بيرنى ساندرز.. كابوس أمريكا - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيرنى ساندرز.. كابوس أمريكا

نشر فى : الأحد 1 مارس 2020 - 7:45 م | آخر تحديث : الأحد 1 مارس 2020 - 7:45 م

نشرت مجلة The Economist مقالا تشير فيه إذا وصلت الانتخابات فى النهاية لتكون بين بيرنى ساندرز وترامب سيكون هذا من أسوأ ما سيواجه الشعب الأمريكى، موضحة مساوئ سياسات وأفكار ساندرز والانقسام الذى سيحدث فى المجتمع إذا فاز بالانتخابات.. نعرض منه ما يلى.

فى بعض الأحيان يستيقظ الإنسان من كابوس ليجد أنه ما زال نائما والكابوس ما زال مستمرا.. هذا هو ما ستواجهه أمريكا إذا أصبح بيرنى ساندرز منقذ الولايات المتحدة من ولاية ثانية لترامب. السيد ساندرز فاز فى الانتخابات التمهيدية فى نيو هامبشاير، وفاز فى ولاية ايوا، هزم منافسيه فى ولاية نيفادا. وغدا سيكون الثلاثاء الكبير، وقد ضمن ساندرز لنفسه وجود حشد كبير من 14 ولاية من بينها وفود ولاية كاليفورنيا وتكساس لدعمه.
تشير صحيفة الايكنمست إلى أن إجبار الأمريكيين على الاختيار بينه وبين ترامب لن يؤدى إلى نتيجة جيدة. فساندرز مقتنع تمامًا بأنه محق أخلاقيا، وبالتالى، بالنسبة له، الغاية تبرر الوسيلة. وفى بلد خلط فيه ترامب السياسة بالكراهية، فإن انتخاب ساندرز سيغذى هذه الكراهية.
أُسيء فهم توجه ساندرز الاقتصادى.. إنه لن يسمح للشركات بعملها ثم يفرض ضرائب عليها لبناء عالم أفضل. بل بالعكس هو يعتقد أن الرأسمالية الأمريكية جشعة وتحتاج إلى إضعافها جذريا.. فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالتجارة، يعادى ساندرز فتح الأسواق مثل ترامب.. ويسعى لمضاعفة الإنفاق الحكومى، دون إظهار الكيفية التى سيدفع بها.
الغاية قبل الوسيلة تعنى أن ساندرز غير متسامح.. غايته معقولة مثل الحد من الفقر والرعاية الصحية الشاملة، ولكن إصراره على تبنى وسائل متطرفة لتحقيقها غير معقولة. فهو يسعى إلى إلغاء التأمين الصحى الخاص، وخفض ثروات المليارديرات إلى النصف على مدى 15 عامًا. وعلى الرغم من أن المنطق يقول فرض الضرائب على انبعاثات الغازات الدفيئة، إلى أن ساندرز يسعى لحظرها تماما.
فى بعض الحالات سيتم حتى التضحية بالغايات لخدمة «استقامة» ساندرز؛ فمجانية التعليم الجامعى لن تخفف من الفقر؛ لأنها ستصب فى مصلحة الطبقات الغنية، إلغاء تجريم عبور الحدود من شأنه أن يهدد واحدة من واجبات الدولة، حظر الطاقة النووية من شأنه أن يقف فى طريق هدفه المتمثل فى إنشاء اقتصاد خالٍ من الكربون.
يحرص ساندرز على محاربة خصومه الأشرار فى الداخل، لدرجة أنه يتعاطف مع أعدائهم فى الخارج. على سبيل المثال لقد أظهر تساهلا مع الحكم الاستبدادى فى كوبا ونيكاراغوا، طالما أن النظام يدّعى أنه يسعى إلى الاشتراكية.
أخيرا تأثير ساندرز على الثقافة السياسية الأمريكية. مكنت الانقسامات السياسية فى الولايات المتحدة من ترشح ترامب، وهى الآن تمكن من صعود ساندرز. يجد نشطاء الحزب اليساريون أن ثورة ساندرز مثيرة. ويبدو أن مؤيديه يعادون خصومه الديمقراطيين تقريبًا مثلما يفعلون مع الجمهوريين.
هذا يوضح أسلوب ساندرز السياسى. عندما يواجهه شخص لا يتفق معه، فإنه يحولها إلى مؤامرة سياسية، أو يصرح بأن خصمه مشوش ويوجه إليه أحد عظاته السياسية. عندما سئل كيف سيقنع الكونغرس بإلغاء التأمين الصحى الخاص، أجاب بأنه سيعقد اجتماعات حاشدة فى ولايات أعضاء مجلس الشيوخ العنيدين حتى يرضوا.
إذا قام ساندرز بالسفر إلى جميع أنحاء البلاد من أجل حشد التأييد لبرامجه اليسارية المتطرفة التى لم يتمكن من الحصول على موافقة الكونغرس بشأنها، فذلك من شأنه توسيع الانقسامات فى أمريكا لأنه سياساته سيتم إعاقتها من قبل الكونغرس أو المحاكم. وبالنسبة لليمين، فإن مشهد وجود اشتراكى حقيقى فى البيت الأبيض سيولد غضبا أكبر.
إذا أصبح ساندرز هو المرشح الديمقراطى، فسوف يتعين على أمريكا أن تختار فى نوفمبر بين شخصيتين إحداهما يمينية فاسدة ومسببة للانقسام، تزدرى حكم القانون والدستور، وأخرى يمينية منافقة وستسبب أيضا الانقسام، وتلقى باللوم على عصابة من المليارديرات والشركات لكل ما هو خطأ فى العالم.. من الصعب وجود ما هو أسوأ.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

التعليقات