قبل عام، تقريبا، حمل مقال «أول ضوء»، للدكتور محمد السيد سعيد فى جريدة البديل، عنوان: «تعازينا لنا»، كتب فيه رئيس التحرير وقتها عزاء بالغ الرقة والإنسانية لأحد المحررين العاملين معه فى فقد زوجته إثر حادث، وجند الرجل إمكانات جريدته للتخفيف عن هذا المحرر، كما خاض معه حربا ضد مستشفى استثمارى شهير، قالت الأوراق الرسمية إنه قصر فى علاج السيدة المتوفاة، كما أهمل فى علاج ابنها الرضيع الذى أصيب معها فى الحادث، ورفض، وهو رئيس تحرير جريدة كانت تعانى أزمات مالية، حملات إعلانية من إدارة المستشفى مقابل عدم النشر والسعى فى «ترضية المحرر»، وسبحان من له الدوام، فها هو المحرر ينعى لنفسه الرجل بعد عام واحد، فبأى شىء يشهد على الرجل؟
أيشهد على رجل آمن بمقدرات هذا البلد وحلم له بالأفضل دائما وسعى لتحقيقه؟ أم يشهد على رجل لم ينفصم عن مبادئه فكانت كتاباته صورة من مناقشاته مثلما كانت ممارساته صورة من كتاباته؟ أم يشهد على بلد ترك واحدا من أخلص أبنائه نهبا للأمراض حتى تقرر فرنسا علاجه على نفقتها؟
***************
هيا ترجَّل، يا رجل، وأمط لثامك
هيا ترجل، يا محمد، واسترح من فرط دائك
بلد يداعب إصبعك ويشد باسك
* * *
أنَّى نظرت إلى العيون وقد طواها الحزن من فقد الصحاب!
قلتَ استفيقوا بالأمل واستقبلوا الفجر الحنون
هذا غدٌ نشتاقه.. ولسوف تطوينا السنين
* * *
كفكف دموعك يا فتى وانفض شجونك
لا مصر تحمى من ردى ولن تصونك
لا خلق يبقى فوق ما كتب الإله
فاحفر لدمعك قبره كى لا يخونك!
mshehata@shorouknews.com