 26 يوليو بالقرب من مسجد السلطان أبو العلا ببولاق، ويرجع تاريخه إلى عهد الخديو إسماعيل الذي حكم مصر من "1863- 1879".

وأكد أن الخديو إسماعيل أول من فكر في بناء مبنى خاص بالركائب"المركبات" الخديوية والخيول وذلك لنزوله بقصر الحكم من القلعة التي كانت تستوعب كل ما يخص الحكم بداخلها إلى وسط القاهرة بقصر عابدين الذي انتهى من بنائه رسميا 1874م.

وأوضح أن الغرض من هذا المبنى الذي سماه وقتها باسم مصلحة الركائب الخديوية، أن يضاهي باريس التي تميزت بهذا النوع من الركائب والاعتناء بالخيول وزينتها لتكون في استقبال ضيوفه والتجول بها في حفل قناة السويس التي افتتحت في17 نوفمبر 1869م، مشيرا إلى أن المتحف يعرض حاليا 42 عربة ملكية منها 22 عربة مهداة من الخارج، وكانت إحدى الهدايا عربة (الآلاي) وهي كلمة تركية معناها فرقة أو كتيبة، وهي عربة لها تاريخ حافل وعظيم فهي هدية من الإمبراطورة "أوجيني" زوجة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، للخديو اسماعيل أثناء افتتاح قناة السويس سنة 1869م.

وتابع أنها هي عربة ذات ألوان مذهبة ويقوم القائمون عليها بالحركة بالكرابيج والعصوات والمشاعل وهي أشبه بلوحة كبيرة ملونة، مشيرا إلى أنها عربة كان يجرها ثمانية جياد، وجواد تاسع للدليل وكان يخرج بصحبة العربة "الآلاي" عربتان نصف آلاي، وكان يعمل على خدمة العربة طاقم من الرجال.

ولفت إلى أن الملك فاروق الأول أمر بتجديدها واستخدامها في افتتاح البرلمان سنة 1942، وكذلك استخدمت في حفلات الزفاف، والتي كان أشهرها زفاف الملك "فاروق" على الملكة فريدة سنة 1938 م.

ونوه بأن الفنان" ادورد ريو" قد أبدع في رسم العربات التي تنزه فيها وبها الضيوف في صحراء الإسماعيلية أو في الاستقبالات الرسمية وخاصة للأمبراطورة أوجيني أو ملوك وأمراء وقناصل أوروبا في ذلك الوقت.

وأكد استمرار اسم مصلحة الركائب الخديوية حتى تولى السلطان حسن كامل الحكم كأول سلطان للبلاد فتغير المسمى إلى مصلحة الركائب السلطانية واستمر بعد ذلك في السنوات الأولى للسلطان فؤاد الأول حتى عام 1922م عندما حصل السلطان فؤاد على لقب ملك، فتغير الاسم إلى إدارة الاسطبلات الملكية وهي إحدى الإدارات الثلاث التابعة لمصلحة الركائب الملكية.

وأضاف أن الملك فؤاد الأول قام سنة 1928م ببناء مبنى آخر ضمه إلى مبان إدارة الاسطبلات وهو الجزء الذي تحول فيما بعد إلى متحف ثم أضيف إليه أحد العنابر القديمة التي بنيت في عهد الخديو إسماعيل؛ ولم يتبق من مباني المتحف إلا مبنيين اثنين فقط وقد قامت هيئة الآثار بتسجيل المباني الباقية في عداد الآثار الإسلامية عام 1984م .

وأوضح أن الغرض الاساسي الذي أنشئت من أجله مصلحة الركائب خديوية كانت أو ملكية هو احتواء المركبات والخيول وأدوات الزينة الخاصة بها في مكان يتناسب مع إجلال الحكام وكذلك للحفاظ عليها لما لها من قيمة ولإيجاد مأوى للخيول لرعايتها وحمايتها، مؤكدا أن هذه المصلحة كانت موضع عناية واهتمام من القصر الملكي الذي وفر لها الخبراء المتخصصين من جهات مختلفة في العالم.

وقال: "عرفنا من الوثائق أن إدارة الإسطبلات الملكية كانت تحوي مجموعة نادرة ومتنوعة من العربات، وأن بعض هذه العربات كانت تصل إلى مصر من دول أوروبية في شكل هدايا أو تصل إليها عن طريق الاستيراد في شكل هياكل".

وأوضح أنه رغم ذلك لم يكن أسلوب الاستيراد والهدايا المصدر الرئيسي لجلب العربات إلى مصر، فقد كان هناك مصدر آخر وهو (اللجان المتخصصة) حيث تقوم اللجنة بتنظيم جولات بالمرور على ورش مشاهير التجار المصريين وانتقاء العربات ذات المواصفات المحددة وللجنة تحديد سعر الشراء المناسب.

وتابع: "ما كان على البائع إلا أن يبيع وهو راضي سعيد لما سوف يناله من شهرة وتقدير، وبعد الشراء تسحب العربة داخل ورش إدارة الاسطبلات الملكية فتعدل هياكلها أحيانا وتجدد فراشتها دائما؛ وتدهن بالطلاء اللازم ثم توضع عليها التيجان الملكية الجاهزة أو ترسم عليها وتصبح بعد ذلك معدة للاستعمال".

وأضاف أن بعض الترميمات والإصلاحات كانت تتم للعربات ببعض الورش الشهيرة كان أهمها الورشة العمومية لتصليح ودهان السيارات لصاحبه (عبده أفندى) حسن بشارع محمد فريد رقم 50 بعابدين مصر؛ وكان قد تم قبل ذلك تجديد وإصلاح الأطقم الخاصة بالخيول بمحل حسن أفندى خليل متعهد توريد الأطقم والسروج ومستلزماتهما من دوات الزينة والمقيم بشارع إبراهيم باشا رقم 15 القاهرة .

ولفت إلى أن مصلحة الركائب الملكية كانت تستورد خيولها من انجلترا واستراليا وقبرص والشام والسودان والحبشة ومع ذلك كانت فرنسا المورد الأساسي لمعظم الخيول التي استعملتها مصلحة الركائب وبالتحديد محل "روى فرير" بفرنسا المورد الأساسي للخيول وكان التعامل معه على أساس التعاقد الذي يرتبط بمواصفات وشروط معينة، مؤكدا أن هذه المواصفات كانت دقيقة إلى درجة كبيرة وترسل شهادة رسمية بذلك على أن يفهم البائع بأنه سيعاد فحصها عند وصولها إلى مصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك