عاش محمد على حياته أمام الكاميرات، وكان هدفا دائما للصحفيين، فهو البطل والأسطورة، وهو الزعيم الذى يناضل من أجل الأخوة والحرية والعدالة والمساواة. وهو أيضا النجم صاحب التصريحات الخلابة، التى تخطف المانشيتات وتحتكرها.
وقبل شهرين من وفاته، توجه المصور البريطانى زينون تكسيرا إلى منزل محمد على فى مسقط رأسه لويفيل فى ولاية كنتاكى، وكان يخشى ألا تسمح الحالة الصحية لمحمد على بالتقاط الصور، إلا أن أسرته أخبرته بأنه مستعد وبخير، وكانت الأسرة ترغب فى تسجيل بعض الصور الشخصية للبطل تحسبا للظروف.
يقول زينون عن لحظات اللقاء الأخير مع محمد على لالتقاط الصور الأخيرة: «كان جلده يحتفظ ببعض اللمعة، على الرغم من تأثيرات المرض والزمن والعمر. وكان مستعدا للقاء، ويخفى عينيه خلف نظارة سوداء، وساعده بعض أفراد أسرته للجلوس على أريكة قريبة، وشعرت لحظتها كم أصبح هذا البطل هشا».
ويضيف المصور البريطانى: «قال لى أحد أفراد أسرته أنه قد لا يرد ولا يتجاوب فى الحوار، ولكنه يفهم ويدرك كل كلمة. وبدأت العمل لمدة 45 دقيقة، والتقطت ما أرغب من الصور، وكان على راضيا، ومتقبلا، وربما مستسلما.
وفى النهاية قبلت جبهته، ومضيت فى سعادة، لأننى نلت ما كنت أتمنى من الرجل الذى كان بطلا لى طوال حياتى».
فى تلك الصورة ترى لمعة ساكنة فى عين محمد على، وترى ابتسامة قادمة من بعيد مرسومة على وجهه.. وترى أيضا تأثير السن، وقد رحل عن 74 عاما، ولكن تأثير السن تضاعف بالمرض الذى عانى منه طوال 32 عاما، وهو مرض باريكنسون.
رحل محمد على يوم الجمعة الماضى. وصحب معه أسلوبه الفريد فى الملاكمة، وهو ما أضفى على اللعبة شعبية فى أركان الأرض الأربعة، كما قالت مذيعة محطة السى إن إن الامريكية الشهيرة كريستيان امانبور. رحل محمد على وصحب معه الرشاقة والخفة، والروح الخلابة المرحة، وسرعته فى تجنب الضربات وسرعته فى توجيه الضربات.
فى تلك الصورة الأخيرة هزم الزمن الحيوية والشباب.. وكانت صورة محمد على فى النهاية، كما قالت صحيفة الصن البريطانية فى صدر صفحتها الأولى يوم الإثنين حين صدرت، وهى مزينة بالعديد من الصور الأخيرة للأسطورة.