** على الرغم من كل الترشيحات ظلت القاعدة سائدة: «منتخب كبير له تاريخ وجذور يحرز لقب كأس الأمم الإفريقية». وهى قاعدة راسخة فى عالم كرة القدم على كل المستويات.. من كأس العالم إلى كأس أسيا. إلى كأس أوروبا. إلى كأس كوبا أمريكا. الأصل هو الفوز للمنتخب الكبير.. والاستثناء هو فريق صغير غير مرشح يتوج بطلا..
** لم يكن منتخب الكاميرون مرشحا للفوز بالكأس خاصة بعد غيابه عن التتويج منذ عام 2002 ولغياب 7 لاعبين أساسيين، ومشاركة 14 لاعبا لأول مرة فى البطولة. ولم يكن منتخب مصر مرشحا للعب المباراة النهائية لأسباب عدة معروفة على الرغم من تاريخه. وأفضل المنتخبات التى رشحها الخبراء والنقاد والمحللون خرجت من البطولة واحدا تلو الآخر.. فخرج منتخب الجابون من الدور الأول، وقد كان مرشحا بمنطق أنه صاحب الأرض والجمهور. وأنه يضم بين صفوفه لاعبا فذا وسوبر، وهو أوباميانج نجم بروسيا دورتموند وأحسن لاعب فى إفريقيا عام 2015.
** خرجت منتخبات قوية كانت مرشحة قبل البطولة. وخرجت منتخبات قوية رشحت بقوة أثناء البطولة. خرجت ساحل العاج حاملة اللقب، وغانا، والسنغال، والجزائر، والمغرب، وتونس، وبوركينا فاسو، والكونغو.. وبذلك سقطت فى اختبار الأمم منتخبات عريقة لها تاريخ مثل ساحل العاج وغانا. ومنتخبات مميزة مثل المغرب والجزائر وتونس. ومنتخبات شابة بدت أنها جزءا مهما من التغيير الذى تشهده الكرة الإفريقية مثل بوركينا فاسو والكونغو.
** سقطت أيضا قاعدة تقول إن اللاعبين المحترفين يشكلون «كتيبة الفوز والقوة» فى منتخبات القارة. نسى الذين يرشحون هذا السلاح أن منتخب مصر أحرز اللقب ثلاث مرات بدون لاعبين محترفين. بينما ساحل العاج حاملة اللقب ضمت بين صفوفها فريقا كله من المحترفين منهم خمسة فى أفضل مسابقة دورى أوروبية، وهى البريمير ليج.. إذن لم يعد الاحتراف منذ عقدين على الأقل سببا لفوز منتخب ببطولة القارة الأولى.
** فى المقابل درجت وسائل الإعلام على المبالغة فى استبعاد منتخبات يدربها مدربون جدد على القارة أو على الكرة الإفريقية. فاستبعد مدرب الكاميرون البلجيكى هوجو بروس. واستبعد منتخب مصر لظروفه السابقة فى الغياب عن نهائيات البطولة ثلاث دورات.. ولأن مدربه هيكتور كوبر ليس له خبرة فى الملاعب الإفريقية، فيما ظل كلود لورا مرشحا بفريقه توجو لمجرد أنه مقيم فى إفريقيا، وأختير رينار مدرب المغرب كأحد أبرز المرشحين لمجرد أنه فاز باللقب مرتين مع زامبيا ومع ساحل العاج..
** مرة أخرى أكرر أن التغيير فى خريطة كرة القدم الإفريقية أو العالمية لا يعنى أن فرقا بدون تاريخ أو جذور يمكنها أن تحتكر البطولات الكبرى على حساب المنتخبات الأكبر.. بمعنى أن منتخبات الشمال والغرب الإفريقى توجت بـ 24 لقبا (سبعة منها لمصر وحدها ) من 31 بطولة. وأن أبطال كأس العالم هم البرازيل وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والأرجنتين وإسبانيا. وليس منهم بلجيكا ولا حتى هولندا المبهرة.. ولا البرتغال طبعا. وأن كأس أوروبا ذهبت فى مرات نادرة إلى الدنمارك والبرتغال واليونان وظلت أسيرة الفرق الكبيرة..
** وكل ما سبق يسير على البطولات المحلية فى مختلف دول العالم.. عفوا.. هل أصبح التحليل تنجميا؟!