بلاغ إلى النائب العام .. صباح الخير ياكبير...!! - وحيد حامد - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بلاغ إلى النائب العام .. صباح الخير ياكبير...!!

نشر فى : الثلاثاء 9 يونيو 2009 - 8:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 9 يونيو 2009 - 8:40 م

 أن تكون مواطنا سعوديا وتعيش فى السعودية فأنت مواطن محترم له حقوق وعليه واجبات ولا يسمح لك بالجور على حقوق الآخرين أو إلحاق الأذى بهم إلا فى حالة إذا كان هؤلاء الآخرون من الغرباء الفقراء وفى حالات ليست كثيرة.. وأن تكون مواطنا سعوديا وتعيش فى القاهرة فأنت شخص شديد الاحترام.. ولك فى مصر حقوق أكثر من الحقوق التى منحتها لك بلدك حتى لو ضربت من تشاء من المصريين بالجزمة، ستكون السيد المطاع المهاب صاحب الكلمة النافذة وصاحب الحق دائما.. لأن هذا ما تحبه مصر لأهلها..

وعليه أيها السادة الأعزاء سأروى لكم حكاية هى المأساة والملهاة فى آن واحد.. حكاية تجعلنى أنا المواطن المصرى الذى أهدر حقه فى الدفاع عن نفسه بالتحايل أو التلاعب أو حسن النية أو المجاملة أو النفوذ لا أعرف بالتحديد، أقول إنى فى حاجة إلى كفيل سعودى يضمن لى حقوقى فى مصر.. والآن أختلف مع مقولة مصطفى كامل «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا» كان الرجل مخطئا بالنسبة للمستقبل وتصحيح العبارة الآن «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون سعوديا»..

بداية أحب أن أوضح مؤكدا أن علاقتى وثيقة بالكثير من الأصدقاء السعوديين ومن كل النوعيات.. منهم الأمير والفقير.. المثقف ورجل الأعمال كما لا توجد لدى أى خصومة سياسية مع السعودية كدولة.. وأعتبر حوادث الاعتداء على المصريين هناك تصرفات فردية لا تعبر عن سياسة دولة، وأقدر مواقف إنسانية لشخصيات سعودية تجاه بعض المصريين كان لها أطيب الأثر فى نفسى.. ولكن كل هذا لا يكون مبررا عندما تحدث إهانة مباشرة من أى شخص سواء كان أمريكيا أو سعوديا أو مصريا، كبيرا أو صغيرا، مأخوذا بالثروة ومنتشيا بنفسه.. أو صعلوكا أصابت رأسه لطشة من أى نوع.. وكرامة المواطن فى بلده لا تكسر مطلقا..

فى يوم الثامن والعشرين من أبريل الماضى..

فى صباح هذا اليوم كنت أحمل أوراقى وأستقل المصعد الخاص بفندق «جراند حياة» حيث يطيب لى أن أكتب وأمامى الخلاء ونهر النيل، وكان المصعد يهبط فى سلام وأمان وأنا الراكب الوحيد، فجأة توقف المصعد فى الدور الثلاثين ربما استجابة لاستدعاء أحد الزبائن يريد النزول مثلى.. عندما فتح باب المصعد وهو مصعد واسع كبير وجدت أمامى الأستاذ «جورج» وهو نائب مدير الاستقبال بالفندق ولأن الدور الثلاثين به مكاتب الاستقبال وهو يقف أمامها وهذا أمر طبيعى وهناك أيضا زبائن.. ولأنه صديق فقد قلت له صباح الخير يا جورج.. رد علىّ بقوله (صباح الخير يا كبير) وإذا برجل فخيم كان يقف إلى جواره مباشرة تنتابه حالة غضب وهياج شديد وأشار نحوى مباشرة محددا شخصى بإصبع يده.. وبكل احتكار اندفع يرمينى بالقول العدوانى المهين..

ــ هذا ما هو كبير.. إزاى تقول لهذا يا كبير.. كيف هذا يكون كبير.. هذا أبدا ما يكون كبير..

بالطبع حدثت لى صدمة مفاجئة بمجرد أن أفقت منها حاولت الخروج من المصعد لاستطلاع الأمر ولكن الأبواب أغلقت وعاود المصعد الهبوط أثناء ذلك سمعت هذا الرجل يقول (الكبير تتقال لربنا بس) فأدركت على الفور أنه يريد أن يبرر الفعل غير الأخلاقى الذى ارتكبه بهذه الطريقة فزادت مساحة الغضب لدى.. وبمجرد أن حط المصعد فى الدور الأرضى صعدت به مرة أخرى إلى الدور الثلاثين وهناك لم أجده.. قالوا إنه هبط إلى هول الفندق فهبطت إلى هول الفندق حيث وجدته.. رجل لا أعرفه على الإطلاق.. ولا أعرف اسمه أو جنسيته ــ أمامى شخص طويل.. شديد التأنق مصبوغ الشعر كأنه مانيكان فى نافذة عرض زجاجية.. كل شىء على سنجة عشرة.. سألته وأنا فى غاية الانفعال وهو يرد:

ــ حضرتك تعرفنى..؟
ــ لا.
ــ أنا أعرفك؟
ــ لا..
ــ أنا أسأت ليك فى أى حاجة..؟
ــ لا..
ــ ليه بقى تسئ إلى من غير ما أسئ إليك..؟
وهنا لم ينطق.. أقول لم ينطق.. واصلت ساخطا وحانقا.
ــ عارف إن اللى عملته دا عمل تافه.. تافه.. تافه..

وأمسك بى بعض الزبائن ودفعونى بعيدا عنه وأنا فى حالة من الغليان.. هذا الرجل ما فعله معى هو السب والقذف بعينه ودون سبب والزعم الباطل بأن كبير لا تقال إلا لله سبحانه وتعالى تنطّح فى الدين وجهل به فالله سبحانه وتعالى هو الأكبر.. انطلاقة الأذان.. الله أكبر.. والكبير هى من الأسماء الحسنى.. وهناك فرق بين الكبير.. وكبير.. نقول كبير الحجم.. كبير الحيلة.. كبير الرحيمية قبلى.. والكبير مثلها مثل الرشيد فما هو رأى أى متنطح فى هارون الرشيد..؟؟

وكبير.. تستخدم فى مهن لا حصر لها.. نقول كبير الأطباء.. كبير المهندسين.. كبير الياوران.. كبير الأساقفة.. كبير الطهاة.. كبير الخدم.. كبير الأصنام كما ورد فى القرآن الكريم فى سورة الأنبياء.. وهذا فقط للدلالة على أن هذا الرجل كان يريد التملص من فعلته النكراء.. ثم إن سبب غضبى يرجع إلى العدوانية تجاه الآخرين دون حتى أن يعرفهم وليس لأى شىء آخر..

جاءنى موظف ليخبرنى بأن الرجل يحرر لى محضرا فى شرطة السياحة فلم أهتم وحسبت أنه إجراء وقائى فى حالة ما إذا حررت ضده محضرا ولكنى لم أكن أنوى ذلك.. فقد اعتبرت أن ما حدث مجرد حماقة وانتهت والرجل فى إجازة لن أفسدها عليه.. وعلمت فى نفس اليوم أنه شخصية سعودية لها وزنها وأنه مساهم فى ملكية الفندق مكان الواقعة، ولما كنت أعرف مالك الفندق وأشهد له بالاحترام والتواضع فأنا لا أظن أن الرجل صانع المشكلة له علاقة بالفندق من الأصل..
وكانت تصلنى الأخبار شذرات.. علمت أنه استأجر محاميا.. وأنا فى حالى.. كأن الموضوع لا يخصنى، ويواسينى العاملون بالفندق فى عفوية، ما تزعلش يا أستاذ أنت كبير غصب عنه وكأنى غضبت لذلك.. والحقيقة التى يعلمها كل من يعرفنى أن التواضع هو نعمة الله الكبرى علىَّ..

وفى مساء يوم الثلاثين من شهر مايو الماضى وفى تمام الساعة السابعة مساء تسلمت إخطارا من النيابة بالتوجه إلى مقر نيابة مصر القديمة بجوار جريدة الأهرام.. وأقسم بالله إنى فرحت.. ورغم أن لى أصدقاء من السادة المحامين أصحاب المكانة والقدر فإننى لم أفكر مجرد التفكير فى طلب المساعدة من أحدهم لأننى صاحب الحق والذى وقع عليه الاعتداء، وذهب بى الخيال هل أشرح للسيد وكيل النيابة بعض التصرفات الحمقاء المسلحة بالرعونة والكبرياء الزائف والتعالى والعجرفة التى يعانى منها المصريون من إخوة لهم أو هكذا يزعمون..!؟

المهم.. المهم أيها السادة..

فى تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم الحادى والثلاثين من شهر مايو وأنا فى طريقى إلى منزلى وتحديدا والسيارة أمام حديقة الأورمان شعرت بآلام حادة فى صدرى.. آلام سبق لى التعرف عليها أعقبها آلام فى الأسنان وأحسست أن جسدى ينهار.. على الفور اتصلت بالأستاذ الدكتور إيهاب عطية أعزه الله وأكرمه والذى أمرنى بالتوجه فورا إلى مستشفى مصر الدولى.. أو التوقف فى مكانى حتى يرسل لى سيارة إسعاف ولكن لأن معى سائقا فقد انطلقت السيارة إلى المستشفى..

ثلاثة أيام فى المستشفى بعد تركيب دعامتين ومزيد من الأدوية والعقاقير.. وفى منزلى ومن خلال التليفزيون كانت مدينة القاهرة من بداية يوم الأربعاء هى مدينة السيد «أوباما» الخالية من البشر.. ثم الجمعة والسبت يومى الإجازة.. أى أن الدنيا كانت شبه معطلة..

صباح الأحد السابع من يونيو عام 2009.. قررت مغادرة المنزل بعد محنة المرض المفاجئ.. طيب أخرج أعمل إيه..؟ قلت روح النيابة..!؟ وذهبت إلى النيابة مزودا بخطاب رسمى من المستشفى به بيان الحالة وتاريخ الدخول والخروج.. وكما قلت سابقا أنا ذاهب بطولى.. فى مكاتب الإخوة الموظفين والموظفات وجدت من يساعدنى لمجرد أنه معجب بأفلامى وهذا أمر أسعدنى كثيرا.. سأل الموظف المختص القضية (3271) لسنة 2009 إدارى مصر القديمة.. قلب الموظف فى صفحات الدفتر وقال فى عجالة.. دى بقت جنح.. شوف عند موظف الجنح.. وهنا ظهر شاب طيب ذو شهامة تسبقه كلماته:
ــ أهلا أستاذ وحيد اتفضل معايا..

وأدخلنى على السيد وكيل النيابة المختص بالقضية.. شاب محترم مهذب وقور قدمت له خطاب المستشفى مضيفا.. وأنا الآن هنا للتحقيق معى.. قال الشاب المحترم:

ــ القضية مشيت من عندنا..
ــ من غير أخذ أقوالى..؟
ــ انت ما جتش..
ــ الشهادة مع سيادتك.. كنت عيان.
ــ ما احنا ما نعرفش..
ــ هوه مش فيه استدعاء تانى.. والثالث بيكون بالقوة الجبرية..
ــ أيوه.. بس فى القضايا الصغيرة اللى زى دى.. الحكاية دى ما بتحصلش.
ــ من 28 أبريل لغاية 30 مايو وأنا قعاد مستنى استدعاء.. ومرة واحدة ومع أول عدم حضور لأول استدعاء ولسبب قهرى.. تحول القضية من إدارى إلى جنح.. وإلى مكتب السيد المحامى العام لشرق القاهرة.
ــ ممكن ترجع لنا تانى..
ــ أصلى مصر على أخذ أقوالى.

وأحسست بالتعاطف الشديد مع موقفى، ولكنى لم أستطع إخفاء دهشتى من سرعة الإجراءات التى أتمنى أن تسود فى كل القضايا..

السيد النائب العام المحترم..

هذه أقوالى فى القضية (3271) لسنة 2009 إدارى مصر القديمة والتى تحولت إلى القضية (8912) جنح لسنة 2009 والتى لم أدل فيها بأقوالى رغم أننى المشكو فى حقه والمعتدى عليه فى نفس الوقت.. ويا سيدى النائب العام المحترم هذه أقوالى أرجو من سعادتكم الأمر بضمها إلى ملف القضية فلا يجوز أن تكون هناك قضية دون سماع كل الأطراف.. إلا إذا كانت أقوال الخصم السعودى فيها الكفاية..!!؟ ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحظى المصريون بنفس المعاملة فى السعودية.. والله المستعان.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. حتى فى بلدنا أصبحنا مساكين..!؟ أغثنا.. أدركنا.. يارسول الله..

وحيد حامد سيناريست وكاتب صحفي
التعليقات