لا للحكم العسكرى فى غزة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 7:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا للحكم العسكرى فى غزة

نشر فى : الأحد 19 مايو 2024 - 7:10 م | آخر تحديث : الأحد 19 مايو 2024 - 7:10 م

بعد وقت قصير من اتخاذ قرار الانسحاب الإسرائيلى من لبنان فى يناير 1985، جرت الموافقة على إقامة نقطة مراقبة فى القطاع الشرقى من المنطقة الأمنية، وكان طاقم المراقبين يخرج كل ليلة من القاعدة الأساسية فى إسرائيل، ويتمركز فى المنطقة قبل الغروب بقليل، ويقوم بمهمته طوال اليوم التالى، ويعود بعدها إلى إسرائيل، وكانت مهمته مراقبة قوات حزب الله فى الميدان ونقل المعلومات.

فى فترة معينة، قُرر تحسين الموقع، ونُصبت فى المكان خيمة مخبأة جيدا، وبعد مرور وقت قصير، تبيّن أن عناصر حزب الله كشفوا الموقع، وقبل وصول المراقبين، دخلت قوة خاصة مشطت المكان، وزرعت عددا من العبوات، وبعدها، وفى نقاشات مع القيادة، قُرر أنه من وقتها، سيتم دخول المراقبين برفقة دبابتَين، ولاحقا، قرروا بقاء المراقبين فى الميدان، ومع الوقت، تحولت الخيمة إلى مكان محصن، والموقع الصغير تحول إلى موقع كبير، وبدلاً من 118 جنديا، جرى الاتفاق على بقائهم لمساعدة جيش لبنان الجنوبى، دخل هناك ألف جندى، وتزايدت الأعداد وكبرت. وفى أبريل 2000، خرج الجيش الإسرائيلى من لبنان. يجب أن نكون صريحين؛ فقد تبيّن أن ادعاء أن البقاء فى المنطقة الأمنية يحمى سكان الشمال هو شعار فارغ، لكن هذا الوجود أدى إلى نشوء قوة جديدة عنيفة وصارمة وخطِرة دخلت المنافسة الأولميبة فى الإخفاقات العسكرية، ولم ننجح فى حرب لبنان الثانية [حرب يوليو 2006]، وحتى 7 أكتوبر فى القضاء على حزب الله، وقد قُتل 1404 جنود إسرائيليين خلال 18 عاما، وجُرح 3750.

لكن هل تعلمنا الدرس؟ لا يبدو ذلك. لأن هذا، بصورة خاصة، ما يريد رئيس الحكومة إقامته فى غزة: منطقة أمنية واحدة هائلة، تضمن عدم نشوء حماسستان وفتحستان بحسب تعبيره. ووفقا لضابط فى سلاح المدرعات، فإن هذا ما يجرى، فيقول: «فى البداية تحصنّا فى مكان معين، ثم وضعنا بطارية دفاعية، ومن بعدها استقدمنا قوات من سلاح المشاة لحمايتنا، وبعدها بقليل سننشئ موقعا عسكريا». ويصف ضابط آخر فى كتيبة المشاة كيف تحوّل المنزل الذى تمركزوا فيه شيئا فشيئا إلى موقع محصن.

يعرف الجيش الإسرائيلى أن الثمن الدموى الذى دفعته إسرائيل فى لبنان سيكون لعبة أطفال مقارنة بالثمن الدموى الذى ستدفعه فى غزة، وهنا ليس المقصود إسرائيل الكبرى التى جزء من أبنائها لا يتحملون العبء [أى إعفاء التلامذة المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية]، إنما المقصد إسرائيل الصغرى التى يُقتل أبناؤها يوميا، فى حرب مستمرة إلى ما لا نهاية قررتها حكومة أغلب أعضائها لم تخدم فى الجيش، ولا يخدم أولادهم هناك أيضا.

قبل أيام، قال عضو الكنيست، يتسحاق كروزير، من حزب قوة يهودية إن جالانت عاجز عن القيام بالمهمة، وعليه أن يرحل، ولم يقل بوضوح إنه يدعم ترقية وزير الشر المطلق، إيتمار بن غفير، كى يحل مكان جالانت، الذى حذّر بجرأة مما يمكن أن يحدث إذا اتخذت الحكومة قرارات خاطئة تتعلق باليوم التالى للحرب.

والآن، يأتى دور السؤال الكبير الذى له علاقة بكل الأمهات اللواتى لديهن أولاد هناك، أو سيعود أبناؤهم إلى هناك، وله علاقة بكل الآباء وكل عائلات الأشخاص المخطوفين الذين من الصعب أن نعثر فى المعجم على كلمات تصف مأساتهم اليومية؛ متى ستنشأ هنا حركة الأمهات الأربع [حركة احتجاجية نشأت سنة 1979 وطالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلى من جنوب لبنان] نسخة 2024، لتقول (كفى)، وتطالب بانسحاب كامل فى مقابل إعادة كل المخطوفين؟

 أريالا فينغل هوفمان

 نشر بتاريخ 16 مايو على يديعوت أحرونوت

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات