كم كان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء مقنعا عندما أفحم طالب الطب عبد الله بظاظو من جامعة الإسكندرية عندما التقاه فى معسكر الشباب فى بورسعيد منذ أيام حول سؤاله الغاضب عن بيع الحكومة للبلد وعدم تركها شيئا للأجيال القادمة لكى تفرط فيه بنفسها. ألم يقل له السيد رئيس الوزراء بمنتهى القوة «لا ياحبيبى مصر دى كبيرة قوى، وإحنا ما بعناش بلدنا، وروح شوف آلاف الأفدنة النى نصدر منها البطاطس لأوروبا، واتفرج على القرية الذكية علشان تعرف مصر». ياسلام... أهناك رد يمكن أن يكون مقنعا لشاب فى مثل عمر بظاظو أكثر من ذلك ؟
وبدلا من أن يصمت طالب الطب ،الذى لسوء الحظ يبدو أن أهله أتلفوه وعلموه أن يفكر فى أمور لا تعنيه مثل بيع الغاز لإسرائيل والتفريط فى القطاع العام، فى حين أن أقرانه لا يعنيهم هذه الأيام سوى من يفوز فى سباق الألبومات تامر حسنى أم عمرو دياب؟. بدلا من أن يصمت الطالب «اللمض» ويحمد ربنا أن الأمن سابه يروح بدأ يلسن على رئيس الوزراء فى اليوم التالى فى الجرائد ويقول إنه فقط كان يذكره بسيدنا عمر بن الخطاب وكيف كان يبكى على أحوال رعيته التى جعله الله مسئولا عنها.
يعنى يابظاظو ما لقيتش غير سيدنا عمر علشان تقلب علينا المواجع وتكرهنا فى عيشتنا، يعنى لما تكون عايز تقارن خليك فى حدود عاطف صدقى أوعاطف عبيد أو حتى كمال الجنزورى وآخرك ممكن ممدوح سالم. لكن سيدنا عمر. حرام عليك.
وبعدين يابظاظو إيه يعنى لما يكون ما تم بيعه فى عهد حكومة الدكتور نظيف من عام 2004 وحتى العام الماضى ضعف إجمالى كل ما تم بيعه منذ أن فتحنا عينينا على موضوع الخصخصة فى عام 1991.
إيه يعنى لما تكون الحكومة باعت شركات وأراضى وحصص فى بنوك وشركات وفنادق بما يزيد على 38 مليار جنيه فى أربع سنوات، منها 21 مليار جنيه فى عام واحد فقط هو عام 2006/2007. وهو ما استحق شهادة خاصة للحكومة من الدكتور عبد الشكور شعلان مسئول صندوق النقد الدولى فى المنطقة العربية الذى وصف عمليات الخصخصة فى هذا العام بأنها فاقت كل التوقعات وأشاد بجرأة الحكومة فى بيع مشاركتها فى بعض الأنشطة التى كان من الصعب عليها التصرف فيها. هو كده يبقى بعنا البلد؟ لأ ياحبيبى صدّق عمك نظيف وكذّب عينيك، وبطل نشفان دماغ.
لكن ياريت يابظاظو ما تسمعش كلام عمك نظيف فى دعوته لك بأن تروح تتفرج على أفدنة البطاطس فى مصر لأنه من سوء الحظ أنه فى الوقت الذى كان السيد رئيس الوزراء يضيع وقته معاك علشان يقنع دماغك الناشفة كان الاتحاد الأوروبى يسلم لوزارة الزراعة قرارا بوقف تصدير البطاطس المصرية لأوروبا لأن فيها عفنا بنيا. وحسك عينك تجتهد من عندك وتروح تتفرج على أفدنة القطن لكنك ربما صادفت فلاحا يفتح مخك أكثر ماهو مفتوح ويقولك إن صادرات القطن فى الربع الثالث من العام انخفضت بنسبة 91% فتكبر فى دماغك وتسأله السنة الجاية عملتوا إيه فى البلد. ويبقى فى الحالة دى ذنبك على جانبك أنا حذرتك.
أما دعوة عمك الأهم وهى زيارة القرية الذكية، لكى تعرف قدر مصر، فلا داعى للاستجابة لها على الإطلاق لأنه بإمكانك أن تستغنى عنها ببساطة لو دخلت على (اليوتيوب) من أى كمبيوتر وكتبت «القرية الذكية» فسوف تجد كل ما تحتاج معرفته. سوف تعرف من مصريين مثلك سألتهم المذيعة عن ماذا يعرفون عن هذه القرية فاتفقوا جميعا على أنها قرية فى شرم الشيخ وأكثرهم علمًا قال إنها موجودة فى شرم الشيخ والأقصر، والإسكندرية، والعروبة، ورأس البر. والأكثر إطلاعا منهم قال إنه زارها بالفعل واستمتع بالنزول فى مياهها التى تمتاز بلونها البنفسجى والأخضر، بينما أكد آخر أنه ركب فيها الخيل وسمع أنه يقام فيها أفراح الكبار، وآخر عليم ببواطن الأمور أكثر وأكثر قال إنها قرية يأخذوا إليها الأطفال «الصغيرين» علشان يطلعوا أذكياء.
وأخيرا ياظاظو ياحبيبى عد إلى صوابك وخليك فى حالك جنب أصحابك وشوف مين اللى كسب فى سباق الألبومات تامر ولا عمرو، وأسمع كلام عمك نظيف.