على أبوشادى .. لا تستقل .. يرحمنا الله - إسعاد يونس - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 6:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على أبوشادى .. لا تستقل .. يرحمنا الله

نشر فى : الخميس 7 مايو 2009 - 4:55 م | آخر تحديث : الخميس 7 مايو 2009 - 4:56 م

 فيه إيه يا جماعة الخير؟..

كتبت مقالى عن على أبوشادى.. وحزمت حقائبى وتوكلت على الله متوجهة إلى لندن لإجراء عملية جراحية.. وعلى مدى الأسبوعين التاليين.. كنت أكتب مقالاتى ما بين الاستعداد لدخول غرفة العمليات.. وبين الإفاقة من تأثير مثبطات الألم.. لم أتابع ما يحدث فى مصر.. غصب عنى مش بخطرى..

ثم من الله على بالقدرة على حزم حقائبى مرة أخرى للعودة إلى أرض الوطن.. ففوجئت بمجموعة المقالات التى نشرت من زملاء وأصدقاء وأساتذة أعزاء تعقيبا على مقالى وموجهة للعزيز على أبوشادى..

وبصرف النظر عما احتوته هذه المقالات من هجوم علَى علِى أبوشادى إلا أن ما لفت نظرى أنهم تخيلوا أننى أطالبه بالاستقالة فعلا.. وهو ما يجب أن نناقشه الآن.

عندما طالبت على بالاستقالة كانت مطالبتى له مشروطة.. جاء فى مقالى بالنص: «وبما أن الوضع أصبح كذلك.. فأرى أن يتقدم السيد على أبوشادى بالاستقالة.. ونقفل جهاز الرقابة ده خالص.. مادامت الوزارة التابع لها هذا الجهاز لا تدافع عنه ولا تعطيه صلاحياته ولا تقف وراء رئيسه.. بل وتمده بموظفين يعوقونه أكثر.. ولا تدافع عن صناعة السينما بالشراسة المطلوبة ولا حتى تطالب بمساواتها بالصحافة والحريات المطلقة لها..».. أى أن يتبع استقالته غلق الجهاز تماما.. أما استقالته المطلقة فلها توابع سخيفة مثل.. أن يستقيل على من منصبه يعنى أن يخلفه شخص آخر فى نفس الجهاز.. شخص معين من قبل الوزارة نفسها ويتبع نفس النظام وتسرى عليه القوانين نفسها.. المرئية وغير المرئية.. ويتعامل مع الأجهزة نفسها اللى احنا عارفينها واللى مش عارفينها.. ويظل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية موجودا بنفس الإعاقة.. وتظل الأمور تجرى على ماهى عليه.. فما الجديد إذن؟

الفكرة كانت أن يستقيل الشخص الذى وضعنا فيه كل آمالنا.. الشخص المستنير الذى هللنا له عندما جاء.. مؤملين أن يحارب الظواهر السلبية التى كانت موجودة ويحرر الجهاز من قيوده.. وقد كان هذا هو الأمل فعلا مع بدايات عهد على فى الجهاز.. ولكن جد فى الأمور أمور.. فما كان يحكم على من قوانين لم يعد هو المعمول به.. وهذا ليس معناه أن القوانين كانت عشرة على عشرة.. بل كانت هى الأخرى ومازالت معوقة ومطاطة وغير مفهومة.. قابلة للتفسير على ذوق المفسر وثقافة العهد وحجم القهر.. إلا أنه حتى هذه لم يعد معمولا بها.. بل تدخلت أيد جديدة الواحدة تلو الأخرى بمنطق اشمعنى أنا.. فإذا نجحت جهة فى الحجر على فكر يناهضها فى عمل فنى.. قفزت الأخرى لتصطاد فى الماء العكر وتنال قسطا من الحجر يخصها وماحدش أحسن من حد.. والواضح تماما أنه لا على ولا غيره.. أصبح يستطيع أن يكف هذه الأيدى.. لأنه ليس هناك غطاء شرعى يحميه.. ولأن السابقة تدخل وتتربع وتصبح عرفا ثم قانونا غير مكتوب.. فأين إذن الحماية إذا كانت السلطات الممنوحة له أصلا تم بترها؟.. أين الغطاء الشرعى القوى السيادى الذى يغطى على أو من فى نفس الموقع.. لمن يلجأ؟..

إن معرفتى بهذا الرجل على مدى سنوات تؤكد لى أنه يوما ما أبدا لم يتوجه إلى أى جهة ما لينقر بابها مقدما لها الفرصة على طبق من فضة.. يعنى هل من المعقول أن رئيس الجهاز كانت لديه صلاحيات تمرير نص ما ثم أخذ يفكر ويفكر حتى تفتق ذهنه بأن يقدم النص إلى جهة ما لتراقبه بدلا عنه.. أو من الوجه الآخر للعملة؟.. هل من المعقول أن القائمين على جهة ما كانوا نايمين فى أمان الله ثم استيقظوا على من يخبط على بابهم حاملا سيناريو سائلا إياهم فى توسل «والنبى يا اسيادنا تراقبولنا النص ده» م الباب للطاق كده؟..

يبدو أننا ننسى.. أن مسألة التدخل الواضح القوى القاهر فى جميع النصوص من قبل وزارة الداخلية.. مثلا مثلا.. بدأ منذ عامين تقريبا.. وبالتحديد مع فيلمى «هى فوضى» و«حين ميسرة» وذلك لم يكن بسبب الفيلمين.. لكن كان بسبب الحملات الشرسة التى كانت تتعرض لها وزارة الداخلية من جراء انتشار كليبات الموبايل لأفلام الضرب عالقفا وعماد الكبير وما إلى ذلك.. وقتها كان الهجوم مبالغا فيه من قبل الصحافة وبرامج التوك شو مما أثر على صورة جهاز الشرطة بالسلب وأفقده مصداقيته.. وكان من الطبيعى أن يهب الجهاز الإعلامى بالوزارة للدفاع عن وزارته ومحاولة تحسين الصورة لدى الرأى العام.. ونحن من طبيعتنا كمصريين.. عندما نهب.. تصبح الهبة أيضا مبالغا فيها ويجانبها الصواب أحيانا.. أهه.. نحن نهب حاليا لمواجهة إنفلونزا الخنازير.. دبحنا كل الخنازير.. وناقص ندبح البنى آدمين اللى شبه الخنازير.. حتى أن الناس بطلت تشتم بعضها بلفظ يا خنزير.. اللى عايز يشتم أخوه بيقوله يا معزة.. وذلك إلى حين ظهور أنفلونزا المعيز..
وكان من نتيجة هذه الهبة أن تدخلت الوزارة فى الأعمال الفنية التى قد تتعرض للشخصيات البوليسية بشكل سلبى.. إيمانا منها بأهمية تأثير الفن على المواطن.. وأن عملا فنيا واحدا يقوم بمقام آلاف المقالات والكتب.. وهو اتجاه حميد منها.. أن تعترف بأهمية الفن.. وفى نفس الوقت.. غير حميد.. لأنها أول ما استوطت.. استوطت حيط السينما.. وصدرت تعليمات وصلت إلينا جميعا بعدم التعرض للشخصيات البوليسية فى الأعمال الفنية.. وهو من المستحيل.. فالشخصية البوليسية لا تعمل وراء حوائط من زجاج ولا داخل غرف مغلقة.. البوليس شريك معنا فى كل تفاصيل حياتنا التى نظهرها فى الأفلام.. الشرطة شريكة معنا فى الشوارع والأبنية والمحاكم والأقسام والمطارات وعلى الحدود وفى السياحة وفى كل تفاصيل حياتنا..

ومن وقتها وحتى هذه اللحظة ونحن نتناقش مع السادة المسئولين.. ونتفاوض معهم.. وندخل فى مناظرات ترهقهم قبل أن ترهقنا للوصول إلى حل وسط.. ولازال شخصى الضعيف يطرح نفس الاقتراحات التى سبق أن طرحتها.. أن تعيد الداخلية النظر فى الخطة الإعلامية لإعادة الثقة لدى الشعب.. بأن تتعاون معنا نحن قطاع الفنانين والسينمائيين على وجه الخصوص.. بأن نقول الحقيقة لا أن نحجبها.. بأن تمدنا بالبطولات التى لم تفرج عنها بعد فى القضايا المتعلقة بأمن الدولة وإنقاذ الوطن من مخاطر الإرهاب والمخدرات وما إلى ذلك.. قضايا بعينها أبطالها أشخاص حقيقيون.. وأن تمنحنا التسهيلات لتصوير تفاصيل هذه القضايا.. ونحن على أتم استعداد لتنفيذ هذه الأفلام فورا..

ولكن.. فى نفس الوقت.. تعطينا الحق فى النقد.. وإظهار الشخصيات السلبية والفاسدين.. بل وتماديت فى اقتراحى بطلب ملفات الفاسدين منهم لتكون القضايا حقيقية ومعبرة عن قوة الجهاز الواثق من نفسه.

وقد قدمت فى كلامى عن الداخلية بمثلا مثلا.. لأنها ليست الوحيدة.. بل تطور الأمر لأجهزة أخرى ومؤسسات ونقابات وعددنا كل هذا من قبل.

أما رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.. بوضعها الحالى هكذا.. فأنا أشك تماما ان يستطيع مقاومة كل هذا بمفرده.
لذا كانت مطالبتى لعلى بالاستقالة مشروطة بأن يستقيل وياخد الباب وراه.. مغلقا الجهاز نفسه.. لأن الحال لن يستمر على ما هو عليه.. فمن غير الطبيعى أن يستمر.. حايتغير حايتغير.. بفعل الحرية ممكن.. بفعل تغيير الثقافة الحكومية جايز.. بفعل أن تهب وزارة الثقافة للدفاع عن جهازها.. يابركة دعا الوالدين.

أو بفعل إننا نبطل سيما!!!!!!!

فعلى من يطالبون على أبو شادى بالاستقالة عليهم ترشيح شخص يستطيع أن يقوم بكل هذا.

مين بقى؟.. مين هذا البطل المغوار الذى سيستطيع أن يغير كل هذا الواقع المؤلم.. مين بقى هذا الدون كيشوت الجديد الذى سيحارب طواحين الهوا؟؟..

عندما حاولت أن أفكر فى هذا الصلاح الدين الأيوبى.. لم أجد غير على.. يمكن من باب اللى تعرفه أحسن م اللى ما تعرفوش.. والأكيد لقناعتى بأن على يستطيع.. شريطة أن نقف جميعا خلفه.. نحارب بسيفه لإنقاذ سمعتنا الفنية وريادتنا فى المنطقة.. وصد الهجوم الداخلى.. مش كفاية الهجوم من الخارج؟؟.. ألا يكفينا يا سادة فى الداخل كل محاولات من حولنا فى الخارج لأن يتوقف فننا عند «حنا بالسيف.. حنا للضيف»؟؟؟؟؟؟

والنبى يا عم على مانت مستقيل.. رحمة بنا يا شيخ.. واقرأوا مقالى جيدا.. مش المانشيت بس.

إسعاد يونس  فنانة ومنتجة سينمائية مصرية
التعليقات