إنجاز الرياضة المصرية فى طوكيو - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 9:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنجاز الرياضة المصرية فى طوكيو

نشر فى : الأحد 8 أغسطس 2021 - 8:30 م | آخر تحديث : الأحد 8 أغسطس 2021 - 8:30 م
** 6 ميداليات مصرية فى طوكيو، وهو أكبر رصيد لمصر فى الألعاب الأوليمببية منذ شارك أحمد حسنين باشا بصفة فردية فى دورة استكولهم 1912 فى مسابقة السلاح. وأضيف إلى إنجاز طوكيو ما حققه فريق كرة اليد، صاحب المستوى الأوليمبى والعالمى، وأول فريق عربى وإفريقى يصل إلى الدور قبل النهائى فى لعبة كرة اليد، وكان بمقدوره اللعب على الذهبية، وهو أمر أعنيه بمنتهى الدقة والموضوعية من الناحية الفنية..
** لكن ما تحقق فى دورة طوكيو 2020 ليس الأفضل من ناحية نوعية الميداليات، فقد حقق أبطال مصر ذهبيتين وفضيتين وبرونزية فى دورة لندن 1948، وذهبيتين وفضية وبرونزية فى دورة أمستردام 1928، وذهبيتين وفضية وبرونزيتين فى دورة برلين 1936.. وما تحقق فى طوكيو يجب أن ندرسه ونحلله، بعيدا عن المقارنة مع ما حققه أبطال الرياضة المصرية فى لندن وبرلين وأمستردام. فالمنافسات اليوم أشق، والتدريب اليوم أكثر مشقة، ويحتاج الرياضى إلى بذل جهد جبار كى يفوز بميدالية أوليمبية، وسط أعلى درجات المنافسة. فلا يجب أبدا مقارنة عصر القوة الفطرية، بعصر القوة المكتسبة. إن مثل تلك المقارنات تكون مغرضة، أو تعبر عن جهل بحقائق التطور، فلا يمكن مقارنة عالم انتقل من صناعة الحركة بقوة البخار إلى عصر الذرة، ومن قانون قوة الدفع الذى صنع المحرك النفاث إلى زمن الوقود الجاف ووقود الأوكسجين السائل الذى يدفع الصاروخ ومن سرعة الضوء إلى الفيمتو ثانية..
** لهواة المقارنة وهواة تسطيح كل إنجاز عليكم أن تفهموا الفارق بين عصر «القوة الفطرية» فى الرياضة فى زمن قديم، وبين زمن انتقل بعده العالم إلى صناعة الأبطال بكل ما فى الصناعة من مواد خام وعلم وتطوير وتكنولوجيا وجودة وجدية وإخلاص ومال.. وإدارة قبل هذا كله..
** إن صورة الرياضة المصرية ليست قاتمة، لكن مصر تستحق أداء أفضل.. وهناك اتحادات ولعبات نجحت لكنها قليلة، وهناك أبطال ونجوم فى اللعبات الأخرى، لكن من يرث البطولة ويقف على منصات المجد بعدهم؟
والواقع أن مصر مازالت متفوقة رياضيا فى الدورات العربية، كما أن مصر متفوقة إفريقيا على الرغم من قوة المنافسة التى شهدتها فى دورات ألعاب القارة لكن كيف نصنع الأبطال والأجيال؟
كيف نصنع الأبطال بينما إدارات الأندية غير متفرغة وتخلط الأهداف الانتخابية بقرارات مصيرية وأوجه إنفاق غير دقيقة، ووسط جمعيات عمومية غائبة ومغيبة؟
كيف نصنع الأبطال ونمارس الرياضة الحقيقية بينما أكبر ناديين فى مصر يتحاربان فيما بينهما؟
** فى دورة أثينا الأوليمبية حين حقق الرياضيون المصريون خمس ميداليات أوليمبية، واحدة ذهبية وأخرى فضية و3 برونزيات. كان من نجوم الدورة السباح الأمريكى مايكل فليبيس، وأسطورة الألعاب الأوليمبية حتى الآن برصيد 28 ميدالية، منها 23 ذهبية. وكنت أراه يخرج من السباق ويحيط به مدربه ومدرب العلاج الطبيعى ومدير أعماله، والطبيب النفسى، والمدلك. فمعه فريق كامل خاص به. وقد كان مايكل فيليبس من أبناء علم الانتقاء بتكوينه الجسمانى الغريب. وفى دورة طوكيو 2020، أحرز السباح الأمريكى درسيل خمس ميداليات ذهبية، والفضل فى إنجازه هذا كما قال يعود إلى فريقه الذى يعمل معه. المدرب، وإخصائى العلاج الطبيعى والمدلك ومدير أعماله. وهو شكر فريقه الذى عمل معه فعليا كى يحقق الإنجاز. ولم يشكر أى إنسان آخر..
** كيف يصنع العالم أبطاله ونجومه؟!
** هذا حديث آخر..
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.