أكدت دراسة حديثة لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى التابع لوزارة الزراعة، أن خسائر صناعة الدواجن فى مصر بسبب إنفلونزا الطيور بلغت 7 مليارات جنيه منذ فبراير 2006، وكشف تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء، فى الشهر الماضى، أنه تم إعدام 34.4 مليون طائر تقدر قيمتها بنحو 977.3 مليون جنيه، وأن حجم الاستثمارات التى توقفت نتيجة ظهور مرض إنفلونزا الطيور فى مصر تقدر بنحو 20 مليار جنيه، بالإضافة إلى تأثر الميزان التجارى للدواجن سلبيا جراء ذلك، حيث حقق عجزا قدره 80.5 مليون جنيه عام 2006 مقابل فائض قدره 40.5 مليون جنيه عام 2004م، وتوطن فيروس إنفلونزا الطيور فى مصر على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة والتى يفترض أن تكون سببا فى تراجع انتشار المرض وليس العكس، وعلى الرغم من تصريحات السادة المسئولين فى بداية ظهوره.

الآن يتكرر الكلام نفسه مع إنفلونزا الخنازير، والتى يتوقع البنك الدولى لها أن يخسر العالم معها 3 آلاف مليار دولار.
وتزامن ذلك كله مع تأكيدات وزارة الصحة أن مستشفياتنا جاهزة للتعامل مع المرض، الذى تخشى منظمة الصحة العالمية تحوله إلى وباء عالمى، ولم نعرف أبدا مستوى هذه التطمينات الرسمية ومدى الاستعداد لمواجهة الفيروس، لكننا نعرف أن صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، كشفت فى الأيام الماضية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أقدمت على تجهيز المختبر الخاص بمستشفى تل هاشومير، وجعلته متاحا لاستقبال الفلسطينيين والمصريين والأردنيين فى حالة الاشتباه بالإصابة بالفيروس.

وتل هاشومير، ليس مجرد مستشفى مثل قصر العينى أو حتى دار الفؤاد، مثلا، لكنه مركز خدمات ومساعدات صحية وبحثية متكامل، وتكفى نظرة سريعة على الشبكة الدولية لنعرف أنه أسهم فى إنشاء عيادات متعددة التخصصات فى أوكرانيا، وأوزبكستان، وكازاخستان وموسكو نفسها، ومركز طبى فى جمهورية غينيا الاستوائية «تسليم مفتاح»، وفقا لتعبير موقع المستشفى الرسمى، ومركز للأورام فى موريتانيا، وعيادة فى ساحل العاج، وغيرها.. إنفلونزا الخنازير تمهد الآن الطريق بقوة للتطبيع ووقتها لن نستبعد أن يقدم بارينبوم أوركسترا جنائزية فى زينهم.