إدمان تحديثات كورونا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إدمان تحديثات كورونا

نشر فى : الخميس 9 أبريل 2020 - 11:35 م | آخر تحديث : الخميس 9 أبريل 2020 - 11:35 م

فى الثامنة من مساء يوم الخميس قبل الماضى، كان عدد المصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم قد تجاوز للمرة الأولى المليون إصابة فى حين تجاوز عدد المتوفين الخمسين ألفا، وعدد المتعافين ٢١٠ آلاف. وطبعا قفز الرقم بصورة كبيرة وبلغ حتى ظهر أمس الخميس أكثر من مليون ونصف حالة إصابة و89416 حالة وفاة و337 ألف متعافٍ.
منذ بدء تفشى وباء كورونا أو «كوفيدــ١٩» صرت مدمنا على مطالعة التحديثات المستمرة للأعداد. فى مواقع كثيرة هناك عداد يتم تحديثه كل لحظة، يتضمن تطور أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، خصوصا موقع «نبض» الذى يقدم أكثر من عداد بتحديثات كورونا، والمصدر الرئيسى هو ما تعلنه منظمة الصحة العالمية.
فى بداية تفشى الوباء كانت الصين هى البؤرة للفيروس، كانت هى مركز الأخبار خاصة مقاطعة كوبى وعاصمتها ووهان، والعدد الآن شبه ثابت فيها وهو 81865 ألف إصابة و3335 وفاة، لكنها تراجعت إلى المركز السادس.
كانت كوريا الجنوبية تحتل المركز الثانى، لكنها الإجراءات شبه النموذجية بدات تؤتى ثمارها، حتى تمكنت من محاصرة المرض تقريبا وصارت فى المركز 16.
فى قراءة جداول كورونا نكتشف أن الفيروس بدأ فى مهاجمة إيطاليا التى احتلت المركز الأول لفترة، ثم تراجعت الآن إلى المركز الثالث بـ 139422 إصابة وأكبر عدد وفيات هو 17669، أما المفاجأة فهى أن الولايات المتحدة صارت فى المقدمة وبفارق كبير جدا هو 435160 إصابة و14797 وفاة، تليها إسبانيا بـ152 و446 إصابة و18238 وفاة وفى المركز الخامس ألمانيا ثم فرنسا والصين وإيران وبريطانيا وتركيا. الأولى عربيا هى السعودية بـ2932 إصابة وبعدها الإمارات 2659 ثم قطر 2375 ثم الجزائر 1572 ثم مصر 1560 وهى رقم 54 عالميا.
كنت أفتح أعداد التحديثات كل ربع أو نصف ساعة تقريبا، وعندما أستيقظ فإن أول ما أفعله هو النظر إلى تطورات الحالة.
لمن يطالع هذه الجداول سوف يكتشف أن هناك بلدانا تحدّث أرقامها كل ساعة، وبلدانا تحدّث أرقامها كل يوم، مثل الحالة المصرية التى تعلن التحديث بعد الثامنة مساء كل يوم، وهكذا يتم إخبار منظمة الصحة العالمية التى تقوم بتحديث الأرقام على موقعها الرسمى، ومن هذا الموقع تقوم بقية المواقع الإخبارية فى العالم كله بتحديث جداولها وبياناتها.
طبعا هناك مواقع قدمت تطبيقات متقدمة وسهلة مثل الرابط الذى عندما تفتحه تجد خريطة للكرة الأرضية، ولو ضغطت على اسم أى بلد سيفتح لك نافذة فورية بها أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، وتطبيقات أخرى تقدم لك قراءات تحليلية فى الأرقام والبيانات. وأخرى تقدم رسوما بيانية بحالة كل دولة، ووجدنا المواقع المصرية تتفنن فى تقديم تطورات الوضع فى مصر بصور مختلفة.
الملاحظة الجوهرية هى تراجع الوضع فى الصين وكوريا تماما وانفجاره فى الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا. والملاحظة الأخرى أن الأرقام بدأت تزيد بمتوالية هندسية وليست عددية. من الخميس قبل الماضى إلى أمس زاد عدد الحالات بمقدار نصف مليون حالة. ونسأل الله أن تكون تلك هى ذروة الوباء، وبعدها يبدأ العالم فى السيطرة عليه.
من الملاحظات أن هناك دولا صغيرة وفقيرة جدا خصوصا فى إفريقيا لا توجد بها إلا أعداد قليلة من المصابين ونتمنى أن تكون تلك هى الحقيقة، لكن هناك رؤية أخرى تقول إن قلة عدد المصابين لا يعنى بالضرورة اختفاء الفيروس، لأنه كلما تم الكشف على أكبر عدد من الناس كلما زادت الحالات. وبالتالى فإن دولا كثيرة أعداد المصابين فيها قليلة جدا لأنها ببساطة لم تكشف على الناس!!.
وهناك أيضا شبه اتفاق أن غالبية الدول لا تكذب بشأن أعداد المصابين بها، ولسبب يعود أيضا إلى قلة عدد المفحوصين قياسا بعدد السكان، وربما يمكن القياس على نسبة الوفيات، وهناك دول تقول مثلا إن هناك مائة إصابة لكل مليون شخص وهكذا، لكن هناك اتهامات أمريكية لبعض الدول خصوصا الصين وإيران بأنها تتعمد تقليل عدد المصابين أو إخفاء العديد من الحقائق بشأن كورونا، وهو الأمر الذى تنفيه هذه البلدان بقوة.
أخيرا نسأل الله أن يختفى الفيروس وأن يتمكن العالم من التصدى له حتى تختفى جداول كورونا وتحديثاتها وتطوراتها وتعود الحياة إلى روتينها اليومى الذى لم نكن نقدر قيمته.
دراسات نفسية توصى بعدم مطالعة الأرقام باستمرار. ونصيحتى الشخصية للمهووسين مثلى بالنظر إلى الأرقام، أن تتوقفوا عن ذلك، لأنه يهدد سلامنا النفسى، وكما قال أحد الخبراء، فهذا ليس ترتيب الدورى الإنجليزى أو الإسبانى أو الإيطالى حتى ننظر فيه كل لحظة!!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي