9 ملايين مصرى مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائى «C»، هكذا زفت إلينا وزارة الصحة البشرى، مقللة من الأرقام التى سبق أن أعلنتها منظمات وهيئات أخرى تهتم بالشأن الصحى.
لكن الذى لم تستطع وزارة الصحة فعله بهذا الرقم، وهو مخيف، أن تبث طمأنينية فى نفوس المرضى وذويهم أو حتى فى نفوس الأصحاء.
لم تستطع وزارة الصحة أن تنفى أن هذه الملايين التسعة أصيبت بالفيروس بعدما تحول التليف الكبدى إلى فيروس كامن، وتناست الوزارة المسئولة عن صحة هذا البلد أن فترة حضانة الفيروس طويلة، لكن هذه الحضانة، مهما طالت فترتها، تؤكد أن المصابين بهذا الفيروس قد التقطوه خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.
نعم! فالمبيدات المسرطنة والأغذية الفاسدة وغيرها من السموم التى دخلت البلاد تحت سمع حكومات متعاقبة وأبصارها، هى المسئول الأول عن هذه الإصابات، ناهيك عن مياه الشرب غير الصالحة للاستخدام الآدمى والأدوية وحقن البلهاريسيا التى تمت تجربتها فى هذا الشعب.
لا نطالب الدكتور حاتم الجبلى ووزارته بالتفكير عن أخطاء ممارسات حكومية تعاقبت على هذا البلد طوال ربع قرن مضى، لكننا نطالبه، بصفته المسئول الأول عن صحة هذا البلد.
بأن يوضح لنا كيف سيتم علاج هذه الملايين التسعة وما الاحتياطات التى اتخذتها وزارته لكيلا يتحول هذا الفيروس إلى سرطان كبد ينهش البقية الباقية من صحة هؤلاء المرضى ومدخراتهم القليلة، إذا وجدت، قبل أن ينهش حياتهم ذاتها.