فيم تفكر يا بناهى؟ - خالد محمود - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيم تفكر يا بناهى؟

نشر فى : الأربعاء 5 يناير 2011 - 9:53 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 يناير 2011 - 9:53 ص

 ترى فيم يفكر المخرج الإيرانى الشهير جعفر بناهى وهو داخل سجنه.. المخرج البولندى الرائع بولانسكى حطم كل أسوار السجن وقيوده واستعاد عالمه الرحب وأخرج باقى مشاهد فيلمه الأخير «الشبح».. كان على تواصل مع نفسه ومساعديه فى إصرار على العيش كسينمائى.

ترى هل يفعلها بناهى؟ هل يمكن أن يقاوم الحكم الصادم الذى تعدى كل حدود حقوق الإنسان وحق المبدع الحر فى أن يدلى بشهادته على ما يدور حوله سواء بالصوت أو بالصورة.. هل يمكن ألا يترك السلطات الإيرانية وتبعتها من قرارات بسجنه ست سنوات وتوقفه عن الإخراج وصناعة الأفلام لمدة 20 عاما لتنال من أحلامه وأفكاره وهمته؟

إن بناهى رغم قسوة أفلامه إلا أنه كان دائما هناك يقدم صورة لثمة أمل لمجتمع بائس مسكين، وجملة تبشر بهلول طاقة نور فى شوارع يسودها الظلام.

كان بناهى ــ البالغ من العمر 50 عاما ــ يعرف أن السينما ثورة بديلة تدين القهر والظلم والديكتاتورية والطغيان، وأن السينما كتلة لهب توجع وتوقظ مجتمعا أصابه الجمود والبرود.. كان يعرف أن السينما قصيدة حب تغذى الإنسان بالعواطف التى تجمدت داخل جدران سجن سياسات لا تبغى إلا مصلحتها.

عندما سمعت الحكم بحرمان المخرج الإيرانى من التأليف والإخراج للسينما لمدة 20 عاما، كانت صدمتى كبيرة، وأعترف أننى أكتب متأخرا عن هذا الحكم، لكنى كنت أنظر ماذا سيفعل بناهى، وظللت أتساءل عما يدور بينه وبين نفسه هل سيستدعى شريط الذاكرة وأمجاد ماضيه السينمائى ــ «الدائرة» الحاصل على الأسد الذهبى من فينسيا و«تسلل» الفائز بجائزة الدب الذهبى من برلين و«البالونة البيضاء» و«الذهب القرمزى» زهرتى مهرجان كان ــ .. ترى هل يستدعى شريط الذاكرة ويعيده مرارا ليقضى ما تبقى له فى الحياة؟.. أدعو لبناهى ألا ينال منه اليأس وأن يبقى على ما تبقى من أحلامه فى الشريط السينمائى ويجعله حيا ينبض.. يكتب ويخرج ويصور وينتج أحلامه السينمائية الجديدة ويبقى عليها فى وجدانه.

إن بناهى واجه تهمة مؤازرة مجموعة من المعترضين على بعض السياسات والقرارات.. وقف بجانب مجتمع هو ملهمه فى أفلامه.. ومن غير المبدع يمكن أن يطلق آهاته وصرخته لتعبر عن جراح ملهمى أفكاره وشخوصه وتضمد جراحهم ولو حتى بالمؤازرة؟

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات