عقبال البكارى - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عقبال البكارى

نشر فى : الجمعة 5 أكتوبر 2018 - 10:15 م | آخر تحديث : الجمعة 5 أكتوبر 2018 - 10:15 م

ظلم الفنان الراحل محمود المليجى تاريخه الفنى الطويل عندما قبل العمل فى ثنائى فنى مع فريد شوقى، خاصة فى مجموعة الأفلام التى أخرجها نيازى مصطفى، وما أكثر هذه الأفلام التى استفاد منها المخرج، ومنها أفلام ذوات شعبية مثل: «حميدو» و «رصيف نمرة خمسة»، و«فتوات الحسينية»، ففى هذه الأفلام ارتضى المليجى أن تدخل الشخصية التى يجسدها فى مشاجرات سينمائية مصطنعة، يقوم فيها فريد شوقى بضرب المليجى فى معارك بالغة الشراسة، لدرجة أنه كان يمسح بكرامته الأرض كما يقال، ومن أشهر هذه المشاهد تلك المعركة على شاطئ أبى قير فى فيلم «أبو حديد» عام 1959، وقد افقدت مثل هذه المشاهد المصطنعة مصداقية الأدوار الأخرى البالغة الأهمية التى جسدها المليجى فى مراحل متأخرة من رحلته الفنية، مثلما حدث فى: «بئر الحرمان»، و«الأرض» و«العصفور» وغيرها

لم يكن المليجى فى حاجة إلى أن تكون مثل هذه الأفلام ضمن مسيرته، ويبدو هذا فى الأفلام التى قام المليجى بإنتاجها، وببطولتها، وكان فيها جميعها رجلا بالغ الطيبة، ومن هذه الأفلام: «نحن بشر»، و«المتهم» وعلى اليوتيوب فيلم قديم عمره سبعون عاما انتجه عام 1949، باسم «عقبال البكارى» من إخراج إبراهيم عمارة شاركه فى البطولة إسماعيل يس، وتحية كاريوكا، وفى هذا الفيلم الكوميدى يبدو المليجى كما أراد لنفسه أن يكون سينمائيا، وهو دور لم يتكرر قط فى مسيرته، أنه الشاب الفقير، الذى يطمح للزواج من الراقصة الشهيرة تحية، هو فنان تشكيلى محدود الدخل، لا يكسب من لوحاته، ويدخل فى رهان مع صديقه إسماعيل ياسين أنه سوف يذهب إلى تحية فى الملهى الليلى ولن يخرج من المكان إلا والراقصة متأبطة ذراعه، وتتوافق الأحداث كلها كى يكسب الرهان، فالراقصة تتحدث إلى خالها أنها تتمنى لو تزوجت كأى فتاة عادية، ما يعنى أنها مستعدة للدخول فى حياة هذا الفنان المعدم، ويخرج الفتى معها فى صحبة ثلاثة من الرجال العواجيز الذين يرمون بشباكهم على تحية.

يعنى الأمر أن للسينما قوانين شديدة الصرامة بالنسبة للممثل الذى عليه أن «ياكل عيشه» بقبول أى دور حسبما يرى المنتج أو المخرج، وهكذا فإن المليجى سبق زميله فريد شوقى بثلاث سنوات على الأقل عندما أنتج هذا الأخير فيلم «الأسطى حسن» لصلاح أبو سيف، لذا فإن الشركة التى أسسها الممثل فى نهاية الأربعينيات، كانت تعود للظهور، كلما استطاع صاحبها الممثل تدبير إنتاج فيلم جديد، وسوف تبدو هذه السمة مرتبطة بأفلام الهلال الفضى، التى لم تتوقف لعقود عن الإنتاج، ومن الواضح أن رأسمال الشركة قد تناقص فكان الفيلم الأخير عام 1976 باسم «ألو أنا القطة» استعان فيه المنتج بمخرج إيرانى للمرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية، وبمشاهدة «عقبال البكارى» يمكنك أن ترى المليجى فى جميع أشكال البطل الرومانسى، العاطفى، الذى يقوم بتقبيل البطلة تحية كاريوكا الكثير من القبلات التى تعبر عن الحب الكبير الذى ينمو فيما بينهما، وقد امتثل المليجى هنا عن طيب خاطر للمخرج أن يمتلئ الفيلم بالأغنيات، والرقصات، ورأينا الممثل وهو يراقص النجمة تحية كاريوكا مثلما يفعل فريد أستير مع جنجر روجرز.

بصراحة تحيا الفلوس بالنسبة للفنان المنتج فهى تجعله فى أحسن أحواله.

التعليقات