من يتحمل مسئولية دم يوسف؟ - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 4 ديسمبر 2025 9:39 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

من يتحمل مسئولية دم يوسف؟

نشر فى : الخميس 4 ديسمبر 2025 - 7:55 م | آخر تحديث : الخميس 4 ديسمبر 2025 - 7:55 م

مات الطفل يوسف محمد سباح نادي الزهور الذي لم يكمل عامه الثالث عشر بعد، بعد أن دخل في إغماءة إثر اصطدام رأسه بسور حمام السباحة عقب إنهائه سباق 50 متر ظهر في بطولة الجمهورية للسباحة، التي أُقيمت بمجمّع حمامات استاد القاهرة الدولي مساء الخميس الماضي.

بعد دخوله في الإغماءة، ظل يوسف غارقا تحت مياه حمام السباحة لأكثر من خمس دقائق، دون أن يلفت غرقه انتباه أحد؛ لا طاقم الحكام، ولا المنقذين، ولا المدربين. وعندما انتبهوا أخيرا، كانت عضلة قلبه للأسف قد توقفت.
نُقل يوسف، الذي كان لا يزال على قيد الحياة -طبقا لتقرير المستشفي الطبي-، عبر سيارة إسعاف غير مجهزة للتعامل مع هذا النوع من الإصابات، إلى مستشفى دار الفؤاد، حاول الطاقم الطبي هناك إنعاش قلبه لمدة أربع ساعات، لكن للأسف فشلت الجهود، وصعدت روح الطفل البطل إلى بارئها وهو ما أثار موجة من الاستياء والغضب.

يوسف — الطفل الوحيد لوالديه — كان سباحا موهوبا حقّق أرقاما وحصل على ميداليات، مثل كثير من أبناء جيله الذين يمارسون رياضات فردية. لكنه، في النهاية راح ضحية إهمال منظومة الرياضة في مصر.

وفق شهود عيان من مدربين وأولياء أمور، ومن خلال متابعتي الشخصية بصفتي ولي أمر لثلاثة سباحين، وحضوري لعشرات البطولات في استاد القاهرة وغيره، فإن الفوضى تسيطر على تلك البطولات بالكامل؛ لا تنظيم، ولا تجهيزات، ولا رقابة، ولا إجراءات سلامة، ولا حتى استعدادات طبية للتعامل مع أي حالة حرجة.

الإضاءة في مُجمع حمامات سباحة استاد القاهرة غير مطابقة للمواصفات، وأعداد السباحين وأطقم التدريب تتجاوز قدرة المجمع على التحمل، وسيارات الإسعاف وما يرافقها من أطقم غير مجهزة للتعامل مع الحالات الحرجة.

وبالتالي، تتحمل وزارة الشباب والرياضة نصيبها من المسئولية، باعتبارها الجهة التي يتبع إليها استاد القاهرة، والذي يستقبل بطولات السباحة رغم أن مرافقه غير مهيأة لاستقبال هذا العدد من السباحين.

كما تتحمل وزارة الصحة المسئولية أيضا، باعتبارها المسئولة عن هيئة الإسعاف، التي أرسلت سيارة غير مجهزة وفرق غير مدربة للتعامل مع إصابات في بطولة يشارك فيها مئات إن لم يكن آلاف السباحين.

كذلك، يتحمل اتحاد السباحة المصري المسؤولية، لأنه المسؤول عن أطقم التحكيم والمنقذين الذين تركوا يوسف غارقا تحت الماء لمدة تجاوزت الدقائق دون أن يلاحظ أحد أنه لم يخرج من الحمام بعد انتهاء السباق، بل إنهم بدأوا سباقات أخرى (تحطيم أرقام)، ولولا أن أحد السباحين لفت انتباههم لما انتشلوه.

كما تقع مسئولية على نادي الزهور وجهاز ألعاب المياه فيه،

فكيف لم يلتفت مدربو يوسف أنه ارتطم وغرق، رغم أن كل مدرب يظل متابعا للاعبيه منذ دخولهم السباق وحتى خروجهم من المياه؟.

المنظومة بالكامل تتحمل مسئولية وفاة يوسف، وأخشى أن ينتهي الأمر بتحميل المنقذين وحدهم المسئولية وتقديمهم كبش فداء، بينما يتم تبرئة المتسببين الحقيقيين في الإهمال والتقصير والتراخي، الذين تسببوا في وفاة طفل ويعرضوا حياة باقي زملائه للخطر

محمد سعد عبدالحفيظ كاتب صحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين
التعليقات