المواجهة الصامتة فى غزة حتى آخر «إرهابى» - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 6 ديسمبر 2025 7:46 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

المواجهة الصامتة فى غزة حتى آخر «إرهابى»

نشر فى : السبت 6 ديسمبر 2025 - 6:45 م | آخر تحديث : السبت 6 ديسمبر 2025 - 6:45 م

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالًا للكاتبين عيناف حلبى، ويوآف زيتون، تم ترجمته بواسطة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تناولا فيه حادثة مقتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز قادة الميليشيات المناهضة لـ«حماس» فى رفح. ما كشفته هذه الحادثة هو عمق الفوضى التى تضرب هذه التشكيلات المسلحة التى تراهن عليها إسرائيل كبديل محلى فى غزة. فبينما تظهر الاشتباكات كصراع مع «حماس»، تدور فى الخلفية مواجهة أكثر خطورة داخل الميليشيات نفسها، تغذيها الانقسامات العائلية والتنافس على النفوذ. اغتيال أبو شباب، الذى كان يُقدَّم كقوة صاعدة، عرّى هشاشة المشروع الإسرائيلى، إذ تحوّلت المجموعات المسلحة إلى بيئة مشتعلة بالصراعات الداخلية، ما يعزز من جديد صورة «حماس» باعتبارها القوة الأكثر تماسكاً فى القطاع.. نعرض من المقال ما يلى:


يكشف مقتل ياسر أبوشباب، الذى قُدّم فى قطاع غزة على أنه القوة الصاعدة التى ستتحدى حكم «حماس»، صورة مقلقة أكثر مما تعكسه التقارير الرسمية كثيرًا. فوراء الاشتباكات مع «حماس» فى رفح، تدور حرب صامتة وقاسية ومشوشة بين ميليشيات مسلحة تحاول بناء واقع جديد، لكنها غير متماسكة داخليًا بما فيه الكفاية.


لم يكن اغتيال أبوشباب، الذى اعتُبر القائد الميدانى الأبرز فى منظومة الميليشيات المناهضة لـ«حماس»، مجرد خطوة عنيفة أخرى فى شرق رفح، بل أيضًا أصبح لحظة تكشف مدى التصدع الداخلى فى الفكرة الإسرائيلية الرامية إلى إنشاء قوة محلية بديلة. فقبل يوم واحد فقط، اندلعت فى المدينة أعنف الاشتباكات حتى الآن بين مقاتلى ميليشيا أبوشباب، الذين يطلقون على أنفسهم اسم «القوات الشعبية»، وبين مسلحى «حماس».


وقد عرضت ميليشيا أبوشباب الحدث على أنه يوم تاريخى. وكتب غسان الدهينى، نائب أبوشباب، والذى أُدخل للعلاج فى إسرائيل، على الأرجح فى مستشفى برزيلاى، لكنه ادعى أنه موجود فى رفح: خلال عملية تطهير، انهارت مجموعة مسلحين من نحو 80 مقاتلًا من «حماس» كانوا مفككين ومشوَشين، فقُتل بعضهم واعتُقل آخرون.


لكن فى الوقت عينه، وفى داخل هذه المنظمة التى أعلنت الانتصار، انفجرت الحرب الحقيقية؛ حرب داخلية. ويصف عناصر داخل الميليشيا ساعات من التوترات والشكوك والمشاجرات بين العائلات والمجموعات، وما بدأ كخلاف، تحول سريعًا إلى صراع، وفى إحدى المواجهات، أُخرج سلاح، واتسع الخلاف ليصل إلى إطلاق النار على القائد.


ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، فقد تعرّض أبوشباب للضرب المبرح فى شجار داخلى، على الأرجح بسبب خلافات حول مستوى تعاونه مع إسرائيل، ونُقل بعدها بمرافقة قوات إسرائيلية إلى خارج القطاع، لكنه توفى متأثرًا بجروحه فى الطريق إلى مستشفى سوروكا.
هذه ضربة مباشرة للمخطط الإسرائيلى الرامى إلى تأسيس قوة محلية داخل القطاع تملأ الفراغ الأمنى - المدنى بدلًا من «حماس». وقال مصدر أمنى: «كل حادثة تصفية داخلية كهذه تمزّق الأساس الذى نحاول بناء آلية بديلة فوقه، بدلًا الاستقرار، فإننا نشهد انهيارًا».
ومع انتشار خبر وفاته، امتلأت شبكات التواصل بصور من مؤيدى «حماس» فى غزة، يظهر فى بعضها توزيع للحلوى. ولم يكن تنظيم «حماس» فى حاجة إلى قول كلمة؛ فالصور تكفلت بذلك. قال أحد سكان القطاع: «ليسوا فى حاجة إلى القتال ضدهم، فالميليشيات تقوم بالعمل بالنيابة عنهم. كل انقسام يضع «حماس» من جديد كخيار وحيد»، وتؤكد مصادر فى القطاع أن مقتل أبوشباب هو مجرد بداية؛ فالتشرذم، والخصومات العائلية، والتنافس على السلاح والقوة، جميعها مرشحة لإشعال مزيد من المواجهات. قال مصدر محلى: «المنظومة كلها تقف على أرجل هشة. كل قائد يسقط يترك فراغًا، والفوضى تتفاقم».


كان أبوشباب يظن أنه فى طريقه ليصبح بديلًا حقيقيًا لحكم «حماس»، ففى لقاء خاص مع «يديعوت أحرونوت»، كشف عن أن «حماس» لم تنجح فى الوصول إليه، وقال إن شعبيته فى غزة كانت تتزايد، وإن عشرات الشبان انضموا إليه. لكن الرجل الذى رأى نفسه قائد الثورة قُتل على يد القوى نفسها التى ساعد فى بنائها، وانهار حلمه بـ«غزة مختلفة» مع الطلقة التى وُجهت إلى ظهره.


يترك موت أبوشباب فراغًا خطِرًا؛ إذ لا يوجد اليوم أى طرف مستقر يمكنه أن يحل محل «حماس» فى قيادة غزة، فالميليشيات منقسمة وغير منظمة وتنزلق نحو عنف داخلى، ومن المتوقع أن يخلفه نائبه غسان الدهينى، لكن مكانته غير مضمونة أيضًا.
وعلمت الصحيفة من مصادر أمنية إسرائيلية أن أبوشباب مات نتيجة ضربات تلقاها خلال شجار داخل الميليشيا، على خلفية خلافات داخلية تتعلق بالتعاون مع إسرائيل. وكانت تقارير سابقة قد ادعت أن أبوشباب قُتل بالرصاص خلال نزاع عشائرى.

 

من الصحافة الإسرائيلية أبرز المقالات من الصحف الإسرائيلية
التعليقات